يلعب الزمالك 4-4-2 بعقلية 3-5-2 .. هذه هي الفكرة التي يمكن منها استنتاج المشاكل التي تعيق النادي الأبيض عن الوصول لتوليفة مثالية تحت قيادة حسن شحاتة. المعلم من عشاق الكرة الهجومية، ويملك ملكات غير عادية في تطوير اللاعبين من الناحية التقنية، وقد تحسن الفريق الأبيض تحت يديه كثيرا عن الموسم الماضي بفضله كمدرب وبسبب الصفقات الكبيرة. لكن المعلم خططيا به بعض العيوب التي تصاحبه منذ كان في المنتخب حين يطبق 4-4-2، وعليه تفاديها كي لا يفقد الفريق نقاطا أمام كل منافس يلعب بخطة دفاعية كالتي اعتمدها الجيش ومدربه فاروق جعفر. وفي هذا التحليل الاعتماد على إحصائيات حصلت عليها من رفاقي القائمين على خدمة Bi-Stat وقد أفادوني بما لا يقاس لأن الأرقام والصور هما مستقبل التحليل لما يضفيانه من مصداقية على الآراء. إيجابيات المعلم بداية قتل التعاقد مع أحمد حسن وعودة عمرو زكي لتشكيل الزمالك فيروس العام الماضي الذي كان اسمه فريقه "شيكابالا +10". فهذا الزمالك لا يقف على النجم الأسمر فقط، ورقابة شيكابالا لا تعني خسارة الفريق لأن الصقر والبلدوزر يستطيعان المشاركة في حمل النادي وقيادته. وخططيا يمكن استقراء تحسن الزمالك من مقارنة الإحصائيات الخاصة به أمام الجيش هذا الموسم بنظيرتها في الموسم الماضي. ففي الموسم الماضي سيطر الزمالك على الكرة بنسبة 55% أمام الجيش في مباراة الدور الثاني من الدوري، بينما هذا الموسم تحكم الفريق الأبيض في نسبة 59% من اللقاء. ضغط الزمالك على وسط الجيش في الموسم الماضي أثمر عن استرجاع الكرة من الجيش 88 مرة، هذا الموسم نجح أبناء المعلم في الدور نفسه وبنسبة 100 مرة. الجيش وصل لمرمى الزمالك ست مرات في الموسم الماضي، بينما هذا الموسم هدد عرش عبد الواحد السيد ست مرات. وخلال مواجهة الموسم الماضي كان عبد الشافي وعمر جابر ضمن أكثر اللاعبين فقدا للكرة، ما يعكس مشكلة لفريق حسام حسن في الخروج بالهجمة من الظهيرين. بينما لقاء هذا الموسم لم يكن في لائحة أكثر خمسة لاعبين فقدا للكرة من الزمالك أي مدافع، وهذه الأرقام جميعها إيجابية جدا لفريق المعلم. ظهيرا الجنب في 3-5-2 يلعب الظهير بطول الملعب ويغطي كل المساحة التي أمامه، كون قلب الدفاع يكون مسؤولا عن تغطيته. فمع وجود ليبرو يصبح من حق قلب الدفاع التحرك كثيرا للطرف، وحينها يحصل الظهير على فرصة للتقدم بحرية وبالتالي تغطية المساحة الشاسعة التي أمامه وحده. لكن في 4-4-2 لا يملك قلب الدفاع ترف التحرك كثيرا بعيدا عن العمق، وبالتالي يصبح الظهير مقيدا أكثر بمركزه، ولذلك غالبا إما يشترك أمامه جناح أو يتكفل صانع اللعب ورأس الحربة في مساعدة هذا الظهير. وأكبر مشاكل زمالك العميد أن الفريق يلعب بظهيرين يتحركان بعقل 3-5-2 برغم أن خطة اللعب هي 4-4-2. المعلم يعتمد على عبد الشافي وحيدا لتغطية الجبهة اليسرى بأكمله ويكلف حازم إمام بالدور نفسه ما ينتج عنه الفيديو التالي: والنتيجة أن عبد الشافي أرسل عرضية واحدة صحيحة في مباراة طلائع الجيش، والأمر