الأهلي لم يتوج بطلا بعد

لم تعجبني حالة التفاؤل التي انتابت الجماهير والنقاد المصريين عقب تعادل الأهلي السلبي مع النجم الساحلي في سوسة وكأن الأهلي قد توج بالبطولة رغم أن المشوار مازال طويلا وصعبا.
فالفوز على النجم الساحلي في القاهرة يعد أصعب من التعادل معه في سوسة، فدائما الدفاع والحفاظ على نظافة الشباك أسهل كثيرا من الهجوم ومحاولة هز الشباك خاصة أنه يجب أن يكون معه محافظة على نظافة الشباك من هدف عكسي قد يحتسب بهدفين لا قدر الله.
ولا تزال عالقة في الأذهان مباراة الأهلي مع الاتحاد الليبي والتي فاز فيها الأهلي بصعوبة بالغة وبهدف يتيم جاء من نيران صديقة بل وكاد الاتحاد أن يسجل هدف التعادل في اللحظات الاخيرة ويطيح بالأهلي خارج البطولة، واذا كان ذلك قد حدث مع الاتحاد الليبي المتواضع المستوى والذي يمتلك لاعبين قليلي الخبرة فما بالك بمواجهة فريق متكامل بحجم النجم الساحلي.
الأهلي تخطى نصف المشوار بنجاح ولكن يبقى أمامه النصف الأخر وهو الأهم والأصعب ويجب على لاعبي الأهلي وجهازه الفني وجماهيره توخي الحذر من المباراة المقبلة وعدم أخذ جرعة من الثقة الزائدة التي من الممكن أن يكون لها أثر عكسي خاصة في ظل خطورة لاعبي النجم الساحلي خاصة في الهجمات المرتدة والتي يتميز بها الفريق.
وقد حقق النجم الساحلي نتائج رائعة خارج ملعبه طوال مشواره في البطولة وسجل أهدافا في معظم مبارياته خارج ملعبه مستفيدا من سرعة ارتداد لاعبيه للهجوم خاصة الثلاثي أمين الشرميطي وصابر بن فرج ومهاجم الرأس الأخضر جيلسون سيلفا.
ففي دوري المجموعات فاز النجم الساحلي خارج ملعبه على شبيبة القبائل الجزائري بهدفين نظيفين، كما فاز خارج ملعبه أيضا على الجيش الملكي المغربي بهدف نظيف، علما بأنه فشل في الفوز على الجيش الملكي في سوسة عندما لعب الجيش مدافعا وخرج بالتعادل السلبي مثلما فعل الأهلي، وهو نفس ما تكرر في لقاء النجم مع الاتحاد الليبي في سوسة وانتهى سلبيا أيضا.
وحتى في الدور قبل النهائي لعب النجم مباراة رائعة أمام الهلال السوداني في أم درمان وسجل هدفا كان هو هدف التقدم قبل أن يحول الهلال تأخره الى فوز بهدفين، وتعد المباراة الوحيدة التي لم يسجل النجم فيها أهدافا خارج ملعبه هي مباراته أمام الاتحاد في طرابلس والتي كانت مجرد تحصيل حاصل له ولعبها بمجموعة من البدلاء.
وفي الموسم الماضي في كأس الكونفيدرالية فاز النجم في جميع لقاءاته خارج ملعبه سواء في الأدوار الأولى أو في دور المجموعات، وفي المباراة النهائية تعادل على ملعبه سلبيا مع الجيش الملكي وتعادل معه ايجابيا 1-1 في المغرب ليتوج بكأس البطولة.
وفي الدوري التونسي أيضا لعب النجم سبع مباريات هذا الموسم سجل أهدافا فيها جميعا سواء على ملعبه أو خارجه.
لذلك فأن مباراة الاياب ستكون صعبة بل وصعبة للغاية ويجب التركيز فيها بشدة خاصة في ظل غياب النجم محمد بركات والذي سيترك فراغا كبيرا في فريق الأهلي في ظل تراجع مستوى أبو تريكة في الفترة الأخيرة.
وما سيزيد صعوبة مباراة العودة أن الحكم المغربي عبد الرحيم العرجون هو من سيتولى قيادتها، والعرجون تحديدا يواجه اتهاما دائما من قبل الجماهير التونسية أنه دائما ما ينحاز ضدها في المباريات التي يديرها، وقد بدأت الصحف التونسية بالفعل في شن حملة إرهاب ضد العرجون، وقد تؤتي هذه الحملة ثمارها وينحاز العرجون للنجم الساحلي لمحو الصورة السيئة له في أذهان التوانسة.
ويجب أن يتعلم الأهلي من درس الصفاقسي في الموسم الماضي والذي ظن أنه توج بطلا للبطولة بعد التعادل الايجابي في القاهرة وهو أفضل كثيرا من التعادل السلبي حيث كان يكفيه التعادل السلبي في ملعبه وتوقع الجميع أن يكون اللقب تونسيا وكتبت وقتها مقالة بعنوان "لسه الأماني ممكنة" وتوقعت أن الأهلي قادر على حسم اللقب في تونس وهو ما تحقق بأقدام أبو تريكة.
وهناك درس أخر أكبر وهو خروج الزمالك من دوري أبطال العرب على يد الرجاء المغربي عقب هزيمته على ملعبه بثلاثة أهداف نظيفة رغم سابق فوزه في لقاء الذهاب في الدار البيضاء بهدفين نظيفين.
خلاصة الكلام :
أود أن أؤكد أن هذا الكلام ليس دعوة للتشاؤم أو الاحباط مطلقا ولكنه دعوة لعدم المبالغة في الفرحة ولعدم الافراط في الثقة، ويجب على الأهلي أن يخوض المباراة المقبلة بمزيد من التركيز والتصميم على الفوز ووقتها سيكون قادر على حسم اللقب باذن الله.
ملحوظة أخيرة :
يجب على لاعبي الأهلي في حال تقدمهم بهدف أن يسعوا لتعزيز التقدم بتسجيل هدف ثاني حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه ويسجل النجم هدفا في الدقائق الأخيرة يحول وجهة الكأس من القاهرة الى سوسة.