صراع شرس لحسم المرشحين والتحالفات| الأحزاب على خط النار استعدادًا ل«سباق البرلمان»    قبل أيام من انطلاق المدارس.. تحويلات الطلاب مهمة مستحيلة!    نقيب المحامين يكرم400 طالب متفوق من أبناء محامي الإسكندرية    لأول مرة.. ترشيح طالب من جامعة المنيا لتمثيل شباب العالم بمنتدى اليونسكو 2025    أخبار × 24 ساعة.. الخارجية: لا بديل عن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية    رسميًا بعد مد فترة التقديم.. آخر موعد حجز شقق الإسكان الاجتماعي 2025 لمحدودي الدخل    مصفاة "دانجوت" النيجيرية تصدر أول شحنة بنزين إلى الولايات المتحدة    90.2 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة الأربعاء    محمد صلاح يتجاوز ميسي ومبابي ويكتب فصلًا جديدًا في تاريخ دوري الأبطال    خلال 24 ساعة.. استشهاد 99 فلسطينيًا في مجازر ارتكبها الاحتلال بقطاع غزة    «نومي بار يعقوب» المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة السابقة: إسرائيل تنشر الفوضى.. و«هجوم الدوحة» يستوجب صوتًا عربيًا واحدًا (الحلقة 41)    ترامب: زيارتي للمملكة المتحدة أحد أسمى التكريمات في حياتي    موعد مباريات اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025.. إنفوجراف    أبرزها الأهلي ضد سيراميكا، حكام مباريات غدا الجمعة في الدوري المصري الممتاز    إصابة سيدة فى انهيار شرفة عقار بمنطقة مينا البصل في الإسكندرية    قرار وزاري جديد: مواد جديدة وتقييم شامل لطلاب الصف الأول الثانوي العام والبكالوريا بدءًا من العام الدراسي 2025 /2026    "أوبن إيه.آي" تتجه لإنتاج شريحة ذكاء اصطناعي خاصة بها.. ما القصة؟    أسامة فراج بعد محمد محسوب .. ساحل سليم تتصدر قائمة التصفية خارج إطار القانون من داخلية السيسي    مكافحة الإدمان: علاج 100 ألف مدمن خلال 8 أشهر    كنت باخد لفة بالعربية من ورا بابا، اعترافات المتهم بدهس مسن بسيارة دبلوماسية في المهندسين    تكريم أمينة خليل.. تفاصيل حفل إطلاق النسخة السابعة من مهرجان ميدفست مصر (صور)    الشاعر الغنائي فلبينو عن تجربته مع أحمد سعد: "حبيت التجربة وهو بيحكيلي عليها"    أحمد سعد مداعبا المؤلف الغنائي محمد الشافعي: "بكلم مامته عشان يألف لي"    مؤسس مهرجان ميدفست مصر: جوائز مالية بمليون و250 ألف جنيه لدعم صناع الأفلام    محمد عدوي يكتب: الخفافيش تعميهم أنوار الشمس    "سندي وأمان أولادي".. أول تعليق من زوجة إمام عاشور بعد إصابته بفيروس A    محافظ الإسماعيلية يزور رئيس مدينة القصاصين بعد تعرضه لوعكة صحية    ب 3 طرق مش هتسود منك.. اكتشفي سر تخزين البامية ل عام كامل    هتتفاقم السنوات القادمة، الصحة تكشف أسباب أزمة نقص الأطباء    أسباب الإمساك عند الطفل الرضيع وطرق علاجه والوقاية منه    عاجل- بعد قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة.. حركة أسعار المجوهرات في محلات الصاغة    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض لتعزيز التعاون المصري السعودي    إعلام إسرائيلي: ديرمر التقى وزير الخارجية السوري في لندن بحضور المبعوث الأمريكي براك    «الأرصاد» تُطلق إنذارًا بحريًا بشأن حالة الطقس اليوم في 8 محافظات: «توخوا الحذر»    عاجل| "الشعاع الحديدي": إسرائيل تكشف عن جيل جديد من الدفاع الصاروخي بالليزر    سعر الموز والتفاح والمانجو والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 18-9-2025    إنتاج 9 ملايين هاتف محمول محليًا.. وزير الاتصالات: سنبدأ التصدير بكميات كبيرة    ميدو: ياسين منصور رحل عن شركة الكرة بسبب التدخلات.. وهناك تصور لوجوده نائبًا مع الخطيب    موعد مباراة برشلونة ونيوكاسل يونايتد في دوري أبطال أوروبا والقناة الناقلة    يعطون دون مقابل.. 