لن يمر موسم مانشستر يونايتد دون مكاسب، حتى مع توديع الفريق لدوري أبطال أوروبا واحتلاله المركز الخامس في جدول الدوري حتى الآن. فالمدرب الهولندي لويس فان جال كعادته يبرز في تصعيد الناشئين وإعطائهم الفرصة مثلما فعل مع جيل أياكس الذهبي ومثلما أخرج للعالم توماس مولر لاعب بايرن ميونيخ. لمسة فان جال مع الشباب نعود بالزمن للعام 95 حينما توج أياكس بدوري أبطال أوروبا بفضل لاعبين صغار وثق فيهم المدرب لويس فان جال وقتها ولم يخذلوه. أحد هؤلاء الصغار كان المهاجم ذو ال18 عاما وقتها باتريك كلويفرت والذي حجز مكانا أساسيا فور تصعيده من قطاع الناشئين ليلعب هذا الموسم 36 لقاء سجل خلالهم 21 هدفا ربما أغلاهم هدف الفوز على ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا. نتقدم بالزمن قليلا لعامي 99 و2000، لويس فان جال يتولى منصب المدير الفني لبرشلونة ويقرر تصعيد مجموعة من شباب أكاديمية لاماسيا كعادته، من ضمن هذه الأسماء مدافع كثيف الشعر يدعى كارليس بويول ولاعب قصير ونحيل يدعى تشابي هيرنانديز يلعب في خط المنتصف. البلوجرانا وقتها كان مدججا بالنجوم الهولندية وعلى رأسهم باتريك كلويفرت والتوأم فرانك ورونالد دي بور ومارك أوفر مارس وبودوين زيندين ومايكل ريزيجر. بالإضافة للثنائي الإسباني لويس إنريكي وبيب جوارديولا والبرازيلي ريفالدو، توقع الجميع أن يصبح بويول وشابي لاعبي مداورة لكن فان جال كالعادة ووسط هذه الكوكبة من النجوم زج بهما أساسيين. شابي لعب 24 لقاء عام 99 وسجل هدفين و34 لقاءا عام 2000 كان أساسيا في 20 منهم وسجل هدفا واحدا لكننا نعرف أن تأثير شابي الأكبر هو في السيطرة على منتصف الملعب وليس التسجيل أو صناعة الأهداف. بينما شارك بويول في 32 لقاءا عام 2000 كان أساسيا في 25 منهم، والباقي مجرد تاريخ فالثنائي أكمل ليتوج بكل البطولات الممكنة وقادا برشلونة في جيله الذهبي. نقفز بالزمن للعام 2010، بايرن ميونيخ يملك ترسانة هجومية مدججة بأسماء ثقيلة مثل ماريو جميز والهداف ميروسلاف كلوزة وإيفيكا أوليتش. لكن يقرر المدرب لويس فان جال وقتها الاعتماد على لاعب شاب يبلغ من العمر 18 عاما يدعى توماس مولر. ظهر في 4 مباريات الموسم الذي سبقه كبديل وظن الجميع أنه سيرحل على سبيل الإعارة لفريق من فرق الوسط في البوندزليجا ليفاجئهم المدرب الهولندي بإشراكه أساسيا في كل مباريات الدوري ودوري أبطال أوروبا. والنتيجة؟ بايرن يتوج بالثنائية المحلية ويصعد لنهائي دوري أبطال أوروبا ليخسره فقط أما الرجل الاستثنائي جوزيه مورينيو وإنتر ميلان بطل الثلاثية التاريخية. ما دور مولر في تتويج بايرن؟ 19 هدفا و16 تمريرة حاسمة في 52 لقاء في سن الثامنة عشر قدمت للعالم توماس مولر بشكل ولا أفضل ومن وقتها حتى الآن أداؤه ثابت وأصبح أحد -إن لم يكن- أبرز نجوم الفريق البافاري. فان جال ومانشستر يونايتد نعود لمانشستر يونايتد، أحد مكاسب هذا الموسم هو المهاجم الواعد ماركوس راشفورد. اللاعب صاحب ال18 عاما ظهر فجأة في تشكيلة الفريق بعد إصابة القائد واين روني منتصف فبراير الماضي، ليشارك ضد ميتيولاند ويسجل هدفين في ظهوره الأوروبي الأول بقميص النادي. ثم واصل تألقه وسجل هدفين في مرمى أرسنال في مباراته الأولى في الدوري الإنجليزي ليحسم كلاسيكو إنجلترا المشتعل. واستمر راشفورد أساسيا فاستمرت الأهداف وجميعها كانت حاسمة، فسجل ضد مانشستر سيتي هدف المباراة الوحيد ليحسم الديربي، ثم سجل هدف الفوز أمام أستون فيلا وأكد هبوطه رسميا ليعود الفريق سريعا بعد هزيمة توتنام القاسية. وسجل الهدف الأول أمام وست هام وفاز يونايتد وصعد لنصف نهائي كأس إنجلترا ليحافظ على فرصه بالظفر ببطولة في نهاية الموسم. راشفورد هذا الموسم لعب 12 لقاء سجل فيهم 7 أهداف بمعدل 0.58% هدف في المباراة الواحدة. وهو صاحب ثاني أكبر عدد أهداف سجله مهاجم إنجليزي منذ ظهوره الأول في 25 فبراير. (جايمي فاردي سجل 5، أندي كارول 5، دانييل ستوريدج 4، داني ويلبيك 3) متأخرا بفارق هدف فقط عن هاري كاين الذي سجل 8 أهداف. كما أن مانشستر لم يخسر أي لقاء سجل فيه راشفورد، نسبة الفوز عندما يسجل الشاب الإنجليزي هي 100%. تألق راشفورد دفع مدرب المنتخب الإنجليزي روي هودجسون لفتح الباب أمامه لدخول قائمة المنتخب الإنجليزي في يورو 2016 بعدما أبدى إعجابه بتألقه وأكد أنه يتابعه منذ أن كان بعمر 16 عاما ويلعب للمنتخبات السنية الصغيرة. بينما روني الذي بدأ الموسم بمستوى سيء وطالته انتقادات كثيرة ثم ارتفع مستواه تدريجيا، سجل 14 هدفا في 34 مباراة قبل إصابته وغيابه لشهرين بنسبة 41% هدف في المباراة. غياب روني سمح لراشفورد بالبزوغ ومنح له الوقت ليشارك أساسيا ويثبت أقدامه في الفريق ومع عودة روني وهو قائد يونايتد سيشارك بالطبع أساسيا على حساب الفتى الإنجليزي الذي ستقل دقائقه على أرض الملعب بالتدريج. الفتى الذهبي هو لقب واين روني منذ ظهوره وهو ابن ستة عشر عاما في صفوف إيفرتون وحتى انتقاله ليونايتد وتألقه حتى صار قائدا له لكن ربما الآن حان منح اللقب وربما المركز الأساسي للفتى الذهبي الجديد ماركوس راشفورد الذي ربما قد يصبح الاسم الأبرز في يونايتد في قادم السنوات مثلما فعل من صعدهم فان جال من قبل.