إلى أين يأخذك أرسين فينجر يا أرسنال؟ هذا السؤال طرحه الكل إثر إعلان نبأ رحيل نجم الفريق "الأوحد" حينها تييري هنري متجها إلى برشلونة الإسباني. فبعدما رحل سول كامبل وأشلي كول ومن قبلهم باتريك فييرا وروبرت بيريس لم يبق لجماهير أرسنال من نجوم ذوي خبرة تجعل المدفعجية قادرين على منافسة من يملك الويلزي ريان جيجز أو جيمي كاريجير أو كلود ماكاليلي، لا بل حتى لاعبون في منتصف عمرهم الكروي كفرانك لامبارد أو ستيفان جيرارد. أن يكون قائدك في عمر الإسباني فرانسيسك فابريجاس فهذا لا يدعو للتفاؤل على الإطلاق، لكن ما حدث في انطلاقة الموسم عكس ما كان يحسبه البعض وما كان ينظر إليه المشجعين وهو أن أرسنال بات أكثر تحررا ولم يعد به كبار وصغار.. لقد تساوت الكفة بين لاعبي الفريق حتى وإن كان ميلها للطرف الأضعف والأصغر. أرسنال لم يكن يملك ثلاثة أجيال في صفوفه كما يعتاد في الفرق الكبرى بل جيلين فقط هم أهل الخبرة ممن بين ال25 وال29 وأخريين تحت ال23 من العمر. ودعونا نتحدث تحديدا عن الساحر هنري الذي كان أداءه باهرا في الموسم الذي وصل أرسنال فيه ليكون طرفا في نهائي دوري الأبطال وكان على بعد عشر دقائق من لقبها. هنري كان مقصد كل صانع لعب في صفوف المدفعجية على مدار الموسم المنصرم كله، لقد كان غيابه حتى وإن كان في هجمة ما وليس عن تشكيل مباراة كاملة يعني أنك ستشاهد فريقا يمرر الكرة داخل منطقة جزاء خصمه 20 مرة حتى يجدوا من يسددها دون خوف أو بحث عن هنري. الفريق أصبح تركيزه بالكامل منصبا على هنري وتعلق به بطريقة جعلت فينجر يغامر كثيرا ويدفع به وهو مصاب وهو ما أبعده أكثر فخسر أرسنال أكثر وأكثر. والآن لم تعد هناك مركزية، لا يوجد من يقصد في الملعب فالكل يملك ذات القدر والحظ في المغامرة .. لقد اكتسب لاعبو فينجر خبرة في الموسم الماضي وانعكس ذلك عليهم في الموسم الجاري وهذا واضح للجميع.
الآن لم تعد هناك مركزية، لا يوجد من يقصد في الملعب فالكل يملك ذات القدر والحظ في المغامرة ظهر الهولندي روبن فان بيرسي دون حياء ولم يعد تركيز سيسك منصبا على توصيل الكرة لهنري فجرب حظه وعرف أن لتسديداته مفعولا لا يقل عما كان يفعله فييرا فيما سبق بأعوام. حتى التوجولي إيمانويل أديبايور لم يعد ظلا لهنري، ولم يعد دوره خلق مساحة للنجم الفرنسي أو العثور على الهدف من على مقاعد البدلاء بل أصبح مهاجما متكاملا كما يتمنى كل إفريقي يتنفس داخل منطقة الجزاء. رحيل هنري خسارة كبيرة بلا شك لأي فريق، وربما لو كان موجودا مع أرسنال في هذا الموسم كان المدفعجية قد حلقوا لأبعد مما وصلوا إليه حاليا، لكن هذا لا يمنع أن لرحيلك فوائد أيضا يا هنري. الخبرة ناقصة بالفعل لكن الروح تعوضها، نعم قد يظهر هذا الفارق عندما يواجه أرسنال الفرق الكبيرة التي تملك خبرات هائلة ضمن صفوفها لكن من قال إن بطولات الدوري تحسم بالمواجهات الكبيرة فحسب؟ إن لتلك المباريات تأثيرها المعنوي بلا شك لكن ماديا فهي تساوي ثلاث نقاط لا أكثر. وحتى المتشائمون أو من لا يرغبون في العيش على أمل أن أرسنال أحد المرشحين الأقوياء هذا الموسم على لقب الدوري ويشيرون إلى أن المدفعجية لم يمروا باختبارات حقيقية حتى الآن خاصة وأن أغلب مبارياتهم أقيمت في استاد الإمارات بين جماهيره، فأقول ولماذا لا يكون هذا في صالح أرسنال؟ أرسنال بحاجة إلى الثقة التي تمنحه دفعات كبيرة للأمام وقد نالها بتلك المباريات التي لم تكن حتى كلها سهلة، فمانشستر سيتي لم يعد منافسا سهلا وبالقطع فإن مباراة سيفيليا كانت تعد اختبارا لأبناء فينجر وقد نجحوا فيه وبجدارة منقطعة النظير. أرسنال سيكون له باع هذا الموسم والانتظار سيزيد من ذلك اليقين .. وبعدها يتمتع الجميع وليس فقط عشاق أرسنال، فالكل يتمنى اشتعال المنافسة في تلك البطولة الساحرة بين كل من لديه القدرة على إزعاج الآخرين حتى نتمتع بقمم كروية مشبعة تنسينا وجباتنا الفاسدة التي لا مفر منها ولا مهرب.