إن كنت من متابعي برشلونة في الفترة الأخيرة تحديدا، فمن المؤكد انك تلاحظ تدهور الحالة الفنية للثنائي ليونيل ميسي النجم الأرجنتيني الكبير ونيمار البرازيلي الفنان، لكن ومع ذلك ستجد ميسي دائما هو رجل المباراة رغم ابتعاده عن مستواه أما نيمار فتنهال عليه الانتقادات من كل حدب وصوب..لماذا؟ الإجابة عند محمد إبراهيم نجم فريق الزمالك الذي استحق لقب رجل المباراة أمام غزل المحلة لنُسلط عليه الضوء من خلال هذا التقرير. كشاف في الجول تحليل بالصور يقدمه FilGoal.com عقب كل مباراة لأبرز اللاعبين ليس على صعيد الإحصائيات الرقمية، ولكن استنادا إلى تواجد اللاعب ضمن حالات مؤثرة خلال المباراة على المستويين الدفاعي والهجومي. اللاعب المهاري تحديدا حينما يبتعد عن مستواه في بعض الأحيان عليه أن يلتزم بأسلوب اللعب السهل الممتنع، تمرير سريع، اقتراب من أماكن تواجد الكرة وطلبها دائما، حل العديد من المشاكل داخل أرض الملعب حينما تتأزم المواقف على حامل الكرة، هنا يظهر دوره ليقترب ويطلب الكرة وهذا بالفعل ما يفعله ميسي وعكس ما يفعله نيمار تماما. محمد إبراهيم خلال الفترة الأخيرة يُحاول العودة بكل قوة، يبحث عن ذاته ولكنه دائما مُحاط بواجبات لاعب الجناح الأيسر الدفاعية قبل الهجومية فيزداد الأمر صعوبة، رغم إجادته الدفاعية في بعض الأحيان. في مباراة السبت أمام غزل المحلة قدّم اللاعب لوحة مهارية سهلة ممتنعة، هل شاهدت الهدف الاول للزمالك؟ إبراهيم يتمركز بين خطوط المحلة"خطي الوسط والدفاع" ليتسلم الكرة ويقوم بالدوران ثم التمرير في العمق لمايوكا ليحرز الهدف. تكرر الأمر في نهاية الشوط الثاني وبنفس التمريرة ولكن لباسم مرسي الذي أخطأ التعامل معها. الامر ذاته تكرر في العديد من الهجمات، شاهد هُنا أيضا نفس التمركز من اللاعب بين خطي الدفاع والوسط لفريق المحلة. وهُنا تمريرة بوجه القدم الخارجي يضرب بها ضغط خماسي المحلة ويخرجهم عن اللعب تماما وتكتمل الهجمة وكادت أن تصبح هدفا لولا وقوع مايوكا في التسلل. وهنا تكرر الأمر استلام ثم دوران وتمرير سريع جهة اليسار وكادت ان تصبح هدفا لولا رعونة كهربا في التعامل مع الكرة. إبراهيم حتى حينما كان يراوغ في بعض الحالات القليلة كان إما أن يحصل على خطأ، أو يقوم بالتمرير بعد المراوغة مباشرة وخاصة على الأطراف، فهنا مرر الكرة للحمودي وانطلق في العمق وأنهى الهجمة بتسديدة ضعيفة. وهنا قام بالمراوغة للتخلص من الضغط أولا ثم التمرير للجهة اليسرى وعمل هجمة مرتدة رائعة. أما على جانب التحركات فكان اللاعب ملتزم ومنضبط تكتيكيا بشكل كبير، فحينما يسقط الجناح للخلف لاستلام الكرة كان ينطلق في تلك المساحة خلف الظهير الذي تقدم مع جناح الزمالك. وحينما يخرج مايوكا لأحد الأطراف او يسقط للخلف كانت مهمة إبراهيم هي الانطلاق في العمق الهجومي في ظ تواجد كهربا وحمودي أيضا على الأطراف. أما عن نقل الكرة من الخلف للأمام، فقد قام إبراهيم بدور مزدوج في هذا الشأن، البداية كانت بالسقوط للخلف بجوار قلبي الدفاع لمساعدتهما على الخروج بالكرة. وإيجاد الحلول للظهيرين في حالة الضغط عليهما. والدور الثاني هو حينما يفقد الزمالك الكرة لا يقف إبراهيم مُتكاسلا بل يقوم بدوره بالتغطية خلف الظهير المُتقدم في حالة البناء من خط الدفاع. وبمناسبة الحديث عن تلك التغطية، فقد قدم إبراهيم دورا دفاعيا رائعا في الضغط على مدافعي المحلة وكذلك لاعبي الوسط الدفاعي لهم. كما قام بدور رائع في إحدى الهجمات المُرتدة على الزمالك تؤكد الروح القتالية للاعب ورغبته في العودة لمكانته الطبيعية في الفريق، هنا حامد يضغط في اليمين وتوفيق كان في اليسار فقام محمد إبراهيم بالتغطية في عمق الملعب خلفهما. منذ أن صعد اللاعب من قطاع الناشئين وشارك مع الفريق الأول لم يظهر اللاعب بهذا الكم القليل من محاولات مراوغة الخصم، وهذا ما يؤكد خبرات اللاعب ونضجه ليعود مُجددا.