طالما ارتضيت أن تجعل من صاحب ال26 عاما أحد "كباتن" الفريق وكل طلباته مجابة، فلا تلوم إلا نفسك عندما يتمرد عليك الآن، مع الوضع في الاعتبار الأجواء المحيطة بانفعاله. فبعد واقعة مباراة المغرب الفاسي، صرح حسن شحاتة عبر التلفزيون "أتعامل مع شيكابالا بحب وامنحه نجوميته دائما". هذه الجملة تمثل سببا رئيسيا فيما حدث، فالمعلم بالفعل ترك حرية زائدة لشيكابالا خلال أحداث سابقة مشابهة لتلك التي وقعت أمام المغرب الفاسي. فواقعة شيكابالا في مباراة المغرب الفاسي لم تكن الأولى، لكن المعلم تغاضى عن النقاط السابقة وفتح الباب أمام اللاعب لتكرار الأمر. فقد خرج شيكابالا في مواجهة أفريكا سبور في مباراة الدور ال32 لدوري أبطال إفريقيا بشكل ينذر عن مستقبل مؤلم. فالمعلم لم يكن حاسما مع شيكابالا بعد واقعة افريكا سبور حين خرج اللاعب غاضبا، ولم يكن حاسما بالقدر الكافي بإيقاف اللاعب مباراة واحدة لعدم التزامه في التدريبات قبل لقاء العودة أمام الفريق الإيفواري نفسه. لكن هذه الجملة لا تنطبق على ما حدث في مباراة المغرب الفاسي! فأمام المغرب الفاسي، النشاط الرياضي متوقف، مبارايات بدون جمهور، الزمالك متقدم ومطمئن والفاسي بلا أنياب، شيكابالا يؤدي بشكل جيد نسبيا بعد هبوط مستواه في آخر مواجهات وتساؤلات حول موقفه من المنتخب. كلها أسباب تطرح سؤال، لماذا تغيير شيكابالا طالما اسلوبك في التعامل معه هو منحه نجوميته؟ فقد صنع الهدف الأول ومرر كرة ركلة الجزاء لأحمد حسن ويوزع هداياه باستمرار وإذا بقرار "تكتيكي" بإشراك هاني سعيد لتأمين المنطقة الخلفية. ما اود قوله، قد يكون الاسلوب الامثل في قيادة شيكابالا هو إشعاره بنجوميته من وجهة نظر شحاتة، لكن المعلم لم يمنح اللاعب هذه النجومية في مباراة المغرب الفاسي، ولم يقتلها لصالح الفريق في الوقت نفسه خلال مباراة أفريكا سبور.
عندما استمعت لجملة شيكابالا تجاه شحاتة "انتا زهأتني يا راجل" تيقنت من أن ما حدث ليس وليدا للحظة، بل مبنيا على أحداث سابقة وتصاعد واضح في القصة. أخطأ ولكن بالتأكيد شيكابالا أخطأ، ويجب عقابه بشرط أن يتناسب العقاب مع حجم الواقعة فأنباء إيقافه حاليا غير مؤثرة لأن "مفيش كورة أصلا". لكن لابد من عقاب شيكابالا على حجم خطأه دون تهويل، ومع ضرورة علاج ذلك نفسيا، فالإبن العاق يقوّم حتى لا يتكرر أفظع من ذلك. ولا تتعجبوا إن خرج شيكابالا يعتذر لشحاتة ويتم طي الصفحة، وتغلق أنباء الاستغناء عنه ولا ينتج سوى حرمان الفراعنة من إمكانياته في تصفيات كأس العالم أو أولمبياد لندن. ولكن... في الوقت نفسه، لا داعي لتهويل الموضوع، فهناك العديد من الأمثلة الأوروبية والمحلية التي شهدت حوادث مكررة. فقد ثار كارلوس تيفيز لاعب مانشستر سيتي على مدربه روبرتو مانشيني، وصاح في وجه الإيطالي عندما تم استبداله في مواجهة بولتون ولكن تم احتواء وتقدير غضبه. وفي الموسم الحالي رفض نفس اللاعب المشاركة بناء على طلب مدربه في الواقعة الشهيرة التي أدت لإيقافه ثم عاد ليحتفل مع سيتي بلقب الدوري الإنجليزي وشارك في لقاءات حساسة وحاسمة. وواقعة أخرى للإيطالي ماريو بالوتيلي مهاجم سيتي مع المدرب نفسه، وتم تدارك الأمر بعد نقاش حاد ولا مانع من بعض "التشويحات"، ومع تكرار أفعاله تعرض للاستبعاد بعض الوقت ثم عاد للمشاركة مع سيتي أيضا. Quand Balotelli invente le "roulette-talonnade"... by vbcfoot
العجيب أنه بات سريعا أن يتحول شيكابالا من "الأباتشي" إلى "المشاغب" طبقا لما يقدمه اللاعب فيكفي أنك تذهب لمحرك البحث Google وتقوم بكتابة "شيكابالا" لترى كم التناقض الذي يتمتع به نجم الزمالك. أما عن فكرة استبعاده من المنتخب فكان هناك تصريحا لتشيزاري براندلي المدير الفني لإيطاليا يحذر فيه بالوتيلي من تكرار حالات عدم انضباطه بعد حصوله على بطاقة حمراء، بالإضافة لمشاكساته مع فريق سيتي قد تحرمه من التواجد في يورو 2012. ولكن أعلن برانديلي صباح الأثنين عن تشكيلته المبدأية لقائمة الأتزوري والتي ضمت 32 لاعبا وبات بالوتيلي هو ممثل الدوري الإنجليزي الوحيد في قائمة إيطاليا الأولية! وهناك حادثة ملك إيطاليا فرانشيسكو توتي والذي رفض الخروج من أرض الملعب أثناء ولاية كلاوديو رانيري لروما. وفي النهاية استمر توتي في أرض الملعب، ويرى معلق الجزيرة الرياضية أنه كنجم للفريق من حقه مراجعة المدير الفني في قراره وتم تغيير لاعب آخر. أما عن وطننا الحبيب فمع اختفاء الجماهير ظهر صوت شيكابالا على الشاشات، وبدأ المعلق في استنكار الفعل "دا مش في الكورة خالص" وماذا عن الفيديوهات السابقة؟ ثم طالب بعنف "لازم يبقى في موقف من مجلس إدارة النادي" ... ومع فقرة "قراءة الشفايف" في الاستوديوهات التحليلية .. انهالت الاتصالات – ما الكل فاضي – وبادر كل محلل ومتصل بتفصيل عقوبة على الكيف، وتحول الأمر إلى قضية رأي عام، وبات فوز الزمالك وتأهله أمر جانبي.