بصوت من كان مشتاقا لفرحة يخبئ وراءها الإخفاق الكبير أعلنها لويس إنريكي، وقال: "ذلك هو الموسم الأخير لي مع برشلونة" قالها عقب الفوز على سبورتنج خيخون بسداسية يوم 1 مارس. 6 برشلونة 1 باريس سان جيرمان دوري أبطال أوروبا انتهت 21:45 ليونيل ميسي النادي : برشلونة برشلونة دوري أبطال أوروبا "سجلوا علينا 4 أهداف، فلماذا لا نستطيع تسجيل 6 أهداف بمرماهم في 95 دقيقة من العمل الشاق". لويس إنريكي بصوت هادئ وهو لا يملك ما قد يخسره في المؤتمر الصحفي قبل مباراة الإياب أمام سان جيرمان. وأضاف "أنا متأكد أننا سنكون قريبين من التأهل في وقت ما بالمباراة، لكن الأهم أن يكون الحظ معنا في تلك اللحظات". لا تظن أن لويس إنريكي عرافا، فمن يملك ميسي، نيمار وسواريز مع رغبة في الانتقام بفريقه يعلم جيدا أنه سيسجل العديد من الأهداف، ولا يتبقى فقط هو تأمين ظهورهم من الأهداف. "دائما تبدو مستحيلة.. حتى تتحقق".. نيلسون مانديلا زعيم جنوب إفريقيا التاريخي جمهور برشلونة آمن بمقولة مانديلا، فوقف وحده أمام رأي العالم كله. نعم سنستطيع العودة، ببساطة لأننا الأقوى في العالم. برشلونة حقق العودة الأعظم في تاريخ كرة القدم وحول تأخره برباعية ذهابا إلى فوز بستة أهداف إيابا، والمعجزة أن الأهداف الثلاثة الأخيرة بدأت بالدقيقة ال 88. هل تظنون أن العودة رسمت فقط على أرض الملعب؟ مخطئ من يظن ذلك، فالسيناريو بدأ مع صافرة حكم الذهاب، بل وقبل ذلك أيضا. حين أهدر صامويل أومتيتي فرصة الهدف الأول في مباراة الذهاب وكانت النتيجة تشير لتأخرهم برباعية.. هدف كان قد يقضي على إثارة الدقائق الأخيرة في مباراة الإياب، لكن القدر أراد أن يتع العالم بلحظات تاريخية. نعود قليلا لقبل المباراة، فالجمهور هنا هو من حفز الإعلام وليس العكس كما جرت العادة. في فوز برشلونة الخماسي على سيلتا فيجو في الدوري، كانت الجماهير منشغلة بما هو أهم.. الشحن لمباراة باريس سان جيرمان. رفعت اللافتات، وعرف العرب مصطلح إسباني جديد تعلمه لنا كرة القدم، ألا وهو "الريمونتادا" أو العودة في النتيجة. الصحف تعلمت الإصرار من قراءها، وكانت صحف كتالونيا كلها بعناوين تحفيزية. موندو ديبورتيفو وضعت صورة لميسي أثناء احتفاله بهدفه في سيلتا وكتبت: "ألو باريس، كونوا حذرين" أما سبورت فكتبت: "نؤمن بالمعجزة.. فمع ميسي كل شئ جائز". بدأت المباراة والبداية كانت الأروع على الإطلاق.. لويس سواريز احتاج لدقيقتين فقط كي يسجل الأول. "لو كانت مباراة الذهاب لكافاني، فلابد أن يكون الإياب لي" كان ذلك هو لسان حال سواريز مع نفسه في لحظات التحية بين ثنائي هجوم أوروجواي بعد مباراة الذهاب. وعقب العودة التاريخية استمرت الروح بينهما، لكن الحال انقلب لأن سواريز هو من فرح أخيرا. بعد هدف كافاني في "كامب نو" ظن البعض أن المهمة انتهت. بعض الجماهير غادروا الملعب، ففاتتهم أهم لحظات حياتهم. لويس إنريكي وجه لهم رسالة عقب اللقاء: "أعتقد أنهم سيظلوا طيلة حياتهم يندمون على عدم حضورهم تلك اللحظات". في الدقيقة ال 88 كان الجميع متيقنا بأن المباراة انتهت، إلا رجل برازيلي واحد عهده الناس بأنه لا يملك من شعور المسؤولية القدر الكبير. لن أقول أنه