بالطبع قرأت وشاهدت العديد من المتابعين يتحدثون عن تحركات ظهيري الجنب في فريق مانشستر سيتي مع بيب جوارديولا وسألت نفسك لماذا كل هذا، وتابعت أزمة الحارس جو هارت ورفض المدير الفني الإسباني الاعتماد عليه لعدم قدرته على التمرير بشكل جيد. أيضا لاحظت محليا الأخطاء التي ارتكبها حسام غالي في مباراتي حرس الحدود والمصري في الدوري المصري الموسم الماضي - حيث كان يعود غالي للخلف بين قلبي الدفاع للخروج بالكرة- إحداهما تسببت في هدف والأخرى في طرده بعد ارتكابه خطأ. ومع انطلاقة الموسم الجديد في الدوريات الكبرى باستثناء البوندسليجا والذي سينطلق نهاية الأسبوع الجاري يحاول FilGoal.com أن نوضح الصورة اكثر أمامك لتشاهد كرة القدم الحديثة بوعي كبير سيزيد من استمتاعك بكل تأكيد. إن كنت تريد تشييد مبنى قوي فعليك الاهتمام أولا بالقاعدة، وفي كرة القدم إن أردت أن تبني الهجمة بشكل جيد فعليك الاهتمام أولا بقدرات حارسك وخط دفاعك على التمرير للخروج من الخلف، وبالفعل هُناك العديد من الطرق للخروج بالكرة من الخلف: 1- استخدام أحد ظهيري الجنب فقط بهذا الشكل، اللاعب (3) ينطلق بينما ينضم (2) للعمق للتغطية. 2- هي طريقة ابتكرها مدير فني سميت على اسمه وهي طريقة لافولبي للبناء، حيث يسقط الارتكاز المدافع (6) بين قلبي الدفاع (4)،(5) ويتقدم الظهيرين للأمام، ويبقى الخيار بالتمرير لأحد الثلاثي قلبي الدفاع أو الارتكاز المدافع. 3- للوهلة الأولى تشعر أنها نفس الحالة السابقة ولكن الأمر مختلف، هُنا يرتد لاعب الارتكاز (6) جهة اليسار/اليمين ويتقدم قلب الدفاع (4) مكانه. 4- هُنا يظل كل لاعب في مكانه ولكن يتحرك أحد قلبي الدفاع ليصبح ظهيرا (5) ويتقدم الظهير في تلك الجبهة للأمام (2) ويبقى الظهير الآخر في مكانه(3) فيما يقوم قلب الدفاع الآخر بالتمركز وكأنه ليبرو (4). 5- ولكن ماذا لو ضغط الخصم على الثلاثي الخلفي لك (قلبي الدفاع والارتكاز المدافع) ؟ هُنا يتم التمرير مباشرة لأحد الظهيرين (2)،(3). 6- طريقة بيب جوارديولا والتي تعتمد الظهير الوهمي، شاهد الظهيرين (2)،(3) في عمق الملعب يوقران فرص أكبر للتمرير والخروج بالكرة. 7- نفس الحالة السابقة مع اختلاف ضغط الخصم حيث يضغط هنا فقط بثنائي فيقوم الحارس بالتمرير أولا ل(6) أو (5) ثم يقوم اللاعب بالتمرير للظهير الوهمي المتواجد في العمق. 8- عملية خداع رائعة حيث يقوم ثنائي الارتكاز بالتدوير أو تبادل المراكز حيث يتقدم اللاعب (6) ويتراجع معه لاعب الخصم فيما يرتد الارتكاز الآخر (8) ويتسلم الكرة بكل حرية. 9- هذه الحالة بدأت الظهور فقط في يورو 2016 الأخيرة حيث كان يضغط الخصم على الفريق الذي يحاول البناء من الخلف بعدد كافي من اللاعبين فيشير الحارس لهم بالتقدم ويرتد معهم لاعبو الخصم الموكلون بالضغط، فيما يعود الثنائي المتقدم ظهيرا الجنب (2)،(3). 10- هُنا نفس الحالة السابقة ولكن يظل لاعبو الخصم في حالة ضغط على الظهيرين الذين ارتدا للخلف فينطلق قلبي الدفاع (4)،(5) كل منهم أمام الظهير الذي يجاوره وكأنه أصبح جناحا لذا سُميت قلب الدفاع الجناح. الآن أنت تتعجب فكل هذه الحالات لعدد محدد من لاعبي كلا الفريقين وهذا لن يحدث في المباراة، إذا سنوسع الدائرة ونوضح العملية كاملة بداية من تمريرة الحارس حتى الوصول إلى مرمى الخصم. هُنا الحارس أمامه خيارات متعددة للتمرير بداية من (4)،(5)،(6). نعتبره مررها لقلب الدفاع (5)، فيتقدم (6) لمكانه الطبيعي في الوسط، وبالتالي يميل (8) جهة تواجد الكرة لتوفير حل للتمرير لزميله، بالتالي يصبح امامه حلين للتمرير وهما (2)، (8). مع انضمام (2) للعمق ومعه الجناح الآخر (10) من الخصم فيفتح زاوية تمرير في المساحة بين الوسط والدفاع للخصم. وتصبح حالة هجومية خطيرة للغاية. نعود مجددا لحالة أخرى عكس السابقة إذا ضغط الخصم من الامام بثلاثي وأغلق أمامك حلول التمرير لهم ماذ تفعل؟ الآن سيتوجب عليك التمرير لأحد الظهيرين إما (2) أو (3) وتصبح في حالة هجومية رائعة 7 من لاعبيك أمام 7 من لاعبي الخصم في وسط ملعبهم. نعود مرة أخرى لحالة أخرى حيث يضغط الخصم بثلاثي من الأمام وثلاثي في الوسط ليغلق أمامك التمرير للظهيرين والارتكاز الآخر الخاص بك (2)،(3)،(8). هُنا أخطأ الخصم لأنه فرّغ عمق ملعبه فسيكون أمامك التمريرة المباشرة للاعب خلف المهاجم أو المهاجم الثاني (10) حسبما تلعب وتصبح في حالة هجومية خطيرة للغاية أيضا. حيث يتسلم (10) الكرة فينطلق المهاجم (9) في المساحة خلفه لينفرد ويسجل بعد تمريرة (10) له وبالتالي من المستحيل أن يغلق عليك الخصم التمرير للظهيرين وقلبي الدفاع معا. لا تختصر هذه الطرق في بيب جوارديولا أو مدير فني معين فهنالك سباليتي مع روما وأليجري مع اليوفي وزيدان مع الريال وكلوب مع ليفربول وتوخيل مع دورتموند وكونتي مع إيطاليا ويوفنتوس سابقا طبق كل منهم إحدى هذه الطرق ونجحت وأحرز منها فرقهم أهدافا. ومازالت هُنالك ثورات وتجارب جديدة تُطبق في كرة القدم ولكن مع اقترابها لكمال وعلاج كافة عيوبها ستصبح مرجع وطريقة يتدرب عليها اللاعبون لتطبيق فلسفة مديرهم الفني أبرزهم خورخي سامباولي المهووس بالهجوم مع فريق إشبيلية يُطبق طريقة مختلفة تماما عن كل سبق ولكنه لم ينجح بعد.