يستعد منتخب السنغال للمشاركة في كأس أمم إفريقيا 2025 التي تنطلق في المغرب غدًا الأحد. ستدخل السنغال البطولة لأول مرة بدون مدربه الأنجح أليو سيسيه. منتخب السنغال مرحلة جديدة بعد رحيل أليو سيسيه، الرجل الذي قاد واحدة من أنجح الفترات في تاريخ الكرة السنغالية وترك إرثًا ثقيلاً لا يمكن تجاهله. ولكن، هل كان رحيل سيسيه عن السنغال خيارًا صحيحًا؟ منذ توليه تدريب السنغال في 2015، لم يكن أليو سيسيه مجرد مدير فني، ولكنه كان أشبه بقائد مشروع متكامل. ومنذ يومه الأول ظهر عمل سيسيه مع السنغال، وبدأ الفريق بالفعل في تحقيق النتائج الإيجابية متسلحًا بقدرات مدربه مع وجود جيل مميز من اللاعبين على رأسهم بكل تأكيد ساديو ماني. ونجحت السنغال في الوصول بسهولة لكأس أمم إفريقيا وحتى التأهل لكأس العالم. وفي المشاركة الأولى بأمم إفريقيا، وصلت السنغال إلى ربع النهائي، ولكن ركلات الترجيح لم تنصفها أمام الكاميرون صاحبة الأرض. في العام التالي جاء المونديال، وكانت البداية رائعة بالفوز على بولندا بهدفين مقابل هدف، ولكن الرحلة لم تكتمل بعد تعادل مع اليابان وهزيمة من كولومبيا ليودع أسود التيرانجا البطولة بسبب اللعب النظيف بعد أداء رائع. استمرت السنغال في منحنى تصاعدي، وتمكن الفريق في 2019 من الوصول لنهائي كأس أمم إفريقيا، والتي خسر لقبها بهدف عكسي في النهاية ضد الجزائر. ورغم الخسارة والفشل في تحقيق اللقب مرتين، أصر الاتحاد السنغالي على استكمال سيسيه لمشروعه. واستمر مشروع سيسيه بأفضل شكل ممكن، مدرب مميز مع جيل تطور بشكل أكبر حتى عن الفترات الماضية. برفقة ساديو ماني، أصبح منتخب السنغال يملك أيضًا كاليدو كوليبالي، إدوارد ميندي، وإسماعيلا سار، وهم لاعبين من الصف الأول أو الثاني في العالم بذلك التوقيت. ووصل المشروع في 2021 إلى قمته، وحانت لحظة تتويج كل أعماله السابقة، وتمكن الفريق أخيرًا من التتويج بكأس أمم إفريقيا بعد الفوز على مصر بركلات الترجيح. وفي المونديال استمر المنحنى في الصعود، وحسن الفريق من نتائجه أكثر وتأهل من دور المجموعات، ولكنه اصطدم في دور ال16 بأحد أقوى منتخبات العالم، وهي إنجلترا، ليخرج من البطولة. عمل سيسيه ومعادلة حسن شحاتة سيسيه لم يكن أفضل المدربين في العالم بكل تأكيد على المستوى الفني، ولكنه كان يحمل الحد الأدنى على الأقل مما يحتاجه ذلك الجيل المميز ليأكل الأخضر واليابس في إفريقيا. أهم ما قدمه سيسيه للمنتخب كان فرض الانضباط والجدية والالتزام التكتيكي. سيسيه لم يعتمد على طريقة لعب ممتعة، ولكن على الانضباط بشكل كبير والالتزام الدفاعي، وهي أشياء عانى منها سيسيه نفسه عندما كان لاعبًا. السنغال امتلكت من قبل عدة أجيال قوية، ولكنها لم تصل إلى أي شيء على المستوى الإفريقي لأنها عانت دائمًا في أوقات الحسم. ومنها جيل أليو سيسيه نفسه كلاعب في نسخة 2002، عندما خسروا في النهائي من الكاميرون بركلات الترجيح. سيسيه أهدر بنفسه ركلته الترجيحية، ومن تلك اللحظة عرف من أي يؤكل الكتف وعمل قبل أن يقود بلاده للتتويج باللقب كمدرب بعد 19 عامًا. حزم سيسيه كمدرب سبب له توترًا في بعض الأحيان مع النجوم، ومنهم ساديو ماني، وهو ما كشفه سيسيه نفسه فيما بعد، ولكن بالنظر إلى الأجيال السابقة للكرة الإفريقية بشكل عام، ستجد أن ذلك الانضباط، حتى وإن سبب بعض التوتر، فإنه في النهاية هو ما يقود إلى النجاح. ولنا في حسن شحاتة مع منتخب مصر مثال، حسن شحاتة بكل تأكيد كان مميزًا على الجانب الفني وامتلك عدة لاعبين رائعين، ولكن مصر لم تكن أبدًا صاحبة أفضل لاعبين في إفريقيا كفريق مجتمع، وستجد أن قائمة فرق مثل كوت ديفوار أو نيجيريا أو الكاميرون كانت دائمًا أفضل كأسماء، ومع ذلك فإن مصر سيطرت على القارة بشكل كامل لمدة 5 سنوات، نجحت خلالها في التتويج بالبطولة 3 مرات متتالية. img src="https://cnn-arabic-images.cnn.io/cloudinary/image/upload/w_1920,c_scale,q_auto/cnnarabic/2025/07/23/images/304834.jpg" alt="مصر.. ما الحالة الصحية ل"المعلم" حسن شحاتة بعد خضوعه لعملية جراحية؟ - CNN Arabic" / حسن شحاتة امتاز بالفنيات، ولكن ما قاده للنجاح كان الانضباط وعدم التفريق بين النجوم في المقام الأول، وهو نفس ما قدمه أليو سيسيه. ولذلك فإن المعادلة السهلة للنجاح في إفريقيا هي امتلاك جيل جيد من اللاعبين (ليس بالضرورة أن يكون الأفضل في القارة) مع وجود مدرب يفرض الانضباط ويقدم الحد الأدنى على الأقل من الالتزام التكتيكي والفني. بداية التغيير ولأن كل منحنى تصاعدي سيحظى بلحظات للنزول، بدأ منتخب السنغال في التراجع بشكل غير كبير. في نسخة 2023، كان منتخب السنغال يقدم عملاً طيبًا متسلحًا بنفس المعادلة، ولكنه اصطدم بصاحب الأرض كوت ديفوار، الذي عاد من الموت في البطولة. فازت كوت ديفوار على السنغال في تلك البطولة بركلات الترجيح ليخرج أسود التيرانجا من دور ال16 لأول مرة منذ فترة طويلة. بعد البطولة، استمر سيسيه لفترة ليست بالطويلة قبل أن يعلن منتخب السنغال رحيله عن تدريب الفريق بعد 10 سنوات، رغم أن النتائج بعد البطولة لم تكن سيئة ولم يخسر أي مباراة خلال 6 مباريات. منذ رحيل سيسيه، ومع المدرب الحالي بابي ثياو، لم تهتز النتائج كثيرًا، ولكن بكل تأكيد لم تكن بنفس الثبات، إذ وجد الفريق معاناة لأول مرة في التأهل لكأس العالم رغم الوصول. بكل تأكيد، لم يتحول منتخب السنغال إلى منتخب ضعيف، ولكن تحقيق الفوز أصبح أصعب ولم يعد مهيمناً حتى الآن على القارة، رغم أن كل شيء قد يتغير في لحظة بالبطولة المقبلة. هل كان رحيل سيسيه صحيحًا؟ أليو سيسيه لم يقدم الفشل الذي يقوده للرحيل عن السنغال، ربما فكر الاتحاد السنغالي في ضرورة التغيير بعد ما يقارب ال10 سنوات في تدريب الفريق، وربما رأوا أن هذا ما يحتاجه الفريق ليعود إلى الهيمنة. بكل تأكيد، التغيير مطلوب في كرة القدم بعد سنوات، ولكن هل كانت المشكلة في الأساس من المدرب؟ أم أن الجيل الذي نجح لأقصى درجة هو من كان بحاجة إلى تغيير في اللاعبين؟ لأن إذا نظرت حاليًا ستجد أن نجوم منتخب السنغال هم أيضًا كوليبالي، ميندي، ماني، وإسماعيلا سار، وإدريسا جانا جاي، ومع تقدمهم في العمر سيكون العطاء بكل تأكيد أقل. ولكن يبقى السؤال الأهم، هل عانى منتخب السنغال من مشكلة في الأساس تستدعي التغيير؟ بكل تأكيد لا، لأنك حتى الآن لم تر أي انهيار، سواء قبل رحيل سيسيه، الذي كانت بصمته الأخيرة الخروج الصحيح من دور ال16، ولكن أمام صاحب الأرض الذي توج بالبطولة وبركلات الترجيح، وفي كأس العالم الوصول لدور ال16. إذا ما الذي كان بحاجة إلى التغيير بهذا القدر لتترك مدربك التاريخي؟ سيسيه كان بإمكانه إذا تمكن من مزج جيل جديد من الشباب مع الحرس القديم من النجوم، ومع الحفاظ على معادلة حسن شحاتة للنجاح، ربما كاد أن يصل إلى نقطة أبعد من التاريخ مع الفريق. منذ رحيل سيسيه عن تدريب السنغال، ربما لم تر الكثير من الهالة التي كان عليها المنتخب خلال السنوات الأخيرة، ولكن في النهاية يظل أحد أقوى الفرق الإفريقية مع أي مدرب، ويظل منتخب السنغال أحد أقوى المرشحين للتتويج بكأس أمم إفريقيا 2025. السنغال ستشارك في البطولة ضمن المجموعة الرابعة بجانب بوتسواناوالكونغو الديمقراطية وبنين، وهي مجموعة سهلة نسبيًا. أبرز النجوم لا يزال منتخب السنغال يحتفظ بنجومه القدامى، كما ذكرنا سابقًا، وأبرزهم ساديو ماني، كوليبالي، إدوارد ميندي، وإدريسا جاي. ولكنه أيضًا يملك عدة لاعبين جيدين آخرين مثل نيكولاس جاكسون نجم بايرن ميونيخ، إليمان نداي لاعب إيفرتون، وإسماعيلا سار نجم كريستال بالاس، والذي يعد من النجوم القدامى رغم صغر سنه. كما يملك الفريق أيضًا لاعبين واعدين مميزين مثل بابي جاي لاعب فياريال، إبراهيم مباي لاعب باريس سان جيرمان، وبابي سار لاعب توتنام. ترتيب المباريات في المجموعة السنغال × بوتسوانا.. 5:00 مساء - الثلاثاء 23 ديسمبر. السنغال × الكونغو الديمقراطية.. 9:00 مساء - السبت 27 ديسمبر. بنين × السنغال.. 9:00 مساء - الثلاثاء 30 ديسمبر.