مسابقة الكأس في العالم كله هي مسرح للمفاجآت، والمنبر الشرعي للتعاطف مع الأندية الأصغر في مواجهة الكبار، ولكن ربما يكون من حظ إنبي العاثر أن نهائي كأس مصر للموسم الجاري استثناء لتلك القاعدة. فحينما يصطدم إنبي بالزمالك مساء الأحد في المباراة النهائية، سيتعين عليه مواجهة الفريق الأبيض وجماهيره إضافة إلى تعاطف غير مسبوق مع قطب الكرة المصرية الثاني الذي تغيب عنه البطولات منذ عام 2004. "نعم هناك تعاطف كبير مع الزمالك" هكذا يرى هاني رمزي، المدافع الدولي السابق والمدرب العام لإنبي حاليا. ويضيف رمزي لFilGoal.com "إنبي سيلعب كأس مصر في مواجهة الزمالك، وجماهيره، وجماهير بعض الأندية الأخرى والإعلام ... هؤلاء جميعا يتمنون خروج الزمالك من كبوته المستمرة لنحو أربع سنوات الآن". ولم يفز الزمالك بأي بطولة سواء محلية أو عربية أو إفريقية منذ حصوله على لقب الدوري الممتاز موسم 2003-2004. وبلغ الزمالك نهائي كأس مصر في الموسمين السابقين، ولكنه لم يحظ بمساندة استثنائية كون طرف المباراة النهائية في الحالتين هو النادي الأهلي. ويوضح رمزي "نشعر تماما بمدى المساندة التي يحظى بها المنافس، لذا طلبنا طاقم تحكيم أجنبي خوفا من تسرب هذا الإحساس إلى الحكام المصريين لاسيما مع الحضور الجماهيري المتوقع من جماهير الزمالك". وفيما لا يختلف اثنان على ضخامة تاريخ الزمالك وبطولاته وجماهيره مقارنة بإنبي، فإن مستوى الأخير في الدور الثاني من الدوري الممتاز يؤهله لتقديم مباراة قوية مساء الأحد. مستوى رفيع ويعد إنبي أحد أفضل فرق الدور الثاني في الدوري إن لم يكن أفضلها كما تشير نتائج آخر خمس مباريات خاضها إلى ثبات مستوى الفريق بصورة ملحوظة. وفاز إنبي في أربع مناسبات فيما تعادل مرة واحدة، مسجلا عشرة أهداف بينما اهتزت شباكه ثلاث مرات. ويقول رمزي "الفريق يتطور بخطى ثابتة وأعتقد أننا من أفضل فرق المسابقة في الفترة الأخيرة". وربما تكون قائمة المنتخب المصري للمباريات الأربع الأولى في تصفيات إفريقيا المؤهلة لكأس العالم دليلا آخر على ارتفاع مستوى لاعبي إنبي مؤخرا. وضم حسن شحاتة المدير الفني للفراعنة أربعة لاعبين من إنبي، ثلاثة منهم يدخلون في معسكر للمنتخب للمرة الأولى في تاريخهم.
هاني رمزي ونال شرف دخول قائمة المنتخب كل من عبد العزيز توفيق وأحمد رؤوف وإسلام عوض إضافة إلى أحمد المحمدي الذي كان عضوا في الفريق الفائز بكأس الأمم الإفريقية 2008 في غانا. ويعتقد رمزي أن اختيار أربعة لاعبين من إنبي يؤكد بصورة كبيرة نجاح الجهاز الفني في تجهيز وإعداد خامات طيبة للمستقبل. وقال قائد منتخب مصر الأسبق: "عوض وتوفيق لاعبان صغيرا السن ويحصلان الآن على فرصتهما فيما انضم رؤوف لإنبي في يناير الماضي والآن يدخل المنتخب للمرة الأولى". ويؤكد رمزي أن هذه الاختيارات انعكست بالإيجاب على الفريق بأكمله كما بثت ثقة كبيرة في نفوس اللاعبين قبل موقعة الأحد. حذر واجب وعلى الرغم من أن نتائج الزمالك الأخيرة تسببت في قلق مشجعيه، فإن رمزي يشدد على أن مستوى الفريق الأبيض في نهائي الكأس سيكون مختلفا. وفاز الزمالك مرتين وخسر مثلهما وتعادل في لقاء واحد في المباريات الخمس الأخيرة في الدوري. وعلى الرغم من نجاح هجومه في تسجيل عشرة أهداف إلا أن دفاعه لم يكن على المستوى نفسه مع استقباله ثمانية. ويقول رمزي: "بالطبع سيتحسن مستوى الزمالك في نهائي الكأس .. اللقاء هو 90 دقيقة يحصل الفائز منها على البطولة، لن يكون هناك مجال للتعويض". وأضاف "نعرف (في إنبي) أن خسارة الزمالك في آخر مباراتين لا تعبر عن مستوى لاعبيه الحقيقي. الفريق سيؤدي بصورة أفضل في النهائي". وكشف رمزي أن اللاعبين المتبقين من الجيل الذهبي لإنبي الذي فاز بكأس مصر عام 2005 يلعبون دورا حيويا في إعداد زملائهم للقاء الزمالك. وتضم قائمة إنبي الحالية اللاعبين أيمن سعيد ومحمد ثابت "صاروخ" وسمير صبري، الذي كانوا أعضاء في الفريق الذي توج بطلا لكأس مصر تحت قيادة طه بصري قبل ثلاث سنوات. ويوضح رمزي "ينقل اللاعبون اللذين فازوا بالكأس من قبل إحساس البطولة إلى زملائهم الجدد ... حينما تمر بتجربة التتويج فإن ذلك يرفع من ثقتك بنفسك ويجعلك تسعى جاهدا للاستمتاع بهذه اللحظات من جديد". وإذا كان التعاطف العام في نهائي الكأس هذا الموسم يصب في مصلحة الفريق الأكبر بخلاف المتعارف عليه، فإن هناك قاعدة أخرى لمباريات الكأس يتمنى رمزي أن تكون مساندة لإنبي: مساندة جماهير الغريم التقليدي للزمالك. ويقول