كيف يخون رجلا عاش مخلصا خمس سنوات الفريق في آخر مبارياته؟!!، وكيف تقبل جماهير الأهلي بمظاهر خادعة وانتقادات زائفة بعد الهزيمة الثقيلة للفريق أمام سانتوس الأنجولي. خسر الأهلي بنتيجة ثقيلة أمام سانتوس بثلاثية نظيفة ليودع كأس الكونفدرالية الإفريقية التي انتقل للعب فيها عقب توديعه دوري الأبطال الذي مازال يحمل لقبه إلى الآن. وفتحت هزيمة الأهلي الكبيرة الباب من جديد لمدعي النقد الرياضي لتعود اتهامات فريق العواجيز وضرورة الإحلال والتجديد وإفلاس مانويل جوزيه بل وتطرق البعض إلى إحتمالية تعمده الخسارة!!!. والغريب في الأمر أن العديد من المحللين في القنوات الفضائية والصحف المصرية أشاروا إلى إمكانية خيانة جوزيه للأهلي ومعه الثنائي جلبرتو وفلافيو من أجل رسم الابتسامة على وجه الشعب الأنجولي. إلا أنني افترضت الأسوأ وتخيلت معهم الأمر للحظات، فلماذا لا يكون جوزيه قد تعمد بالفعل الهزيمة أمام سانتوس؟ ليس من أجل تقديم جميل للكرة الأنجولية كما يدعي البعض؟ ولكن لكونه الأكثر دراية بحالة لاعبي الأهلي البدنية والفنية وحاجتهم بشدة للراحة. فالأهلي بالفعل قدم أضعف مبارياته على مدار الخمس سنوات الماضية ليس من الناحية الفنية فقط، فلاعبو الأهلي كان يمكنهم مجرد الحفاظ على النتيجة في آخر عشر دقائق باستخدام عنصر الخبرة وإضاعة الوقت إلا أنهم لم يفعلوا. وجميع من شاهد المباراة تفاجئ بمردود الأهلي "بطل مصر" داخل المستطيل الأخضر فالفريق كان يتناقل الكرات بسهولة وكان يمكنه تسجيل ولو هدف وحيد طوال أوقات المباراة "إذا أراد" ولكنه أيضا لم يفعل. فأداء الأهلي "المسترخي" لم أجد ما يبرره، فالطقس لم يكن بالمأساوية التي تقام بها اللقاءات الإفريقية، وأرضية الملعب كانت من أفضل الملاعب في إفريقا وربما أفضل كثيرا من ملاعبنا في مصر.
خسارة الأهلي الآن أفضل كثيرا من تأهله فإذا كان لاعبو الأهلي طوال السنوات الخمس الأخيرة يتحاملون على أنفسهم من أجل التتويج باللقب الإفريقي الكبير والتأهل لكأس العالم للأندية، فهم لا يستطيعون مواصلة نفس المعاناة للموسم السادس من أجل بطولة الكونفدرالية التي لا تؤهل لشئ. خاصة أن هناك بعض منهم لن يكتفي بمجرد المشاركات الإفريقية، بل سيشارك مع المنتخب المصري في كأس القارات بالإضافة للمباريات الهامة في تصفيات كأس العالم، قبل مواجهة حرس الحدود في كأس السوبر المصري ثم البدأ من جديد في محاولة الحفاظ على لقب الدوري. فجميع من يتحدث من خارج الإطار وأمام الشاشات لا يضع في حساباته كافة هذه المشاركات، وإذا سقط الأهلي في أي مباراة في الموسم المقبل لن يذكر أحد معاناته في الصيف الذي يحصل فيه جميع لاعبي العالم على راحة. وهو ما زاد في مخيلتي نظرية الخسارة "المتعمدة" من قبل جوزيه ولاعبو الأهلي، فالفريق الذي لم يحصل على راحة منذ خمس سنوات بسبب المنافسات الإفريقية المستمرة صيفا، قرر أن يحصل عليها إجباريا قبل الموسم السادس خوفا من السقوط التام في الموسم المقبل. فالمدير الفني البرتغالي صرح قبل رحيله أن سيظل أهلاويا يخدم مصالح الأهلي ولو من بعيد، وهو الذي طالما طالب بضرورة حصول اللاعبين على راحة، وهو من قرر أن تبدأ من الآن وليست بعد الأدوار المقبلة التي ستنتهي مع إنطلاق الدوري فتصبح الراحة بلا فائدة. أعلم تماما أن جماهير الأهلي لا تتقبل الخسارة، إلا أنني أؤكد أن خسارة الأهلي الآن أفضل كثيرا من تأهله لدور المجموعات، فالفريق لم يعد يقوى على أداء موسم سادس بلا راحة ولكم في نهاية الموسم الماضي خير دليل. ملحوظة أخيرة: سألت أين لاعبو الزمالك والإسماعيلي الآن؟ قالوا في راحة، وبحثت أين يوجد كريستيانو رونالدو وميسي وجيرارد فوجدتهم على الشواطئ ينعمون بالراحة، فهل للاعبو الأهلي هم الوحيدون في العالم بدون راحة!!!