"إننا لسنا مثل البرازيل و الأرجنتين، فعندما يلعبان تشعر بأنك امام منتخب وطنى" هذه الكلمات الحزينة لميشيل سالجادو مدافع ريال مدريد و المنتخب الأسبانى تصف تماماً المعاناة التى يمر بها منتخب بلاده على مدار تاريخه، و الذى يعتبر بالنسبة للكثير من خبراء كرة القدم واحد من ألغاز الكرة الأوروبية و العالمية التى لم تجد تفسيراً شافياً إلى الآن، حيث يحمل المنتخب الأسبانى واحد من أضعف قوائم الإنجازات بفريق كرة "كبير". ويبدو اللغز الأسبانى الأكبر متمثلاً فى حجم انتصاراته خلال ما يقرب من تسعين عاماً من ممارسة الكرة دولياً، و الذى يحمل رصيداً لا يبدو متناسباً على الإطلاق مع كمية النجوم التى عرفها هذا المنتخب العريق، أو مع مكانة كرة القدم كنشاط يتنفسه الأسبان يومياً. مما يجعل من المنتخب الأسبانى فى كل موعد كروى هام أشبه بمارد يعجز دوماً عن الخروج من فانوسه السحرى، مسبباً لإحباطات تفوق قدرته على تحقيق الأحلام، و التى نادراً ما تتحقق بفضل مساعدة نجم فذ أو شخصية مدرب قدير. و كالعادة سيبدأ الأسبان رحلة بحث جديدة عن منتخب وطنى فى مغامرة اوروبية جديدة بملاعب البرتغال، و إن كانت هذه المرة وسط ظروف شديدة الخصوصية، و حالة فائقة الجدية من الجميع ربما لم ينعم بها الفريق منذ "عصور". هذه الحالة عمقتها حقيقة مرة مفادها أن المنتخب الأسبانى صعد إلى نهائيات اوروبا 2004 عن طريق الملحق الاوروبى على حساب المنتخب النرويجى، و هو موقف عصيب بالنسبة لفريق اعتاد طوال العشرين عاماً الماضية أن يكون أول المتأهلين عن قارته لأية بطولة كبرى.
و يكاد يجمع كل لاعبى المنتخب الأسبانى الحالى أن صعود فريقهم إلى نهائيات البرتغال عن طريق الباب الضيق من التصفيات أشعرهم بأهمية المنتخب، و أضفى عليهم تماسكاً كانوا فى حاجة شديدة إليه، و هى الروح التى يحرص الطاقم الفنى للمنتخب بقيادة انياكى سايث على إستثمارها فى البرتغال، و البحث عن نهاية سعيدة حقيقية هذ الصيف، قد تسهم فى تغيير الصورة التى لازمت المنتخب الأسبانى بصفته منتخب مقاطعات أقرب منه لمنتخب وطنى. و هو ما يفصح عنه سالجادو بقوله "إننا سنتحمل مسئولية تغيير تلك الفكرة التقليدية عن منتخبنا. لقد جعلتنا مرحلة الملحق الاوروبى أكثر صلابة، أكثر نضجاً، و أجبرتنا على البقاء فى حالة تأهب قصوى طوال الوقت، و هو ما اعتبره عاملاً سيكون مطلوباً بشدة فى البرتغال". و يبدو أن سايث قد نجح بالفعل فى بث حالة من التفاؤل الحذر داخل نفوس لاعبيه، متجنباً السقوط فى نفس فخ التفاؤل المفرط، الذى طالما لازم معسكر الأسبان قبل و خلال كل بطولة كروية كبرى، و ذلك بصفتهم أحد أعضاء قائمة المرشحين الدائمة. حيث يسعى سايث و اللاعبون الكبار بالفريق للحديث عن فرص المنتخب الأسبانى فى الذهاب إلى أبعد مدى بإعتبارها "ممكنة"، دون استبعاد التواجد فى المبارة النهائية يوم 4 يوليو القادم. و هى نفس الورقى التى اجاد استخدامها تماماً الفريق الأسبانى فى بطولة عام1984، بصعوده إلى المباراة النهائية فى الوقت الذى لم يكن يرشحه الكثيرون لتجاوز الدور الأول من البطولة، مفضلاً خوض الرحلة خطوة بخطوة دون إشعار الأخرين بخطورته الحقيقية .كما تسود حالة من "الوعى" بين كافة أعضاء الفريق لحجم المسئولية التى ستصادفهم فى مجموعة "قلقة" تضم غريم تقليدى متمثل فى البلد المضيف البرتغال، و اليونان التى تمكنت فى التصفيات الأخيرة من الحاق أول هزيمة بالماتادور على أرضه منذ أكثر من عقد، إضافة إلى منتخب روسى غامض، سيكون أول من يقابله رفاق راؤول فى مشوار اوروبا 2004 هذا العام. تكتيك الفريق:
"إننا لسنا مثل البرازيل و الأرجنتين، فعندما يلعبان تشعر بأنك امام منتخب وطنى" ميشيل سالجادو قد يعتقد الجميع أن مديراً فنياً قادراً على استبعاد اسماء مثل لاعب الارسنال خوسيه انطونيو رييس و معه خوسيه ماريا جوتى و ميستا هو رجل ذو صلابة تكتيكية فولاذية، و لكن ليس هذا هو الحال تماماً مع انياكى سايث المدير الفنى للفريق، و الذى يفضل العمل فى قاعة التدريب عن إلقاء التصريحات النارية عبر وسائل الإعلام. اختيار أفضل 22 لاعباً يستطيعون تطبيق طريقة لعب 4-2-3-1 المفضلة لديه. حيث يبدو حارس الريال الشاب ايكر كاسياس الأقرب لحراسة عرين الأسبان يسانده بديلاً قديراً بحجم سانتياجو كانييزاريس حارس فالنسيا . فى حين سيعتمد سايث كلياً على خدمات نجم فالنسيا كارلوس مارتشينا قائد أقوى دفاع فى الدورى المحلى هذا الموسم، و معه زميله ايفان ايليجيرا أكثر لاعبى ريال مدريد. فى حين قد يضطر سايث للإستعانة بميشيل سالجادو و كارلوس بيول كظهيرين، فى واحدة من أدق ازمات المنتخب الأسبانى التكتيكية. محورا الإرتكاز فى وسط الملعب قد يكونا محل حسد الكثيرين فى ظل تواجد صخرتى فالنسيا روبين باراخا و دافيد ألبيلدا، إلى جانب شابى الونسو كبديل يملك فرصة قوية للمشاركة كأساسى، فى حين سيكون جانبى ا