لم يكن يعلم علاء ميهوب النجم السابق للنادي الأهلي في الثمانينات أنه سيكون صاحب هدف الترجيح في أول انتصار خارجي لناديه على الإطلاق بدوري أبطال أفريقيا ، وذلك بنتيجة 2-1 على حساب ديناموز هراري بطل زيمبابوي بالدور الثاني من بطولة عام 1983. كان ميهوب "قنبلة" أهلاوية جديدة في الحادية والعشرين من عمره آنذاك ، والآن في ربيعه الرابع والأربعين يعلم مسبقاً - كأحد أفراد الجهاز الفني الحالي للشباطين الحمر - أنه ربما سيتحتم على فريقه تحقيق انتصار خارجي أخر ، قد يهدي الفريق المصري لقبه الخامس بدوري أبطال أفريقيا ، عندما يلاقي مضيفه الصفاقسي التونسي في إياب نهائي بطولة عام 2006. ميهوب ربما يعلم أيضاً أن الأهلي لن يواجه فقط فريقاً تونسياًَ طموحاً بالحادي عشر من نوفمبر الحالي ، أو تداعيات تعادل إيجابي محرج على أرضه بمباراة الذهاب قبل عشرة أيام ، ولكنه في الحقيقة سيكون في مواجهة مع "كوابيسه وشياطينه" الخاصة طوال تاريخه بدوري أبطال أفريقياً ، إنه "كابوس" اللعب خارج الأرض .. كابوس حقيقي بالنسبة لفريق لم يفز سوى في نحو 17% من مبارياته خارج أرضه بدوري أبطال أفريقيا ، فيما تشكل هزائمه خارج الحدود 87% من مجموع الهزائم التي تلقاها خلال 30 عاماً من البطولة الأفريقية المرموقة. رصيد الأهلي خارج أرضه خلال 17 مشاركة بدوري أبطال أفريقيا يعكس تراثاً مصرياً هزيلاً بهذه النوعية من المواجهات ، يخبرنا أن من بين كل عشرة مباريات تخوضها الأندية المصرية خارج أرضها بدوري الأبطال لا تتجاوز احتمالات فوزها حاجز المباراتين (نحو 91 % من الهزائم المصرية بالبطولة كانت خارج الحدود) ، وهو ما يعني أن الفرق المصرية يمكنها خوض ما يعادل بطولة ونصف البطولة بانتصار وحيد خارج أرضها - هذا في حال وصولها إلى المباراة النهائية لتلك البطولة. وثائق الاتحاد الأفريقي للعبة تقول إن كابوس الأهلي مع المباريات الخارجية بدأ منذ اللحظة الأولى لمشواره بدوري الأبطال عام 1976 باستقبال ثلاثية في شباكه أمام المولودية الجزائري ، واستغرق الأمر سبع سنوات إضافية و12 مباراة أخرى خارج الأرض حتى يتمكن من الفوز في النهاية على ديناموز هراري عام 1983. وفي الوقت الذي تلقى فيه الأهلي ست هزائم خارجية ، كان الأهلي يفوز في 16 مباراة متتالية على أرضه ، هي كل رصيده من مباريات البطولة خلال نفس الفترة الزمنية (1976-1983).
حالة "الحنان" التي تعيشها الأندية المصرية بالوطن استمرت مع الأهلي سبع سنوات كاملة ، حتى وقع الشياطين في فخ التعادل للمرة الأولى على يد أشانتي كوتوكو الغاني بذهاب نهائي بطولة 1983 ، وهي المباراة التي أطاحت بأحلام الأهلي في الاحتفاظ باللقب آنذاك قبل الخسارة - التي كانت منتظرة - "خارج الأرض" في كوماسي بهدف نظيف. في الوقت الذي فاز فيه الأهلي ببطولتين كاملتين دون أن يحقق نصراً خارجياً واحداً عامي 1982 و 1987 ، كان ذلك "السحر القاهري" يشكل تناقضاً صارخاً مع رصيده الخارجي ، بنجاحه في إرباك المنافسين بعد ذلك التاريخ بنحو 18 عاماً كاملة ، لم يعرف الأهلي خلالها الهزيمة حتى سقوطه أمام الرجاء البيضاوي المغربي في دور المجموعات من بطولة 1999 ، وهو ما تكرر ثلاث مرات إضافية في مناسبات "غريبة" أمام جان دارك السنغالي ، بترو أتلتيكو الأنجولي ، الهلال السوداني. أرقام الأهلي المقلقة خارج أرضه تمتد إلى رصيد الأهداف التي أحرزها خارج الحدود ، بمعدل 0.82 هدف في المباراة ، وهو أقل مما يحتاجه حامل اللقب أربع مرات من قبل على أقل تقدير في صفاقس ، إلا أن الشياطين يملكون مؤشراً إيجابياً بشأن "حنينهم إلى الوطن" يتمثل في أن المشاركات الخمس الأخيرة بالبطولة عرفت إحراز الأهلي ل28 هدفاً خارج الأرض ، وهو ما يفوق بهدف ما أحرزه الأهلي خارج الأرض في 11 مشاركة سابقة خلال الفترة بين 1976 و1999. رفاق محمد أبو تريكة بحاجة إلى تخطي رقم آخر في الحادي عشر من نوفمبر ، وهو معدل 1.1 هدف في الشباك الحمراء بالمباراة الواحدة ، مجسداً حقيقة أن 72% من الأهداف التي دخلت مرمى الأهلي في دوري الأبطال كانت خارج قواعده ، كما أن نحو 44 % من ذلك الرصيد استقبله الأهلي في السنوات الخمس الأخيرة فقط. ربما يشكل "تراث" الأهلي خارج القواعد عاملاً محبطاً في نظر البعض ، إلا أن رصيد لاعبيه يحتوي على مجموعة من الحقائق المثلجة للصدور خاصة خلال السنوات الخمس الأخيرة ، فالأهلي نجح في تجنب الخسارة في 58% من مبارياته خارج الأرض طوال الأعوام الثلاثين الماضية ، إلى جانب أن نحو 30% من انتصاراته خارج الأرض على الإطلاق تحققت خلال بطولة 2005 والبطولة الحالية ، كما أن ما يقرب من 66% من التعادلات التي حققها الأهلي خارج أرضه طوال تاريخه في البطولة كانت تعادلات إيجابية ، وهو ما سيحتاج ال