6 أبراج قلوبها ذهبية رحيمة    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الأهلي وسيراميكا كليوباترا بالدوري    "بعد هدف فان دايك".. 5 صور لمشادة سيميوني ومشجع ليفربول بعد نهاية المباراة    "أصحاحات متخصصة" (1).. "المحبة" سلسلة جديدة في اجتماع الأربعاء    مواقف وطرائف ل"جلال علام" على نايل لايف في رمضان المقبل    رئيس جامعة طنطا يشهد حفل تخريج الدفعة ال30 من كلية الهندسة    زي المحلات.. طريقة «أكواب الرمان» بالكركدية    احتفاءا بالوفاء.. صور لتكريم الراحلين والمتقاعدين والمتميزين في جامعة القاهرة    أ ب: مصابان على الأقل بحادثة إطلاق نار في ولاية بنسلفانيا الأمريكية    دوري أبطال أوروبا.. بايرن ميونخ يكرم ضيافة بطل العالم    إصابة سيدة في انهيار شرفة عقار غرب الإسكندرية    باريس سان جيرمان يكتسح أتالانتا برباعية ويعلن انطلاقته القوية في دوري الأبطال    وزير الثقافة ومحافظ القاهرة يكرمان الفائزين بجوائز التنسيق الحضاري    4 أبراج يحققون إنجازات خلال أسبوع: يجددون حماسهم ويطورون مهاراتهم ويثبتون جدارتهم في العمل    العمل تعلن وظائف جديدة في الأردن بمجالات صناعة الكرتون والشيبسي    ما حكم كثرة الحلف بالطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    هل الحب يين شاب وفتاة حلال؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندى: الإنسان غير الملتزم بعبادات الله ليس له ولاء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 17سبتمبر2025 في المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كيف بدأ صراع مصر و الكاميرون – (1)
نشر في في الجول يوم 04 - 02 - 2017

الصراع لم ينته بعد بين الفراعنة و الأسود غير المروضة، بمجرد الانتهاء من القرن الفائت، حين أسدل الإتحاد الأفريقي الستار و أعطى الكلمة الأخيرة، الكاميرون هي منتخب القرن ال 20 ب 45 نقطة تاركة خلفها نيجيريا في الوصافة ب 42.5 نقطة و مصر الثالثة ب 40 نقطة.
-
مصر
-
الكاميرون
كأس الأمم الإفريقية (الجابون)
لم تبدأ 21:00
الكاميرون
مصر
كأس الأمم الإفريقية (الجابون)
من المعلوم أن ديربي الغرب الإفريقي يتمثل بمواجهتي الكاميرون و نيجيريا، أما ديربي القارة بأكملها فدوما كان بين الفراعنة و الأسود التي لا تقهر، فمنذ متى بدأ الصراع ؟
حسناً دعونا نأخذ تصريحا من على لسان مارتن إيتونج الصحفي الكاميروني لموقع BBC في يوم الثالث من يناير لعام 2001 بياوندي العاصمة بعد أيام قليلة من الظفر ببطل القرن.
" الأمجاد السابقة ساعدت الكاميرون بالتفوق على نيجيريا و التتويج بلقب القرن".
"الأسماء القادمة في جيل الكاميرون هي صمويل إيتو، إيتامي، إدريسا كاميني و غيرهم يملكون المستقبل بأيديهم و يساعدهم في ذلك اللعب بأعلى الأندية الأوروبية".
"واثق من معادلتهم أو تخطيهم كإنجازات ما حصده جيل روجير ميلا، توماس نكونو، و توبفيل أبيجا".
حسناً المقدمة السابقة كانت بوقا لإعلان تحدي جديد، خلفه مواجهات مباشرة، وأعقبه دراما تأرجحت بين تفوق كاميروني ثم أزمات صدرتها مصر تبحث عن الحل.
- المقدمة، في غابات إفريقيا .. بدايات الحقبة المزدهرة للفريقين متشابكة.
