عاد الألماني راينر هولمان الذي عاش مغامرة جميلة مع الأهلي في الفترة من 1995 وحتى 1998 إلى مصر، ولكنه رحل للزمالك هذه المرة، وشتان بين بدايته مع الفريق الأحمر ونظيرتها بعد عشرة أعوام. هولمان تولى تدريب الأهلي خلفا للإنجليزي آلن هاريس وقنص سبعة انتصارات وثلاثة تعادلات خلال انطلاقته مع الأهلي قبل الهزيمة أمام المقاولون، ولكنه صدم مع الزمالك بهزيمتين أمام فريقه السابق. المدير الفني الألماني جاء هذه المرة خلفا للهولندي رود كرول، ووجد نفسه في موقف مختلف تماما إذ كان عليه مواجهة الأهلي الذي حقق الفوز على فريقه الأبيض 12 مرة في 14 مباراة. ومع نهاية الأسبوع الأول للمباريات الرسمية وجد هولمان نفسه مهزوما مرتين ومن الأهلي وهو ما يزيد من مهمته مع الفريق صعوبة. وتعكس العصبية التي تعامل بها هولمان مع المؤتمر الذي عقب خسارته للسوبر الوضع الصعب الذي احتل عالمه حاليا، فقد حاول المدرب الألماني التملص من الإعلام بترديده "أود تهنئة الأهلي والاكتفاء بذلك". المدير الفني الألماني مازال لديه الكثير من العمل مع الزمالك، فصفقات الفريق الأبيض الجديدة لم تنسجم بعد مع الفريق والأخطاء الدفاعية الساذجة بحاجة إلى كثير من أعمال الترميم. فقد استقبلت شباك الزمالك هدفين من الأهلي في دوري الأبطال بأخطاء فردية سواء في التغطية أو تنظيم الحائط الدفاعي في الكرات الثابتة، وتكررت الأخطاء في أكثر من لقطة خلال السوبر. ولازال هولمان بحاجة للوقت حتى يعثر على طريقة اللعب الأنسب لفريقه إذ استخدم 3-5-2 في المباراة الأولى، وفي الثانية 3-5-1-1، كما يمنحه الوقت القدرة على قراءة مفاتيح فريقه ليرتكن إليها.
فكما عانى البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي في بدايته وخسر من الزمالك بهدفين نظيفين في أول دربي قاهري له، يحتاج هولمان للوقت خاصة وأنه لم يستجمع عناصر القوة في الفريق الأبيض بعد. فقد حرم الزمالك من جهود علاء كمال ومحمود سمير والبرازيلي ريكاردينو في لقاء الأهلي بدوري الأبطال لعدم قيدهم إفريقيا، وخسر محمد أبو العلا وجمال حمزة وأحمد غانم سلطان للإيقاف في السوبر. ورغم ذلك، نجح المدرب الألماني في تقديم وجه طيب غاب عن مباريات فريقه منذ زمن إذ كان للزمالك اليد العليا في الكثير من دقائق المباراة لولا تمرس منافسه على لقاءات القمة وأسرارها. فتحويل أحمد مجدي للوسط وتحريك هاني سعيد ليرتكز أمام الدفاع والتعليمات الموجه لجونيور أجوجو للزحف خلف ظهير الأهلي الأيمن أحمد صديق تعطي إيماءات بأن هولمان يعي مهمته ويجيد توظيف أدواته. لكن فشل الزمالك في الفوز في مباراتي دوري الأبطال والسوبر تمنح هولمان تحديا آخر إذ عليه خلق توليفة تعادل نجاح "عمرو زكي مع جمال حمزة وشيكابالا" في الموسم الماضي. فشيكابالا موقوف لستة أشهر وزكي أعير لنادي ويجان أثليتك الإنجليزي وحمزة بات حلقة الربط الوحيدة بين مثلث الموسم الماضي والمثلث الجديد الذي يبحث هولمان عن ضلعيه الأخريين. نجاح هولمان مع الأهلي يؤكد أن الحكم على مشواره القصير كمدرب للزمالك ليس عادلا، فهل ينجح المدرب الألماني في تكرار إنجازاته التي سجلت في تاريخ الكرة المصرية، أم أن التجربة البيضاء مقدر لها الفشل؟