سرق منتخب مصر ومعه النادي الأهلي الأضواء من الجميع عام 2006 وحصدا جميع الألقاب الممكنة ، فيما كان ناديي الزمالك والإسماعيلي أكبر الخاسرين خلال هذا العام الذي شهد أيضا أحداثاً مأساوية بوفاة ثلاثة لاعبين. كانت كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر في الشهر الأول من 2006 هي الحدث الأهم للجماهير ، لاسيما في ظل مخاوف إعلامية من الفشل في تنظيم البطولة بشكل مبهر يلائم اسم مصر. لكن اللجنة المنظمة حطمت تلك المخاوف بعد أن قدمت تنظيما متميزا أشاد به جميع ضيوف البطولة ، بيد أن الإنجاز الأكبر لم يكن في التنظيم الجيد إذ نجح "الفراعنة" في خطف اللقب من بين أنياب أسود وأفيال ونسور أفريقيا مسجلين رقما قياسياً جديداً بالفوز بالبطولة للمرة الخامسة. وعلى الرغم أن التوقعات لم ترشح مصر لنيل اللقب في وجود عمالقة مثل كوت ديفوار والكاميرون التي كانت تسعى لمحو آثار الإخفاق في التأهل لكأس العالم ، إلا أن عزيمة "الفراعنة" بقيادة المدير الفني حسن شحاتة مع وجود دفعة جماهيرية غير مسبوقة للمنتخب جلبا لقباً غالياً لخزائن اتحاد الكرة. بدأ المنتخب مسيرته بفوز متوقع على ليبيا بثلاثة أهداف من دون مقابل ، ثم فشل معتاد في الفوز على المغرب والتعادل بدون أهداف ، قبل أن يحقق "الفراعنة" أبرز انتصاراتهم خلال الدور الأول بالفوز على كوت ديفوار 3-1 وإنهاء مباريات المجموعة في الصدارة. وبعد مواجهة سهلة مع الكونجو الديمقراطية في دور الثمانية أنهاها "الفراعنة" بالفوز 4-1 ، التقى المنتخب مع السنغال في مباراة نارية بالدور قبل النهائي فازت بها مصر 2-1 بصعوبة ، ثم انتصار تاريخي على كوت ديفوار في النهائي بركلات الترجيح وسط زئير 100 ألف مشجع. ولم يعكر صفو البطولة سوى مشادة بين نجم هجوم المنتخب أحمد حسام "ميدو" وشحاتة أثناء تغيير الأول خلال مباراة السنغال باتت حديث وكالات الأنباء ووسائل الإعلام ، بينما شوهت أزمة التذاكر المباعة في السوق السوداء بعضاًَ من ملامح التنظيم الجيد للبطولة. واستفاد منتخب مصر من فوزه بكأس الأمم ليصعد إلى المركز ال17 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في شهر مارس قبل أن ينهي عام 2006 في المركز ال27 متقدماً خمسة مراكز كاملة عن مركزه في شهر ديسمبر 2005.
الأهلي بطل أفريقيا ولم يكن التصنيف هو النقطة الإيجابية الوحيدة في فوز مصر بكأس الأمم ، فأتاح الانتصار الأفريقي الفرصة ل"الفراعنة" للعب مباريات ودية قوية مع منتخبات من عينة إسبانيا وأوروجواي. وعلى مستوى الأندية كان عام 2006 لا ينسى لمشجعي الأهلي الذين توج فريقهم بألقاب عديدة منحته المزيد من الأرقام القياسية أضافها إلى ما حققه خلال العام المنصرم. توج الأهلي بطلا للدوري الممتاز للمرة الثانية على التوالي وال31 في تاريخه بفارق قياسي عن غريمه الأزلي الزمالك بلغ 14 نقطة مع نهاية المسابقة ، ثم ضم إليها لقب كأس مصر للمرة ال33 في تاريخه الطويل بعد التفوق في نهائي من جانب واحد على الزمالك أيضا ، وهي المرة الأولى التي يجمع فيها "الشياطين الحمر" بين البطولتين منذ عشر سنوات كاملة. ولم يكتف الأهلي بالتتويج بلقبي الدوري والكأس ، لكنه واصل تفوقه التام على غريمه التقليدي في لقاءات الفريقين ، وأنهى بطولة الدوري بفوز ساحق على الإسماعيلي برباعية نظيفة في عقر داره مما تسبب في زلزلة كبيرة في جدران "الدراويش" ، كما فاز الفريق الأحمر ببطولتي السوبر الأفريقي والمصري على حساب الجيش الملكي المغربي وإنبي. وبعد أن ضربت الإصابات لاعبي الفريق الأحمر ليفقد الكثير من قوته ، إلا أن الأهلي انطلق في مشوار مظفر بدوري أبطال أفريقيا متخطياً شبيبة القبائل الجزائري وأشانتي كوتوكو الغاني وأسيك ميموزاس الإيفواري والصفاقسي التونسي ليحتفظ باللقب للمرة الثانية على التوالي ويعادل الرقم القياسي في الفوز بالبطولة المسجل باسم منافسه الزمالك برصيد خمس بطولات. ولن ينسى عشاق الأهلي مباراتي الدور النهائي أمام الصفاقسي ، فبعد تعادل محبط مع الفريق التونسي في الذهاب في القاهرة بهدف لمثله ، ذهب الأهلي إلى تونس بفرصة الفوز فقط ، وحققه الفريق الأحمر بتسديدة تاريخية لنجمه الأول محمد أبو تريكة ستظل عالقة في أذهان مشجعي الأهلي دائما. وذهب الأهلي إلى اليابان للمشاركة في كأس العالم للأندية للمرة الثانية على التوالي بطموحات تعويض الإخفاق السابق في ذات البطولة ، وقدم لاعبو الفريق الأحمر أداءً مرتفع المستوى جلب له المركز الثالث بفوزين على أوكلاند سيتي النيوزيلندي وكلوب أمريكا المكسيكي وهزيمة أمام إنترناسيونال البرازيلي الذي فاز باللقب. وحصد الفريق الأحمر إعجاب الجميع بأدائه القوي وتألق نجمه الأول أبو تريكة وتوهج مهاجمه الأنجولي فلافيو أمادو الذي نفض الغ