معوض يروي قصة انتقاله من مقاعد البدلاء لإيقاف زامبروتا

منذ اعتزال طارق السيد ومركز الظهير الأيسر في مصر حائر بين عدد من اللاعبين، إلى أن استقر عند سيد معوض الذي أعاد اكتشاف نفسه هذا الموسم، ويروي لFilGoal.com القصة.
مستوى معوض المبهر مع الأهلي حاليا، فتح الباب للاستفسار عن سره، خاصة بعد البداية الضعيفة للغاية، والتي كادت أن تنهي علاقته بالقلعة الحمراء مع نهاية الموسم الماضي.
يقول اللاعب ذو ال30 عاما: "كل ما بحثت عنه هو اللعب بانتظام، وشعوري بثقة الأهلي في قدراتي ساعدني على الظهور الجيد هذا الموسم".
الظهير الأيسر لم يكن فقط ماكينة عرضيات مع الأهلي، بل ودفاعيا وقف أمام أسرع نجوم العالم دانييل ألفيش وأكثرهم حنكة مثل الإيطالي جانيالوكا زامبروتا، وقهرهما بثبات.
ويعلق "اللاعب يستطيع إيقاف أي منافس مادامت استعداداته البدنية جيدة، وقد كان المنتخب بأكمله في حالة ممتازة خلال كأس القارات، ولم أكن النجم الوحيد في الملعب".
فما الذي أخر تألق معوض لعام كامل؟
يشرح "مشكلتي كلها بدأت بسبب جلوسي على مقاعد البدلاء مع انتقالي للأهلي، وانتهت حينما شعرت بأني عنصر فعال في النادي ومنتخب مصر".
فالمثير، أن جمهور الأهلي انتظر الكثير من معوض مع قدومه للفريق الأحمر، خاصة بعد عروضه الرائعة مع الفراعنة في كأس أمم إفريقية 2008، إلا أن الظهير الطائر خذل الجميع.
والسبب بحسب معوض أن مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي وقتها صدمه بوضعه ضمن حسابات مقاعد البدلاء عوضا عن اللعب أساسيا مثلما كان ينتظر الظهير الدولي.
وأوضح "كنت نجما مع الإسماعيلي وقائدا للفريق، كما فزت بكأس أمم إفريقيا قبل الانتقال للأهلي، ولذا انتظرت تقييمي بشكل أفضل من قبل الجهاز الفني للفريق".
وتابع "كذلك، علمت أن جوزيه هو من طلبني بالاسم، ولذا لم أتوقع الجلوس كبديل مع قدومي، وقتها زاد توتري وبدأت أفقد إحساس الملعب".
زاد وزن معوض بوضوح ولم يكن جاهزا حين لعب لدقائق قليلة مع بداية الموسم، وهو ما استبعده من منتخب مصر وزاد الطين بلة.
ووصل الأمر بحسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر أمام زامبيا في مستهل تصفيات كأس العالم 2010 لتطويع صانع اللعب محمد بركات لشغل دور الظهير الأيسر، في غياب معوض.
واعتبر معوض فترة غيابه عن المنتخب أحد الأسباب التي أضعفته أكثر ف"طموحي في تمثيل بلادي خلال تلك المباريات الهامة أثر على نفسيتي جدا، وكل هذا أفقدني قدراتي مع الأهلي".
وكيف انتهت الأزمة
ما تعرض له معوض في تلك الفترة قد يكون أفاده بشكل ما، لأنه خرج من الضغوط الواقعة على كاهل الأهلي ولاعبيه، كون تحديه الأساسي كان إثبات قدراته والعودة للمنتخب.
ويعترف معوض بأن الضغوط التي يعاني منها لاعب الأهلي أعلى كثيرا من باقي الأندية، مستطردا "هنا التعادل يعني كارثة، فالجمهور يخشى على الدوري من اللحظة الأولى".
وأضاف "داخل الإسماعيلي اللاعب لا يواجه تلك الضغوط، فقط تبدأ الحسابات والتوتر الجماهيري مع دخول الفريق في غمار المنافسة، بينما في الأهلي المسألة أصعب".

بدأ معوض يسترد حالته البدنية وينقص وزنه الزائد مع انتصاف الموسم الماضي، وقتها حصل من جوزيه على فرصة اللعب أمام الإسماعيلي.
ونجح معوض في نيل استحسان المتابعين، وصرح المعلم بأن اللاعب الأعسر ضمن حساباته، وبدأت المعلضة تجد طريقها للحل.
ويسرد معوض "حينها بدأت علاقتي تتحسن مع جوزيه، فالمشاركة رفعت مستواي، ومع نهاية الموسم صرت أحد المؤثرين في الفريق، وانتهت المشكلة".
فماذا عن أهلي "البدري"؟
يؤمن معوض بأن جوزيه كان مدربا ناجحا، لكنه كذلك يرى الصرامة البالغة من المدرب البرتغالي ليست أحد العناصر التي أدت لإنجازاته مع الأهلي.
ولذا، فهو يرى أن خلطة حسام البدري المدير الفني الحالي للأهلي خلقت مناخا أفضل، مبينا "إنه رجل رائع، صارم، لكنه كذلك ذو علاقات ممتازة مع اللاعبين، الجميع يحبه".
معوض واثق من نجاح البدري وتجربته الجديدة في الفريق، ويرى أن قوة المنافسة لن تحرم الشياطين الحمر من مواصلة مسيرة الإنجازات.
وتابع "الفريق متكامل، أعلم أن الجميع يرى الزمالك وصفقاته ويقارنها بالأهلي، لكني لا أعبأ بذلك، فليس مهما اسم القادم، بل هل النادي يحتاجه فعلا أم لا؟ هذا ما يصنع الفارق".
وأشار معوض إلى قوة السباق على اللقب، بسبب ظهور العديد من الأندية القوية على الساحة، ولأن المنافسين حاليا لا يرتكنون للدفاع فقط مثل الماضي.
واستطرد "الكل يدافع بقوة أمامنا، بل ويهاجم أيضا، لكني غير قلق، فغالبية لاعبي المنتخب من الأهلي، والخبرات هنا كبيرة".
ومنح معوض القسط الأكبر من إشادته لصانع الألعاب محمد أبو تريكة، موضحا "بالنسبة لنا وللجماهير هو أهم لاعبي الفريق، من قلائل الموهوبين في هذا الجيل، ومؤثر جدا معنا".
المتعة أولا
عندما سؤل معوض "هل ترتاح في 4-4-2 كونها تمنحك أمانا دفاعيا، فهناك جناحا يلعب أمامك؟"، وضح من رده أن المتعة عند خريج مدرسة الدراويش تأتي أولا.
فقد علق "الحقيقة، أبحث عن المتعة في كرة القدم، بالنسبة إلي الدفاع جيد، لكني لا أشعر بالرضا دون هجوم".
وفسر "قد أقدم مباراة ممتازة دفاعيا، لكني لا أتحمس وأشعر بإنجازي مع الفريق سوى حين أقدم أدوارا هجومية جيدة".
واختتم معوض حديثه مع FilGoal.com باختيار محمد عمارة نجم الأهلي السابق ونظيره في الزمالك أحمد رمزي كمثليه في مركز الظهير الأيسر.
كما انتقى معوض اللاعب الفرنسي بيكسنت ليزارازو كالنموذج الأميز لهذا الدور على المستوى العالمي.
لمشاهدة حوار سيد معوض كاملاً مع فريق Filgoal.com إضغط هنا