مع بداية العد التنازلى لانطلاق بطولة الدورى الإنجليزى الممتاز للموسم 2005-2004 تبدو فرص المنافسة على اللقب محصورة بين الثلاثة الكبار : الأرسنال وتشيلسى ومانشستر يونايتد , بينما يملك ليفربول مقومات مزاحمة الكبار على المراكز الأولى فى الترتيب. وإذا استعرضنا فرص كل فريق من هذه الفرق , فسيكون الارسنال حامل اللقب بطبيعة الحال هو اقرب المرشحيتن للاحتفاظ بالبطولة للعام الثانى على التوالى , وهو الانجاز الذى لم يحققه فينجر منذ وصل الى هايبرى عام 1996 رغم فوزه باللقب ثلاث مرات سابقة. وكما فعل أرسين فينجر المدير الفنى ل "المدفعجية" العام الماضى عندما لم ينفق الكثير من الدولارات فى صفقات التعاقدات الجديدة ثم فاجأ الجميع بفريق متكامل استطاع أن يفوز بالدورى دون هزيمة قرر الرجل الاستغناء عن 17 لاعبا من رديف الفريق كانوا يثقلون الميزانية برواتبهم العالية وابرزهم الفرنسى سيلفيان ويلتورد والنيجيرى نوانكو كانو والعجوز مارتن كيون بالاضافة لرحيل الهولندى فان برونكهورست الى برشلونة والاستغناء عن الحارس المصرى رامى شعبان. وتعاقد فينجر مع ثلاثة لاعبين من بينهم اثنان لم تتجاوز أعمارهما 21 عاما وهما المهاجم الهولندى ادوين فان بيرسى ولاعب الوسط الفرنسى ماثيو فلامينى بالاضافة للحارس الاسبانى مانويل المونيا الذى سيعد البديل الاول للالمانى ينز ليمان فى حراسة عرين "المدفعجية". وتعكس تعاقدات فينجر سياسته فى توظيف "عمالة ماهرة ورخيصة" فى صفوف فريقه معتمدا على نظرته الثاقبة فى تقدير مواهب اللاعبين صغار السن وهى التجربة التى سبق ان فعلها مع الثلاثى الفرنسى تيرى هنرى وروبرت بيرس وباتريك فييرا الذين كانوا اعمدة الفريق الموسم الماضى. وربما اكون اكثر ما يؤرق فينجر هو احتمال رحيل قائد فريقه باتريك فييرا الى ريال مدريد , ولكن حتى لو حدث هذا فلقد برهن شباب الفريق من عينة الاسبانيين فرانسيسك فابرجاس وخوزيه انطونيو رييس براعتهما فى مباراة مانشستر يونايتد الاخيرة على لقب الدرع الخيرية والتى انهت لصالح "المدفعجية" بنتيجة 3-1 فى غياب فييرا. وربما تكون اقوى اسلحة الارسنال للدفاع عن اللقب هي حالة التوحد والترابط التى تجمع لاعبيه معا مثل الثلاثى الفرنسى والسويدى فريدريك ليونبيرج والهولندى دينيس بيركامب وحتى فى خط الدفاع المطعم باثنين من نجوم يورو 2004 وهما اشلى كول وسول كامبل. ورغم التناقض الهائل فى اسلوب الادارة بين الارسنال وتشيلسى , فإن الاخير يعد اقوى المرشحين لانتزاع اللقب من "المدفعجية" نظرا لامتلاكه كافة مقومات الفوز بالبطولة.
مورينو فبعد موسم قوى ل "الزرق" تحت قيادة المدرب الايطالى كلاوديو رانييرى استعان الملياردير الروسى رومان ابراموفيتش مالك الفريق بخبرة المدرب البرتغالى خوزيه مورينو الفائز مع بورتو خلال العامين الماضيين بلقبى كأس الاتحاد الاوروبى ودورى ابطال اوروبا بالاضافة الى تدعيم ترسانة نجوم تشيلسى بسبعة لاعبين جدد لسد النقص فى بعض المراكز الحساسة مثل حراسة المرمى والمدافع الايمن وقلب الهجوم. ومنذ وصول مورينو الى لندن تدفقت الموارد المالية لابراموفيتش لشراء الحارس التشيكى بيتر تشك والهولندى روبن والمدافعين البرتغاليين ريكاردو كارفالو وباولو فيريرا ومواطنهم تياجو منديز لاعب خط الوسط , اما خط الهجوم فتم تدعيمه بالعاجى ديدييه دروجبا والصربى ماتيجا كيزمان , وكلاهما توج بلقب هداف الدولة التى كان يلعب فيها الموسم الماضى وهو ما رفع انفاق الفريق على اللاعبين هذا الموسم الى 162 مليون دولار أمريكي. وتعد ابرز نقاط ضعف الفريق غياب التجانس بين لاعبيه , بالإضافة ل "غرور" مدربهم مورينو وهو ما سيدعو الصحافة الانجليزية للهجوم الشرس عليه مع اول اخفاق يتعرض له بعكس رانييرى الذى ظل صديقا للصحفيين حتى آخر يوم فى مهمته. وبعد الغريمين اللندنيين يأتى مانشستر يونايتد والذى يبقى مرشحا دائما للفوز بالدورى الانجليزى , ومن منا يجرؤ على استبعاد الفريق الفائز بلقب الدورى ثماني مرات فى الاثنى عشرة عاما الاخيرة بقيادة مدربهم الاسطورى أليكس فيرجسون؟! ويمر فيرجسون هذا الموسم باختبار عسير حيث صرح لوسائل الاعلام قبل اسابيع قليلة ان هدفه الاول هذا الموسم هو استعادة لقب الدورى قبل الفوز بدورى ابطال اوروبا وهى المهمة التى تبدو صعبة فى وجود الارسنال وتشيلسى. ويملك "الشياطين الحمر" خط هجوم رائع بقيادة الهولندى رود فان نستلروى والفرنسى لويس ساها والنجم الجديد آلان سميث الذى اثبت قدراته التهديفية عدة مرات خلال لقاءات مانشستر يونايتد التحضيرية. ولحل مشاكله الدفاعية التى كبدته خسائرا فادحة الموسم الماضى , تعاقد فيرجسون مع الارجنتينى جابرييل هاينسا والذى قد يكون ثنائيا دفاعيا ناجحا مع ر