اصابت هزيمة منتخب مصر امام فرنسا امس الشارع الكروي المصري بحالة من الاحباط والغضب الشديدين لان الهزيمة ثقيلة بكل المقاييس ولم يتوقعها اشد الناس احباطا – وهؤلاء لهم بعض الحق – بداية لابد من الاتفاق علي عدة نقاط .. اولها ان الهزيمة من منتخب بحجم فرنسا واردة جدا .. ثم ان فريقنا – جهازا ولاعبين – لعبوا دورا كبيرا في ثقل الهزيمة .. بالاضافة الي ان تلك المباراة فرضت علينا في هذا التوقيت وهذا امر متوقع طالما ان برامجنا الدولية غير محددة الملامح .. واصبحنا نجد انفسنا في مواجهة مثل هذه المباريات التاريخية الهامه دون ذنب اقترفناه !! انا هنا لا اعترض علي اللعب امام المنتخبات الكبيرة من نوعية فرنسا والدانمارك والبرازيل بل احبذها لان هذا لا يتعارض مع ارتباطاتنا الافريقية ..ثم انني لا اعترض علي الهزيمة في حد ذاتها لانها واردة جدا في عالم كرة القدم ولا توجد مشكلة في ذلك . ولكن يجب ان نلعب مع منتخبات متدرجة المستوي .. فلا نلعب – حاليا – مع منتخبات المستوي الاول لان لاعبينا غير مؤهلين لها وقد اثبتت تجربتي الدانمارك وفرنسا ذلك ..خسرنا امام الدانمارك بأربعة اهداف .. فلعبنا امام فرنسا ذات المستوي الاعلي فخسرنا بخمسة اهداف مع الرأفه . مثل هذه الهزائم لا تكسب لاعبينا الخبرات الدولية – كما يهدف الجهاز الفني – بقدر ما تصيبهم بالاحباط .. وشيئا فشيئا تفقدهم الثقة بأنفسهم .. وتفقد الجماهير الثقة فيهم .. وحتي نتلاشي ذلك يجب ان يكون لدينا برنامج دولي معروف ومحدد ومحترم ومتفق عليه ولا نترك انفسنا للهواء الطلق يتلاعب بنا فنفاجأ بأننا سنلعب امام منتخب كبير مثلما حدث مع فرنسا . مباراة فرنسا الاخيرة اوضحت بما لايدع مجالا للشك ان فكرنا الكروي يجب تغييره وبسرعه .. وذا استمر تفكيرنا بهذا الشكل الدفاعي فلن تتقدم الكرة المصرية خطوة واحدة .. فلنجرب ولو لمرة واحدة ان نلعب بطريقة هجومية لاننا جربنا علي مدار تاريخنا الكروي الطرق الدفاعية بكل انواعها واشكالها وفي كل مرة تكون الهزيمة ثقيلة .. فما تعيشه الكرة المصرية من فكر لابد وان تتغير لاننا بهذا الشكل لا نلعب كرة القدم التي يعرفها العالم ولا تمت لها بصله . الجماهير لها كامل الحق في غضبها ليس للهزيمة بل للمستوي السييء الذي ظهر به المنتخب خاصة وان نصف منتخب فرنسا لم يلعب والحمد لله اننا لم نستمتع بزين الدين زيدان . ويجب ان نعترف ان الجهاز الفني لعب دورا كبيرا في الهزيمة بهذا الشكل لانه اخطأ في تقدير المباراة سواء في تشكيلها او تكتيكها او التغيرات .. فبدأ المباراة ب 8 لاعبين مدافعين ثم زاد العدد الي 9 لاعبين في الشوط الثاني بعد نزول محمد جوده بدلا من جمال حمزه وترك ميدو وحده يصارع مدافعي فرنسا وتعاملنا معه – اي ميدو – علي انه شمشون الجبار القادر علي هزيمة فرنسا بمفرده بما يملكه من امكانيات كبيرة وشهرة واسعة .. فضاع وضعنا معه .. ثم كانت التغيرات متأخره جدا فلعب حازم امام بعد اكثر من 75 دقيقة ثم ان يلعب احمد حسن كمهاجم ثان في الشوط الثاني مع ميدو فهذا امر غير مفهوم ويطرح تساؤلا .. هل مصر نضبت من المهاجمين لهذه الدرجة ؟ ثم اين عبد الحليم علي ؟ لم يكن احمد حسن هو الوحيد الذي لعب في غير مركزه .. بل لعب حسام غالي في مركز المساك دون مبرر مقبول خاصة وان امكانياته تتضح في خط الوسط زثبت انه لا يجيد اللعب في هذا المركز منذ بطولة كأس العالم للشباب 2001 بالارجنتين عندما هزمنا امام الارجنتين 1-7 وكان حسام يلعب مساكا علي سافيولا . الملفت للنظر ان لاعبينا نزلوا المباراة وتتملكهم حالة من الرعب والهلع الواضحين وظهر ذلك علي تمريراتهم وتحركاتهم ووجوههم عندما كانت الكاميرات تقترب منهم ولا نجد سببا لذلك سوي ان الفريق لم يعد نفسيا للمباراة .. واذا كان الرعب والخوف سيتملكان من لاعبينا في كل مباراة اوربية كبيرة فلا داعي لمثل هذه اللقاءات حتي نكتسب الثقة بأنفسنا . غضب الجماهير هذه المرة في محله تماما لان محسن صالح اخطأ وعليه الاعتراف بذلك لان الخطأ ليس عيبا ولكن الاصرار عليه هو الخطأ بعينه .. فالكرة المصرية تمتلك لاعبين علي مستوي عال ولكن ينقصهم الاعداد الجيد والجاد ولابد من تغير نظرتنا لانفسنا وتعديل مفاهيمنا وهذا لا يعني ان نغلق الباب بل لابد من فتحه ولكن بحدود .. كما لابد وان تتوقف نغمة تغييرر الجهاز الفني مع كل هزيمة خاصة وان كانت ودية لان كرة القدم تحتاج لاستقرار قبل اي شيء اخر .. مين يسمع ويفهم ويتعلم .!!