لم يتعاقب سوى أسبوع فقط بين انتصار الجزائر المجيد بكأس العالم على ألمانيا الغربية بقيادة سيب ماير بهدفين لهدف و بين تعادل الكاميرون مع إيطاليا التي حازت كأس العالم في تلك السنة من تقدم لإيطاليا بالدقيقة 60 ثم تعادل مبيدا سريعا بعدها بدقيقة في كبرى مفاجأت كأس العالم بإسبانيا 1982.
وقتها، المنتخب المصري مع الألماني هيدرجوت، يتجرع مرارة الفشل بالخروج من المرحلة قبل النهائية لتصفيات نفس الكأس أمام المغرب و كذلك الخروج من تصفيا بطولة أمم أفريقيا 1982 بليبيا بالإقصاء أمام تونس و التي خرجت منها الكاميرون بثلاث تعادلات.
المغرب لاقت نفس المصير في الدور النهائي من تصفيات كأس العالم أمام الكاميرون، و التي عرفت وقتها بأنها قوة ناشئة قادمة بقوة في سماء إفريقيا ذات مشاركات متواضعة عام 1970 بالسودان بالخروج من الدور الأول و عام 1972 على أرضها بالخروج أمام الكونغو في ربع النهائي.
تكونت أغلب قائمة الكاميرون وقتها من نادي كانون ياوندي أبرز الأندية الكاميرونية و صاحب نصيب الأسد في الألقاب الأفريقية للأندية وقتها بأعوام 1971، 1978، و 1980 من لاعبين أمثال:
(توماس نكونو "و الذي صرح بوفون بأنه مثله الأعلى بحراسة المرمى" – جورج مبيدا صاحب الأسود أمام إيطاليا – إيمانويل كوندي- توبيفل أبيجا ) مع بعض العناصر المدعمة المحترفة بالخارج أمثال أنطوان بل حارس أفريكا سبور و الحارس التاريخي للمقاولون العرب و القائد روجير ميلا المحترف بصفوف باستيا الفرنسي.
في المقابل المنتخب المصري لم يضم أي لاعبا محترفا بالخارج وقتها بعد إعتزال أسامة خليل، و تركز أغلب القوام على لاعبي النادي الأهلي الحاصل على بطولة كأس أبطال أفريقيا (الخطيب- مصطفى عبده- ربيع ياسين- مجدي عبد الغني .. إلخ إلخ) و المقاولون العرب الحاصل على كأس الكؤوس و الزمالك الحاصل على وصافة درع الدوري وقتئذ.
فترة الفرنسي فيسنت مع المنتخب الكاميروني لم تتخط حاجز عام 1983، ليتولى بعده اليوغسلافي رادوفيتش و الذي لم يحقق نتائج مبهرة في الفترة بين 1982 و 1984، تلك الفترة التي شهدت عهداً جديدا للكرة المصرية مع المصري عبده صالح الوحش، و البداية مع منافسات ألعاب البحر المتوسط.
توافر الصدام.. البداية ودية.. الرسميات علامة مسجلة بتاريخ القارة.
في البداية لن نضع بالحسبان الاجتياز المصري لأسود الكاميرون في كأس أفريقيا للشباب من أجل الوصول لكأس العالم بأستراليا عام 1981، و التي شهدت بداية علو كعب النجم المصري "طاهر أبو زيد" الكاميرون بتسجيله هدف التعادل بقلب دوالا قبل الإنتصار بقلب القاهرة بهدفي القماش و طارق سليمان.
البداية عام 1983 حيث اتجه المصري عبده صالح الوحش بلاعبيه إلى الكاميرون بدوالا من أجل مقابلة الأسود لأول مرة في بلاد عرفت بغزارة المطر و انقطاع الكهرباء لفترة تطول عن 10 ساعات في اليوم وقتها.
أثر ذلك كثيراً على مجريات اللقاء الأول بين الفريقين بياوندي الذي انتهى وديا بفوز الأسود بهدفين دون مقابل، ثم أعقبه بثلاث أيام لقاء أخر بدوالا المديينة الأهدأ معقل الخصم الرئيسي لكانون ياوندي و انتهت بالتعادل بهدف لهدف.