نفسه حدث مع حازم إمام وأحمد سمير إذ أرسل كل منهما عرضية واحدة فقط وصلت للاعب من الزمالك. كذلك أصبح سهلا أن توقف جبهة للزمالك، كل ما عليك أن تضع لاعبا واحدا وراء عبد الشافي فلن يتحرك للأمام، والأمر نفسه في اليمين كما فعل جعفر بالثنائي السريع أيمن حفني يمينا وعامر صبري يسارا. ثنائي الارتكاز أمام غزل المحلة وأمام طلائع الجيش لم يكن لأحمد الميرغني أو إبراهيم صلاح تصويبة واحدة على مرمى الخصم، ما يوضح الفقر الهجومي الكبير لثنائي ارتكاز الزمالك. وفكرة الاعتماد على ثنائي دفاعي لا يملك مقومات هجومية اختفت من العالم، وقد تحدثت عنها باستفاضة في مقال يخص محمد شوقي وحسام عاشور، والأمر الآن يتكرر في الزمالك. ويتضح ذلك أيضا من خلال مشاهدة نسبة تمريرات لاعبي الزمالك في مباراة طلائع الجيش، إذ سنجد ان إبراهيم صلاح والميرغني أقل لاعبين اثنين أرسلا تمريرات خاطئة. صلاح أرسل 51 كرة صحيحة أمام الجيش، وتمريرة واحدة خاطئة، في حين مرر الميرغني 38 كرة سليمة وكرتين خاطئتين فقط. هذه الإحصائية تبدو في ظاهرها جيدة، لكنها تؤكد أيضا أن ثنائي ارتكاز الزمالك لا يخاطر بأي تمريرة طولية ويكتفي فقط بتوصيل الكرة لأقرب زميل للخلف أو للأمام، مالا يخدم الفريق هجوميا أبدا. أخيرا في هذا الشق يعد الميرغني أكثر لاعبي الزمالك عنفا وارتكابا للأخطاء خلال استرجاعه للكرة ما يكلف الفريق تعطيلا للعب وهجمات مضادة عليه دون داع. زكي – جعفر لو قيمنا مردود عمرو زكي كرأس حربة يتحرك داخل منطقة الجزاء لحصل على 8-10 كحد أدنى، ولو فعلنا الأمر نفسه مع أحمد جعفر لحصل على 7-10 وربما أقل طالما نتحدث عن الحد الأدنى. ولو قيمنا عمرو زكي كمهاجم يتحرك خارج منطقة الجزاء لحصل على 5-10 لأنه برغم قوته وطاقته الكبيرة غير مهاري ولا يجيد المراوغة أو إرسال العرضيات. وحين يلعب جعفر مع زكي، يكون البلدوزر مطالبا بالتحرك خارج منطقة الجزاء لأنه الأنشط في هذا الثنائي، ما يكلف هجوم الزمالك أحيانا بالنظر لحسابات المثال السابق. وهذه إحصائية تدلل على أن زكي حين لعب خارج منطقة الجزاء بعد مشاركة جعفر أمام الجيش أرسل سبع تمريرات خاطئة وفقد الكرة 14 مرة تحت ضغط لاعبي الطلائع، ما قلل كثيرا من خطورته في المباراة. لذا الفائدة ستكون أكبر للزمالك لو شارك زكي داخل منطقة الجزاء كرأس حربة صريح، ولعب إما رزاق أو ميدو (أخر ربع ساعة)، أو تغيير طريقة اللعب والاعتماد على 4-5-1 كما حدث أمام الجيش في البداية. التركيز تركيز الزمالك يكون في أوهن حالاته مع بدايات الأشواط، وهذا ما يتضح في إحصائية فقدان الكرة واستخلاصها خلال لقاء الجيش. كذلك تجدر الإشارة إلى أن الزمالك يملك مدافعين ذوي مهارات عالية جدا ويحبون التمرير الذكي الذي يساهم في بناء هجمات، وهذا أمر جيد.. ولكن قد يفقد فتح الله أو صلاح سليمان الكرة أثناء محاولتهما التمرير البيني الذكي وهو ما سيؤثر سلبا بالتأكيد على الزمالك، في حال مشابهة لما يفعله الموهوب غير المنضبط خططيا حسام غالي في الأهلي.