سطر النجم الإيفواري ديدييه دروجبا اسمه في السجل الذهبي لأفضل لاعب في أفريقيا بحروف من نور بعد أن أصبح أول "الأفيال" التي تتوج على عرش نجوم أفريقيا منذ استحداث هذه الجائزة عام 1970. وجاء تتويج دروجبا باللقب هذا العام ليضع حدا فاصلا لسوء حظ إيفواري كبير في هذا الاستفتاء بعد أن فشل جميع نجوم "الأفيال" على مدار 37 عاما في الفوز بهذا اللقب الرفيع، وكانت أقرب المحاولات الإيفوارية نحو الفوز بهذا اللقب عن طريق كل من النجم يوسف فوفانا الذي حل ثانيا عام 1987 خلف النجم الجزائري الكبير رابح ماجر، وجاء في المركز الثالث عام 1988 خلف كل من الزامبي كالوشا بواليا و الأسطورة الكاميرونية روجيه ميلا. وانتظر الأفيال 11 عاما للدخول في دائرة الضوء مرة أخرى عن طريق المهاجم إبراهيما باكايوكو مهاجم أوليمييك مرسيليا في هذا الوقت والذي كان قاب قوسين أو أدنى من التتويج، إلا أنه اكتفي بالمركز الثالث بفارق أربع نقاط فقط عن النيجيري نوانكو كانو صاحب المركز الأول وبفارق نقطتين عن الغاني صامويل كوفور الوصيف. وأخيرا جاء دروجبا ليواصل إنجازاته التاريخية لبلاده و يتوج بهذا اللقب بعد ثلاث محاولات فاشلة في السنوات الثلاث الماضية والتي حل فيها ثالثا عام 2003 خلف الكاميورني صامويل إيتو والنيجيري أوجستين "جاي جاي" أوكوشا، قبل أن يأتي ثانيا عامي 2004 و2005 خلف إيتو نفسه، ليصبح أول إيفواري يتوج بهذا اللقب، كما قاد بلاده لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا لأول مرة في تاريخها وسجل أول هدف إيفواري في تاريخ نهائيات كأس العالم في مرمى الأرجنتين.
ويحفل مشوار دروجبا عام 2006 بالانجازات الكبيرة، فعلى مستوى المشاركات الدولية نجح دورجبا في قيادة منتخب بلاده لنهائي كأس الأمم الأفريقية لأول مرة منذ 15 عاما قبل أن يخسر أمام المنتخب المصري مستضيف البطولة بركلات الترجيح. ثم عاد دروجبا ولعب دورا بارزا في العروض المشرفة لمنتخب "الأفيال" في نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا رغم وقوع الفريق في مجموعة الموت مع الأرجنتين وهولندا وصربيا، إلا أن دورجبا ورفاقه نجحوا في تقديم صورة مشرفة للكرة الأفريقية واحتلوا المركز الثالث في المجموعة أمام صربيا وخلف كل من الأرجنتين وهولندا، ودخل دورجبا تاريخ بلاده وتاريخ كأس العالم من أوسع أبوابه كونه صاحب أول هدف إيفواري في كأس العالم والذي أحرزه في مرمى الأرجنتين في 10 يونيو 2006. ولا تقل إنجازات دروجبا على مستوى الأندية عما حققه مع المنتخب الإيفواري، فبالنظر لمشوار دروجبا مع ناديه تشيلسي الإنجليزي عام 2006، سنجد أنه ساهم في حفاظ "الزرق" على لقب الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي لأول مرة في تاريخ النادي، إلا أنه لم ينجح في إنقاذ فريقه من الإقصاء المبكر من دور ال16 لدوري أبطال أوروبا على يد برشلونة الإسباني الذي توج باللقب. وعلى الرغم من تعاقد تشيلسي مع المهاجم الأوكراني الكبير أندريه شيفتشينكو بداية من هذا الموسم سعيا وراء تحقيق حلم الفوز بدوري أبطال أوروبا، وتصور البعض أن موقع دروجبا في هجوم النادي اللندني أصبح في خطر داهم، فاجأ دورجبا الجميع بمستوى إستثنائي أبهر جميع المتابعين مسجلا 25 هدفا في مختلف المسابقات المحلية والأوروبية ومحتلا صدارة هدافي الدوري الإنجليزي ومنافسا بقوة على لقب هداف دوري أبطال أوروبا.
وجاء تتويج دروجبا باللقب هذا العام ليضع حدا فاصلا لسوء حظ إيفواري كبير في هذا الاستفتاء وعلى مستوى الإستفتاءات، توج دروجبا بلقب أفضل لاعب إيفواري عام 2006 متفوقا على حبيب كولو توري مدافع نادي أرسنال الإنجليزي و أرونا دينداني مهاجم نادي لنس الفرنسي. كما جاء دروجبا في المركز السادس في إستفتاء أفضل لاعب في العالم لعام 2006 خلف كل من الإيطالي فابيو كانافارو، الفرنسي زين الدين زيدان، البرازيلي رونالدينيو، الفرنسي تييري هنري والكاميروني صامويل إيتو وصيفه في الإستفتاء الأفريقي هذا العام. وعلى المستوى الشخصي، لم تقل إنجازات دروجبا عن إنجازاته كلاعب، واختير سفيرا للنوايا الحسنة في نوفمبر 2006، ليختتم عاما مليء بالإنجازات على جميع المستويات.