قبل أن يتقدم السيد عبد الأحد جمال الدين وزير الشباب و الرياضة بالبدلة السافري اللبني عموم المشجعين بملعب القلعة الصناعية بمدينة المحلة، و يشهد الملعب إنتصاراً ثميناً هو الأكبر للفراعنة برباعية دون مقابل في مرمى الحارس البديل أنطوان بل.
البدايات الرسمية كانت ببطولة 1984، المقامة بكوت ديفوار، بطولة يدخلها المنتخب المصري منتشياً كأقوى مرشحيها للفوز مزودا بأفضل لاعب بالقارة محمود الخطيب و النجم الذهبي طاهر أبو زيد و نجوم الزمالك المنتشيين ببطولة الدوري و المقاولون العرب.
المنتخب في أولى مواجهاته الرسمية أمام الكاميرون، و بعد مرور 78 دقيقة، كفاح أمام نجوم أمثال المدافع القائد أبيجا، النجوم مفيدي وايبونجي والاسطورة روجيه ميلا.
كان اللقاء يتجه نحو التعادل السلبي العادل بين المنتخبين، إلا أن اللاعب رقم 12 في الفريق المصري الذي كتب علي الشاشة اسمه " سيد أبو " استفاد من ضربة حرة علي مسافة 30 مترا ليسدد كرة زاحفة سكنت مرمي الأسود في الدقيقة 76 لتخطف فوزا هاما للفريق المصري، اللاعب هو طاهر أبو زيد.
أكملت الكاميرون مشوار البطولة بالفوز في النهائي على نيجيريا، و تذوق أفضل جيل مصري في الثمانينات طعم الخروج المر أمام نيجيريا بركلات الحظ الترجيحية
و كُتب للمغامرة نهايتها أمام الجزائر في لقاء الترضية للثالث أو الرابع.
حدث تطورا كبيرا بعد ذلك أطاح بموازين القوى في المواجهات المصرية الكاميرونية لترجح كفتها ولو قليلاً نحو التكافؤ و الندية.
الأمر حدث بعد قدوم الفرنسي كلود لوروا من أجل تدريب الأسود الغير مروضة قادما من الإمارات بعد رحلة عربية قصيرة، و هذا من أجل تعويض إخفاقهم في الوصول لكأس العالم بالمكسيك لعام 1986، فيما رحل عن الفريق المصري مدربه عبده صالح الوحش، بعد نكسة التعادل أمام المغرب بالقاهرة ثم الخسارة بكازبلانكا و الإقصاء من أخر مرحلة من أجل المونديال.
إنطلاقة لوروا الشاب صاحب الثامنة و الثلاثين من عمره بدأت بمصر في كأس الأمم الأفريقية عام 1986، مشوار بدأه بمجموعة الأسكندرية و دمنهور أمام المغرب و الجزائر و زامبيا، التخطي كان سريعاً بانتصارين صعبين على المحاربين الخضر و الرصاصات النحاسية و التعادل أمام أسود الأطلس.
فيما كانت مصر المستضيفة تعاني أمام السنغال بهدف مفاجئ أربك تغييرات سميث بالتشكيل، ثم انتصارا صعب على كوت ديفوار أنهى به الفريق المصري مشواره مع الفانلة الحمراء التي تشائموا منها كثيراً بعد نكسة المغرب و رباعية إنجلترا بقلب القاهرة و خسارة السنغال.
ليلعب الفريق المصري بالقميص الأبيض، و الذي شهد تألقاً و إجادة أمام موزمبيق بهدفي طاهر أبو زيد ليعبر من أجل الدور الثاني لمقابلة المغرب و يتخطاه بهدف لن ينساه المصريين.
على ملعب القاهرة الدولي، مصر و الكاميرون مجددا وجها لوجه، تحت عزف النشيد الوطني و الحشود الغفيرة من الجماهير يتقدمهم الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، الحشود مكتملة بالغناء و الهتاف يتقدمهم المطرب محمد نوح برائعة (بلدي)، الأمر شهد 120 دقيقة من إحتراق الأعصاب، خوفاً من الكتيبة الكاميرونية بقيادة ميلا، فكانت أسود مستأنسة بالهجوم و لكنها برعت بالدفاع عن المناطق الخلفية.
الأمر تكلف تحكيم تونسي بقيادة علي بن ناصر، ليستبق بكارثة بملعب القاهرة قبل كارثة المكسيك و يد الرب و مارادونا.
