انتهت اللقاءات الودية للمنتخب المصري استعدادا لكأس الأمم الأفريقية التي ستنطلق في غانا في ال20 من الشهر الجاري، وبات جاهزا للدفاع عن لقبه في كوماسي ... ولكن ماذا استفاد الجهاز الفني من هذه المباريات؟ خاض المنتخب المصري ثلاث لقاءات ودية في اثنين وتعادل في واحدة في ثلاث قارات مختلفة هي إفريقيا وأسيا وأوروبا. ولم يعد هناك وقتا لانتقاد فترة الاعداد أو مدى جدوى أو قوة المباريات التي خاضها المنتخب استعدادا للبطولة الأكبر في أفريقيا والبطولة القارية الثانية على مستوى العالم بسبب الكم الهائل من المحترفين الأفارقة في الدوريات الأوروبية الكبرى. ولكن المباريات الودية أطلت علينا ببعض الملاحظات الواضحة على أداء المنتخب المصري والذي نتمنى أن يتداركها الجهاز الفني قبل إنطلاق مبارياتنا في البطولة . فتشكيل المنتخب الوطني بات واضحا بشكل كبير هيكله الأساسي ولم يتغير منها سوى بعض الأسماء القليلة التي ستعود للمشاركة حسب رؤية الجهاز الفني. ولكن طريقة اللعب وضح فشلها بصورة كبيرة فلن أقول أن اللاعب المصري لا يستطيع اللعب 4-4-2 كما يقول البعض ، ولكنني أؤكد أن لاعبي المنتخب الحاليين يصعب عليهم تنفيذ هذه الطريقة بصورة جيدة خاصة في الجانب الدفاعي.
ولكن المباريات الودية أثبتت نجاح النصف الأمامي للمنتخب من تشكيل خطورة دائمة على مرمى منافسيه وهو ماوضح من خلال تسجيل سبعة أهداف في ثلاث مباريات. فالمنتخب المصري يعاني ضعفا واضحا في ظهيري الجنب. فأحمد فتحي وسيد معوض من الصعب جدا القيام بمهام هذان المركزان في هذه الطريقة التي تعتمد بشكل أساسي على قوة وسرعة ظهيري الجنب. وأدى عدم مشاركة محمد شوقي مع ميدلسبره طوال الدور الأول من الدوري إلى انخفاض مستواه بصورة ملحوظة وعجزه عن تقديم الدعم الكافي لخط الدفاع أو مساندته لظهيري الجنب. أما هاني سعيد فمستواه بدا أقل كثيرا من المعتاد ولكني لا ألوم اللاعب الذي يلعب في مركز أشك أنه هو أو زملاؤه يفهمون مهامه في الملعب فيبدو اللاعب تائها طوال المباراة لا يعلم متى يزيد كلاعب وسط ومتى يتأخر كليبرو في ظل بطئه الشديد. ويبدو قلبا الدفاع أيضا بحاجة إلى تطوير مستواهما في البطولة فقد بدا واضحا خلال مباراة أنجولا أن اللاعبين يعانان بشدة من رهبة عدم وجود ليبرو خلفهما ويبدو عليهم عدم التجانس التام في مراقبة المهاجمين. ولكن المباريات الودية أثبتت نجاح النصف الأمامي للمنتخب من تشكيل خطورة دائمة على مرمى منافسيه وهو ماوضح من خلال تسجيل سبعة أهداف في ثلاث مباريات ووضحت الشجاعة الهجومية على جميع اللاعبين. وربما تتحسن الأمور الدفاعية مع عودة إبراهيم سعيد الذي يستطيع القيام بدور الليبرو كما أنه يمكنه لعب الدور الذي يلعبه هاني سعيد حاليا ومع عودة أبوتريكة عمرو زكي تزيد القدرة الهجومية أكثر، وسيفتقد المنتخب وبشدة جهود قائده أحمد حسن في اللقاء الأول أمام الكاميرون. وفي النهاية نتمنى التوفيق لمنتخب مصر من أجل المحافظة على سمعة حامل اللقب ولم يتبقى سوى دعاء الجماهير التي تؤثر وبشدة مع منتخب "المعلم" وما علينا هو القول رايحين على غانا وربنا معانا.