بالتأكيد ما يدور في عقل الجهاز الفني للفراعنة بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر هو العودة بنتيجة إيجابية من نيجيريا. إن لم نستطع خطف الثلاث نقاط فلابد من العودة بنقطة على الأقل. فالخطوة الأولى والأهم في تفكير الجهاز الفني هو الحفاظ على نظافة الشباك. وكي تحافظ على شباكك نظيفة أمام نيجيريا عليك التعرف على أساليب النسور الهجومية وأهم مواطن القوة. فمدير فني جديد للفريق لن يظهر تأثيره وبصمته على الفريق منذ المباراة الأولى، لذا يستعرض FilGoal.com متابعات لأخر مباراة رسمية للنسور في 17 نوفمبر الماضي مع بعض الأهداف في مباريات سابقة للفريق اتضحت الرؤية نسبيًا. التشكيل قد يبدأ كوبر بطريقة 4-3-3 بتواجد الشناوي أمامه الرباعي جابر-ربيعة-حجازي-رحيل ثم طارق حامد ويمينًا النني ويسارًا غالي ثم الثلاثي محمد صلاح ورمضان صبحي وأحمد حسن كوكا. أما سياسيا فقد يبدأ بطريقة 4-2-3-1 كارل إيكيمي في حراسة المرمى أمامه الرباعي عبد الله شيهو يمينًا وإلديرسون يسارًا وأوبوابونا وإيفي أمبروسي قلبي دفاع. ثم يأتي الثنائي أونازي وميكيل في الوسط خلف الرباعي أحمد موسى وسيمون موسيس وفيكتور موسيس(إن كان قد تعافى من الإصابة) وإيجالو. أساليب هجوم نيجيريا النسور تعتمد دائمًا على التمرير وبناء الهجمة من الخلف ثم إرسال التمريرات الطولية في عمق الدفاع ليتعامل معها ثنائي دائمًا ما يكون إيجالو أحدهما في ظل إجادته التعامل مع الكرات العالية بهذا الشكل. وبالتالي حال قيامك بالضغط العالي عليك مراعاة تواجد خماسي على الأقل في الخط الدفاعي ظهيرين مع سيمون وموسى وثلاثي مع إيجالو وفيكتور وهذا دور طارق حامد أمام ربيعة وحجازي. كذلك يُجيد إيجالو التحركات للخارج على الطرفين وهنا يقرر موسى وسيمون اختراق العمق في المساحة خلف المدافع الذي خرج خلف إيجالو والثلاثي يملك السرعات والمهارات الكافية لتنفيذ تلك التحركات بشكل نموذجي. في حين قيام لاعبي الثلث الهجومي كثيرًا بالانضمام للعمق لعمل كثافة عددية في منطقة الجزاء وكذلك لخلق مساحات للظهيرين للتقدم وعمل العرضيات. وفي هذه الحالة يتضح الانتشار الهجومي للفريق النيجيري ثنائي الارتكاز يميلان خلف الجبهة التي بها الكرة، والظهيران يفتحا الملعب على مصراعيه عرضيًا ورباعي الهجوم أمام منطقة الجزاء. تعودنا على تواجد الجناحين دائمًا على الخطوط وحينما تخترق العمق للداخل تخترق منطقة الجزاء بجوار المهاجم. أما في نيجيريا يقوم أحمد موسى الظهير العكسي في حالة تواجد الكرة في الجبهة الأخرى بالانضمام لعمق الملعب خلف المهاجم بدون رقابة. فالظهير لا يمكنه ترك مركزه الخلفي وهو ما يتيح لزملائه فرصًا للتمرير والتخلص من ضغط الخصم ومن ثم اختراق الدفاع من العمق بعمل تمريرات ثنائية بينه وبين إيجالو. ليس هذا فقط هو ما يقوم به الجناح العكسي في حال تواجد الهجمة في الجبهة الأخرى بل يقوم بالتحرك لداخل المنطقة في المساحة مابين خط الدفاع والوسط للخصم مع تحرك المهاجم للأمام وسرقة أنظار خط الدفاع بالكامل ليترك خلفه الجناح بلا رقابة وكثيرًا ما طبقوها. وأختص بالحديث لاعب الوسط أونازي لاعب لاتسيو الإيطالي عقل الفريق المفكر الذي يربط بين خطي الدفاع والهجوم، صاحب الرؤية الجيدة بتمريراته الطولية الرائعة خلف مدافعي الخصم وتصويباته القوية. كذلك هو صاحب أدوار دفاعية كبيرة بالتغطية خلف الظهير الأيمن عبد الله شيهو أحد أهم مفاتيح اللعب هجوميًا لذا تظهر دائمًا المساحات خلفه ولكن دائمًا ما يكون أونازي حاضرًا. ومع هذا الكم من اللاعبين أصحاب القدرات الخصاة هجوميًا إلا أن الفريق يحرز غالبية اهدافه عن طريق الكرات الثابتة التي يجيد تنفيذها سيمون. وكذلك قلب الدفاع أمبروسي الذي يجيد التعامل مع الكرات العرضية ويتقدم دائمًا وكان قد أحرز هدفًا في الكاميرون بعد ارتقائه أعلى من الحارس وهدفًا في سوازيلاند في التصفيات المؤهلة لكأس العالم2018. نفس السلاح كي تضرب نيجيريا دفاعيًا عليك استغلال بعض التفاصيل البسيطة ففي الكرات الثابتة وبنفس سلاحهم عليك استغلال تقدم ربيعة وحجازي وغالي مع كوكا خاصة في ظل ارتداد إيجالو وموسى للرقابة وهما لا يجيدان ذلك ويتخاذلان في التراجع من اللاعب إذا أرسلت الكرة على الزاوية البعيدة غالبًا سيكون لاعبك بلا رقابة. أيضًا حال امتلاك رمضان صبحي تحديدًا للكرة عليه المراوغة والتوغل لداخل الملعب فهنا سيربك حسابات النسور دفاعيًا ومن الممكن أن نحرز على طريقة الكونجو الديقراطية منذ أشهر قليلة في مرمى النسور. ولابد أيضًا في حالة امتلاك صلاح الكرة أن يتمركز رمضان على طريقة موسى خلف ثنائي الارتكاز المكلفان بالضغط على غالي والنني والعكس بالنسبة لصلاح حال امتلاك رمضان الكرة أيضًا. أما عن التنظيم الدفاعي للفريق النيجيري في حال امتلاك الفراعنة للكرة ومحاولة بناء هجمة منظمة من أحد الطرفين فيميل قلبي الدفاع وثنائي الارتكاز مع الظهير والجناح في تلك الجبهة ويبقى الظهير العكسي فيبقي مشتتًا بين رقابة الجناح أو الانضمام للعمق لغلق المساحات بينه وبين قلب الدفاع. وما بين هذا وذاك أنت تستطيع الاختراق سواء بتغيير وجهة اللعب للجناح العكسي رمضان صبحي في هذه الحالة لو انضم الظهير للعمق، أما إذا بقي هناك فلابد من انطلاق غالي او النني هنا واختراق الدفاع بكل سهولة. ربما هي تفاصيل بسيطة بالنسبة للبعض ولكن كثيرًا ما تحسم تلك المواجهات الكبيرة بعض التفاصيل الضئيلة للغاية.