نقطة .. وربع

في قمة تألق فريقه الموسم الماضي، وعند وصوله إلى المربع الذهبي بعدما كان قابعا في الربع الأخير من الجدول، سُئل حسام حسن عما ينقص الزمالك كي يفوز بلقب الدوري، فكانت إجابته "ينقصنا النقاط التي خسرها الفريق في بداية المسابقة، وكانت على أرضه وبين جمهوره".
كان العميد يشير إلى انطلاقة الزمالك المتعثرة التي شهدت خوض تسع مباريات قبل حضوره، جمع فيها الفريق الأبيض 13 نقطة فقط من أصل 27 ممكنة، ما قتل عمليا إمكانية الفوز بالدرع الغائب منذ حين.
صدق أو لا تصدق: هذه الانطلاقة الكارثية كانت أفضل مما تحقق حتى الآن بعد أربع مباريات في المسابقة!
ففي الموسم الماضي، حصد الزمالك في مبارياته الأربع الأولى سبع نقاط، أربعة مع ميشيل ديكاستل بفوز وتعادل وهزيمة، ثم ثلاثة مع هنري ميشيل الذي خلفه بدءا من المرحلة الرابعة. الآن، يمتلك الزمالك خمس نقاط فقط من أربع مباريات تحت قيادة حسام حسن، وبعد فترة إعداد قادها بنفسه في سويسرا وألمانيا، وعقب اختيار اللاعبين الذين يريدهم، والذين فرض بعضهم على مجلس الإدارة.
عملية حسابية بسيطة تكشف أن متوسط نقاط الفريق في المباراة الواحدة هو نقطة وربع، هذا "الربع" هو مجهود الجهاز الفني، أما "النقطة" فهي بالطبع من نصيب جماهير الزمالك التي كالعادة ملأت المدرجات في أول مباراة، ثم بدأ العدد في الهبوط بالتوازي مع مستوى الفريق.
وحسام حسن يسير الآن على درب من سبقوه، يقع في أخطائهم، ويكرر أعذارهم، ويتحول دون أن يدري إلى نسخة منهم.
فهو يخسر الآن عدد أكبر من النقاط التي اعتقد سابقا أنها قتلت حلم الفريق في الدرع، بل وخسر خمسة منها على أرضه بهزيمة أمام إنبي وتعادل مع الجونة، الذي كان يحارب حتى المرحلة الأخيرة من الموسم الماضي على الهبوط، والذي يتمثل أكبر تدعيم لصفوفه في ثلاثة لاعبين إما استغني الزمالك عنهم وهما محمد عبد المنصف وشريف أشرف أو رفض استعادتهم مثل جمال حمزة!
ومع احترامي الشديد لفريق إسماعيل يوسف المدير الفني والعمل الذي أداه مع الجونة كي يتقدم على الزمالك ويترك الفريق الأبيض يجري خلف التعادل، فإنه لا يمثل – نظريا – عقبة في طريق العميد نحو اللقب، لأنه في تصنيف أندية الدوري أقل من اتحاد الشرطة، وطلائع الجيش، والإسماعيلي، والمصري، والإنتاج الحربي وبالطبع الأهلي وهم جميعا فرق لم يقابلهم الزمالك بعد.

عملية حسابية بسيطة تكشف أن متوسط نقاط الفريق في المباراة الواحدة هو نقطة وربع، هذا "الربع" هو مجهود الجهاز الفني، أما "النقطة" فهي بالطبع من نصيب جماهير الزمالك التي كالعادة ملأت المدرجات في أول مباراة، ثم بدأ العدد في الهبوط بالتوازي مع مستوى الفريق.
خطأ أخر يكرره حسام حسن وجهازه، وهو رفضهم التام الاعتراف بأي أخطاء فنية يرتكبونها مع إلقاء الحمل كاملا على اللاعبين، رغم أن المدير الفني نفسه هو من هاجم أسلافه بسبب هذه النقطة تحديدا.
فحينما كان هنري ميشيل، وهو من فاز في ثلاثة لقاءات من أصل ستة قاد فيها الزمالك، يتهم اللاعبين بعدم التركيز، والفشل في تطبيق التعليمات، رد عليه حسام حسن عقب توليه المهمة بأن لاعبي الزمالك جيدين، ولكن كان ينقصهم التدريب على "أسلوب لعب متفق عليه" إضافة إلى "تحفيظ اللاعبين مهامهم في الملعب" والعبارتين بين علامتي التنصيص أنقلهما حرفيا عن العميد.
لم يكتف التوأم وطارق سليمان باتهامات ميشيل فحسب، وإنما أضافوا إليها أن اللاعبين "مش رجالة" .. و"مفيش عندهم نخوة أو قلب" وأن الجهاز فعل كل ما في وسعه معهم بلا فائدة، واختتمها سليمان عقب لقاء الجونة بأن الجهاز ينتظر يناير بفارغ الصبر كي يستطيع اللاعبون الجدد حل أزمات الفريق، على الرغم من هذا الجهاز نفسه هو من قرر ضم عصام الحضري ووجيه عبد العظيم وعاشور الأدهم وأبو كونيه وحسين ياسر وتصعيد حسام عرفات ومحمد إبراهيم وجميعهم شاركوا أمام الجونة.
ومع تأكيدي على إعجابي بفكر حسام حسن كمدرب، وتأييدي لاستمرار تجربته مع الزمالك، فإن عليه أيضا أن يراجع نفسه ويعترف بأخطائه، لأنه مهما كان مديرا فنيا عبقريا، فإن هذا لا يعصمه من الخطأ، الذي لا يجد مدربون من نوعية جوزيه مورينيو وأرسين فينجر وأليكس فيرجسون غضاضة في الاعتراف به حينما يحدث.
تصريحات الجهاز في حق اللاعبين، وتقلص مساحة الود بين المدير الفني ولاعبيه الكبار أمثال عبد الواحد السيد وشيكابالا وحسين ياسر ينذر بانهيار مشروع التوأم، وربما يكون بداية توتر العلاقة مع الجمهور الأبيض الذي يعد سر قوتهما الأكبر.
فمورينيو مثلا، وهو معروف بأنه Bad Loser أي يفشل في التعامل مع الهزيمة بلباقة ورقي، لم يخرج أبدا في الإعلام ليوبخ لاعبيه على الرغم من قسوته الشديدة معهم في غرف الملابس، بل واعترف في إحدى المناسبات أنه يفضل الدخول في معارك مع الإعلاميين والمحللين والنقاد لرفع الضغط عن كاهل لاعبيه، وهو عكس ما يحدث الآن من حسام حسن.
فإما أن يعدل العميد من مساره سريعا، أو يتحول إلى فصل جديد في حكاية مملة سيكون فصلها المقبل هو "التعاقد مع خبير أجنبي على مستوى طموحات جماهير الزمالك!"