تغير أمس في المباراة، فهدوءه هذا هو ما منحه الهدوء في تنفيذ الكرة الثابتة بتلك الطريقة. وما جرؤ على أخذ مسؤولية تسديد ركلة جزاء من ميسي بعدها بدقيقة، رأى البعض أنها ستحسن فقط في الشكل، لكنها كانت بوابة العودة التاريخية. تير شتيجن أيضا كان له نصيب في تلك الملحمة الكبرى. ليس فقط حين تصدى لانفراد إيديسون كافاني بعد الهدف الأول، والذي كان لينهي أي أمل للعودة. كافاني @ECavaniOfficial يهدر فرصة ذهبية لحسم الأمور! #beINUCL pic.twitter.com/GPOZATydQp — beIN SPORTS (@beINSPORTS_MENA) March 8, 2017 الجرأة قرار، وقرار التقدم في الدقيقة الأخيرة يكون جريئا من حراس المرمى، فمهمتك الأساسية كحارس أن تمنع الأهداف، لكن أن تتقدم لتساعد فريقك على التسجيل هي مهمة قد تنقلب للضد في النهاية. تير شتيجن تقدم في الكرة الأخيرة. انقطعت الكرة فكان أسرع العائدين ليمنع هدفا في مرماه، ليس هذا فقط بل كان مصدر بداية هجمة هي الأهم في موسم برشلونة. الهدف الذي هز أرجاء الملعب كان هناك من يؤرخه بصورة أخرى. شخص ما لن نعرف هويته كان يرافق المعلق الكتالوني على المباراة، وحين شعر أن العودة اقتربت أخرج هاتفه وصور تلك اللقطات لتبقى عالقة في الأذهان للأبد. فيديو.. ذهول وانبهار معلق مباراة #برشلونه_باريس بعد تسجيل برشلونة هدف التأهل في اخر دقيقة - pic.twitter.com/5qUnSSDPp2 — قبل قليل (@QablQalel) March 8, 2017 كانت قصة برشلونة تاريخية بالفعل، لكن على الجانب الآخر ثمة ما ساعد على عظمة العودة بسبب تعامل خاطئ من جانب باريس سان جيرمان. الحديث هنا ليس فنيا بعد أن قتل ذلك بحثا، فعلى طاولة الغداء باليوم السابق للمباراة وحين تحدث الفريق الباريسي عن السيناريوهات المحتملة في المباراة. قال ماتويدي "أريد التأهل حتى لو خسرنا بخمسة أهداف لهدف.. سيكون ذلك كافيا جدا بالنسبة لي مادمنا سنتأهل". أما توماس مونيير فقال: "لا، إذا خسرنا بخمسة أهداف مقابل هدف ربما نتأهل، لكنني لن أرضى بذلك لفريقي". تصريحات مونيير رائعة، لكن ما حدث على أرض الملعب مغاير، فمونيير كان نقطة ضعف في تشكيل فريق العاصمة الفرنسي أمام نسخة نيمار في أفضل حالاته. وفي الجهة الأخرى اعتاد أنخيل دي ماريا على قهر برشلونة، لكن حذاري أن يغريك الماضي الجميل، فيعميك عن المستقبل القريب جدا. لو أن دي ماريا ركز جيدا في إنهاء الانفراد أمام تير شتيجن، أو على الأقل آثر الفريق على نفسه ومرر لكافاني لما ندم في النهاية. أفضل جواب لأي شخص يلوم الريال بترك دي ماريا .. لاعب يضيع أضعاف اللي يستغله شخصية ضعيفة تستحق هذا الفريق .. pic.twitter.com/SCgpU4vou3 — عبدالله .. (@A_AlMansour9) March 8, 2017 لكن تركيز كافاني كان أكبر في مهاجمة جمهور برشلونة.. وكان العقاب في النهاية قدريا للأرجنتيني. المشهد الأخير في قصص عودة برشلونة التاريخية كان خارج الملعب. تحديدا في الاستوديو التحليلي بين ستيفين جيرارد، ريو فيرديناند ومايكل أوين نجوم الكرة الإنجليزية. فرحة جيرارد الذي لم يهتف باسم غير ليفربول طيلة حياته بهدف سيرجي روبيرتو، تعكس حال مشجعين كرة القدم في كل أنحاء العالم حيال تلك المباراة، ممن تعاطفوا مع عودة مستحيلة.