إلغاء هدف صحيح لطاهر أبو زيد بداعي لمس الكرة بيده لا برأسه، الجمهور يهتف كثيراً للخطيب مرتدي الركبة طوال البطولة و معانياً من الأصابة، فتصدى القائم بتسديدة لا ترد منه.
تلاها تسديدة هائلة من مجدي عبد الغني بباطن القائم الأيسر لنكونو، يبدو إنه ليس يوم المصريين، كوندي و إيبوه و أندري كانابيك أغلقا كل المنافذ نحو المرمى، الأمر سيذهب للترجيح مجدداً.
المنتخب المصري يذهب لركلات الترجيح من نقطة الجزاء أمام بطل إفريقيا "الكاميرون" و على ملعبنا ووسط الجمهور، بظلال سابقة من الخروج أمام نيجيريا 84 و الجزائر 80 بركلات المعاناة.
سدد طارق يحيي الضربة الأولي لمصر بنجاح، وتلاه مجدي عبد الغني ، فيما أخفق مصطفي عبده، وعلي الفور كان مبيدا يهدر للكاميرون، بعدها سجل علاء ميهوب وعلي شحاته، وسجل لاعبو الكاميرون ليتعادل الفريقان 4-4.
وفي الضربة السادسة سجل أشرف قاسم فيما أخفق أندري كانا بيك لتخسر الأسود لقبها الأفريقي، ويرفع مصطفي عبده قائد المنتخب المصري كأس الأمم الأفريقية بعد غياب لمدة 27 عاماً.
لم يكتف المنتخب المصري باللقب، بل ضم الفريق المثالي للبطولة خمسة مصريين هم علي شحاتة وربيع ياسين ومجدي عبد الغني ومصطفي عبده وطاهر أبوزيد الذي فاز بالحذاء الفضي كثاني الهدافين بعد الكاميروني روجيه ميلا أحسن لاعب بالبطولة.
المغرب 1988 .. الأسود تزأر أخيراً أمام الفراعنة.
بملعب مولاي عبد الله بالرباط، لوروا يسعى للثأر من مصر بخسارة الكأس، في تصريح خاص للأونز الفرنسية أكد قبل إجراء القرعة بأنه يتمنى أن يصل للنهائي مجددا و يقابل مصر خصيصاً، و لكن القرعة لم تمهله، فأوقعت معه مصر و نيجيريا و كينيا.
سبق هذا التصريح، خروج الكاميرون من نصف نهائي دورة الألعاب الأفريقية بكينيا عام 1987 أمام مصر، بنفس سيناريو ركلات الترجيح.
و لكن أختلف هذه المرة بأن التعادل كان إيجابياً، لذا كان لزاماً على لوروا التفوق هذه المرة، و خاصة أن مستقبله مع الإتحاد الكاميروني على كف عفريت مع سماع أنباء الوقوع في براثن تونس و في طريق المغرب من أجل الوصول لكأس العالم 1990.
المبادرة أتت سريعة بهدف من روجير ميلا بعد مرور خمس دقائق من المباراة وسط مباراة سيئة من نجوم المنتخب بقيادة أحمد رفعت، ليخسر المنتخب أولى مبارياته، ثم نفوز على كينيا بثلاثية و التعادل مع نيجيريا دون أهداف لنحتل المركز الثالث بالتساوي مع نيجيريا و لكن بفارق هدف لصالحها.
بعد البطولة تولى محمود الجوهري زمام المنتخب و رحل لوروا بمفاجأة عن الكاميرون رغم فوزه بالبطولة، ليتولى بديلاً عنه الروسي فاليري نيبومنياساتشي.
المنتخبان تأهلا لكأس العالم 1990، ليكونا مصدر رياح التغيير التي هبت على إيطاليا.
مصطلح سياسي عبر عن تدفق نتائج دول العالم الثالث عبر عنه ببراعة المعلق الرياضي محمود بكر ليستخدمه مرتين الأولى في ارتقاء أومام بيك و تحليقه بهدف في مرمى الأرجنتين بطلة 1986، و كذلك في هدف مجدي عبد الغني من ركلة جزاء هولندا على ملعب باليرمو.
