رحل ممدوح عباس عن رئاسة نادي الزمالك غير مأسوفا عليه ليخلف وراءه ثلاث سنوات من الانهيار ولتبدأ مرحلة جديدة داخل النادي الأبيض العريق وتبدأ مرحلة الاصلاح الحقيقية والتي أتمنى أن تؤتي ثمارها سريعا. ويجب أن يقف الجميع مع الزمالك في المرحلة المقبلة سواء رموز النادي أو أبنائه أو جماهيره بالاضافة للنقاد وسأكون أنا أولهم لأنه عقب رحيل عباس أصبح هناك أمل في الاصلاح وبدأت بالفعل تظهر بشائره في الأفق في ظل وجود الرجل المحترم الدكتور محمد عامر على مقعد رئاسة النادي الأبيض. واذا ما استمر عامر في مقعد رئاسة الزمالك أو جاء المستشار مجدي شرف أو اللواء عبد العزيز قابيل على رأس لجنة مؤقتة لادارة النادي فأنا واثق أن أحوال الزمالك ستتحسن وستبدأ مرحلة الاصلاح خاصة وأن الثلاثة رجال محترمين ويحبون الزمالك "بجد" ولا يبحثون عن شهرة أو وجاهة أو استفادة من رئاستهم للنادي الأبيض مثلما كان الحال مع عباس. فعباس قبل رحيله قرر تغيير الجهاز الفني المعاون والذي قد يتفق أو يختلف عليه البعض ولكن قراره الغريب كان باقالة مترجم هولمان وهو قرار يراه البعض جاء لتطفيش هولمان والهروب من دفع الشرط الجزائي في حال اقالته ثم يتم تعيين الثنائي رفعت ورمزي خلفا له. فقرار اقالة المترجم غريب للغاية، فاذا كان المترجم السابق أثار العديد من المشاكل من وجهة نظر عباس فكان من الممكن تغييره وتعيين مترجم جديد، أما اقالته وترك هولمان بدون مترجم علما بأن رفعت ورمزي بل وهولمان نفسه لا يجيدوا الانجليزية بطلاقة فذلك يؤثر بالسلب على تعليمات المدرب وبالتالي على أداء الفريق كما يجعل هولمان يشعر بالضيق والوحدة والغربة ويشعر بوجود محاولة لتطفيشه. ولعل قرار استقالة عباس وهو قراره الأخير يدل على عدم حب هذا الرجل للزمالك مثلما كان يدعي وحبه لشخصه فقط لأنه لا يوجد شخص يحب الزمالك ويعلن استقالته قبل أقل من 24 ساعة فقط من لقاء هام أمام المقاولون وهو ما تسبب في تعادل الفريق وفقدانه نقطتين ثمينتين ليبتعد كثيرا عن الصراع على الدوري. ويكفي أن المجلس القومي للرياضة نفسه كان "قلبه" على الزمالك وقرر تأجيل قراراته من يوم الخميس إلى ما بعد لقاء المقاولون لصالح الفريق الأبيض ولكن عباس لم يهمه ذلك وكان كل همه هو مصلحته الشخصية وصورته فقط حتى يظهر بصورة جيدة كمستقيل قبل أن تتم اقالته. فقرار عباس أشبه بقرار رجل قرر الانفصال عن زوجته رغم أن ابنه لديه امتحان ثانوية عامة في اليوم التالي ولم يهمه مصلحة ابنه وكل همه كان مصلحته الشخصية واتخذ هذا القرار خوفا من أن تقوم زوجته برفع قضية "خلع" في اليوم التالي. نترك عباس وأعدكم أنني لن اتحدث عنه مجددا في المستقبل الا في حال اذا ما قرر خوض انتخابات الزمالك ونأتي لأحوال فريق الكرة في الزمالك والتي كما قلت ظهرت بشائر لاصلاحها مؤخرا.
أرجو من كل رموز الزمالك بصفة عامة ومن رئيسه السابق مرتضى منصور بصفة خاصة أن يبتعدوا عن النادي الأبيض في الفترة المقبلة ولا يثيروا المشاكل خاصة وأن عباس رحل والأمور بدأت تتحسن فهولمان اتخذ قرارا شجاعا باستبعاد خمسة لاعبين من صفوف الفريق الأول هم في رأيه ورأيي ورأي الأغلبية لا يصلحوا للعب في الزمالك في الوقت الحالي حيث يلعبون بتهاون وتخاذل وبدون روح. ولم يكن هولمان يستطع اتخاذ مثل هذا القرار في وجود عباس ولم تكن الادارة لتوافق عليه لأن عباس لن يرضى أن يغضب حمزة وأبو العلا "المدللين" والذين ساندوه في الانتخابات السابقة وسيساندوه في الانتخابات المقبلة، كما رفض حازم إمام في البداية قرار هولمان ولكن الأخير صمم عليه ولقى مساندة رائعة من المحترم محمد عامر والذي يسعى للاصلاح داخل الزمالك وهي وقفة حاسمة من عامر تستحق الشكر والاشادة. في النهاية أرجو من كل رموز الزمالك بصفة عامة ومن رئيسه السابق مرتضى منصور بصفة خاصة أن يبتعدوا عن النادي الأبيض في الفترة المقبلة ولا يثيروا المشاكل خاصة وأن عباس رحل والأمور بدأت تتحسن والنادي بات في حاجة للهدوء والاستقرار. خلاصة الكلام على جماهير الزمالك أن تقف بجوار الفريق في الفترة المقبلة الحرجة والحاسمة والتي سيعتمد فيها هولمان على اللاعبين الصاعدين وسيستبعد الكبار أو "المعلمين" وبالطبع فإن الفريق معرض لهزيمة أو أكثر في الفترة المقبلة في ظل اشراك لاعبين ناشئين لا يمتلكون الخبرة خاصة وأنه سيخوض أربع مباريات متتالية في غاية الصعوبة أمام بتروجيت والأهلي وحرس الحدود والاسماعيلي. ولكن يجب على جماهير الزمالك أن تقف بجوار الفريق وبجوار اللاعبين الصاعدين فهم مستقبل الزمالك حتى لو تعرض الفريق لأكثر من هزيمة، لأن الفريق تعرض للعديد من الهزائم طوال السنوات الأربعة الماضية ولم ينصلح الحال كما أن الفارق أنه قد يخسر ولكن لاعبيه سيؤدوا بروح وحماس وسيكتسبوا الخبرة لتحقيق الانتصارات في المستقبل. نقطة أخيرة رحل عنا الحاج سيد متولي رئيس النادي المصري فجأة وكان شخصا طيبا وجدع و"ابن بلد" وأفنى الكثير من ماله وعمره في خدمة النادي المصري وجماهيره، واتخذ متولي العديد من القرارات الشجاعة والجريئة كان أخرها وأبرزها تعيين التوأم حسام وإبراهيم حسن على رأس الجهاز الفني والاداري. وقدم لنا الفقيد مديرا فنيا رائعا وله مستقبل كبير، ورغم حزننا الكبير على رحيل متولي الا أن عزاؤنا الوحيد هو أنه ترك قبل وفاته فريقا محترما في منطقة الوسط بعيدا عن صراع الهبوط، وجهاز فني كفء وشاب، ولاعبين مميزين جميعهم صغار السن وسيكون لهم مستقبل كبير مع المصري، رحم الله الحاج سيد متولي وألهم أهله الصبر والسلوان.