التسعينات .. استراحة محارب
لم تشهد فترة التسعينيات مباريات ودية أو رسمية كثيرا بين المنتخبين، و لكن من ينسى إن مصر كانت على موعد لتأكيد التأهل و الوصول للمرحلة النهائية أمام الكاميرون و غينيا عام 1993 من أجل الوصول لكأس العالم أمريكا 1994.
و لكن حرمتنا قصة الطوبة و نقل المباراة لليون و فرصة مجدي طلبة من إدراك ذلك الدور.
لقاء شهد تعادلا سلبيا فقط بدون أهداف بالقاهرة عام 1994 بحضور ميلا و مقابلة الخطيب تحت قيادة هنري ميشيل، الأمر يستدعي معتركاً أفريقيا جديدا، فلا يوجد أفضل من كأس الأمم.
المنتخب المصري بجيل ناشئ يقوده الهولندي كرول نجم أياكس سابقاً و أحد علامات الطواحين الهولندية، بقيادة الخبرات مثل أحمد الكاس و إسماعيل يوسف و هاني رمزي و مجدي طلبة كأخر ما تبقى من جيل إنجاز مونديال 90.
و نجوم الكرة بمصر أمثال هادي خشبة، ياسر ريان، نادر السيد، فوزي جمال و سمير كمونة و ياسر رضوان ... ثم أبرز نجوم ذهبية الألعاب الأفريقية بمعقل زيمبابوي عام 1995 مثل (حازم إمام – عبد الستار صبري – علي ماهر- محمد عمارة).
وقعت مصر في المجموعة الأولى مع البلد المستضيف جنوب أفريقيا و الكاميرون و أنجولا.
و كان الجيل الكاميروني في مرحلة إحلال و تجديد بعد إنقضاء عهد عواجيز الماضي بخسارة السداسية أمام روسيا في أخر مباريات كأس العالم 1994.
و بدأ في الظهور جيل وسط سيأخذ الراية بقيادة ألفونس تشامي المحترف في بوكا جونيور الأرجنتيني مع القائد أومام بيك، و ظهور نواة جيل تاريخي للكاميرون مثل ريجبور سونج المحترف في ميتز ذو ال 19 ربيعا، و أصغر لاعب في تاريخ البطولة بيير وومي لاعب كانون ياوندي ذو ال 16 سنة، و مارك فيفيان فوي.
خسرت الكاميرون أمام جنوب أفريقيا المستضيفة بثلاثية نظيفة، و ردت مصر بالفوز على أنجولا بهدفين لهدف.
وفي لقاءنا بالأسود، قدمت مصر عرضاً يصنف بأنه أفضل عروض مصر بأمم أفريقيا تحت نظر الحكم كيم لي سونج بمدينة جوهانسبرج، بدأت الفنون الكروية بقيادة عبد الستار صبري و حازم إمام، تسديدات هادي خشبة تخطئ بجوار القائم، و تلاعب من أحمد الكاس بالدفاع و يهدر بغرابة.
إلى أن أتى العقاب الكاميروني بركلة جزاء على فوزي جمال، ليترجمها أومام بيك بنجاح داخل المرمى المصري قبل نهاية الشوط الأول بعشر دقائق.
استمر أحمد الكاس في إضاعة حفنة من الأهداف، و في بداية الشوط الثاني تتعادل مصر بهدف من تسديدة لحازم إمام يتابعها علي ماهر بخطأ واضح على حارس المرمى و لكن الحكم يختسبها هدف لصالح مصر.
السيرك المصري مازال منصوباً مع كرة ترتد من العارضة من حازم إمام، قبل أن ينفرد ألفونس تشامي بنادر السيد و يضع الكرة بين قدميه، لتخسر مصر مباراة غير مستحقة أمام الكاميرون مجدداً.
و بدون الدخول في الحسابات المصرية الشهيرة، مصر تفوز على البلد المستضيفة جنوب أفريقيا 1-0 من جملة رائعة بين الكاس و حازم، و الكاميرون تغرق في تعادل مع أنجولا، لتكون مصر سببا غير مباشر في إقصاء الكاميرون من بطولة الأمم 1996.
و منذ تلك الفترة بدأت لقاءات مصر و الكاميرون تأخذ محنى خاصا .. يُتبع.
المصدر: Ahmed Mostafa Archieves


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.