بين ارتطام الكرة بيد مصطفى الشاذلي حارس مرمى الرجاء البيضاوي المغربي ووصولها إلى داخل شباكه، ذكريات لم تغب عن عقل جيل زمالكاوي من لاعبين ومشجعين توجتهم تصويبة تامر عبد الحميد باللقب الخامس لدوري أبطال إفريقيا عام 2002. 13 سنة مرت على آخر تتويج لقلعة الزمالك بلقب قاري ابتعد كثيرا، وما زال الجمهور يذكره ويرجو تكراره. التقى FilGoal.com بجيل 2002 التاريخي، الذي اكتسح منافسيه في البطولة ولم يخسر سوى في مباراة واحدة أمام أسيك ميموزا (وصيف المجموعة) بهدف في كوت ديفوار. القائد "مش عيل" حازم إمام، أمير مدرسة الموهوبين كما يسميه عشاقه والمعلقون، والذي قال عنه مصطفى الشاذلي حارس مرمى الرجاء وقتها "إنه ذكي وبارع، يخلق الفرص بغرابة"، التقى FilGoal.com به. قال إمام في البداية "يااه، وانت طيب، 13 سنة؟ احنا عجزنا والله". وأضاف النجم الذي يعمل حاليا كمحلل ومقدم برامج تليفزيونية "ذكريات عظيمة، كنت كقائد للفريق أجتمع باللاعبين وأهيئهم، أحاول إزالة الرهبة عن الخائف، وأحمسهم جميعا عندما أريهم رغبة الشارع المصري في التتويج، هذا إلى جانب قدرة حسام وإبراهيم حسن على التحفيز". يقول عضو مجلس إدارة الزمالك السابق إنه يفتخر بأنه (ماكانش عيل) "لما كابرال (المدير الفني) قال لي إنت مش هتلعب ماتش الذهاب، الماتش ده مش بتاعك". وأضاف "التزمت بالقرار، ماقلتش (إزاي؟ أنا حازم إمام، الكابتن، أقعد احتياطي؟) وافقت لأنني أعرف أن المدرب يرى ما لا نراه، اتفقنا أنني لن أشارك طالما استمر التعادل السلبي". مباراة الذهاب كانت تقام "وسط السيول، وبِركة من الطين، عشان كدة ماكانتش مباراة حازم"، كما يقول محمد أبو العلا ارتكاز الزمالك وقتها لFilGoal.com. ويقول طارق السيد الظهير الأيسر للزمالك إن "مسؤولي الرجاء بعد الفوز على أسيك في نصف النهائي برباعية نظيفة في ظل نفس ظروف الأمطار والطين، قرروا رش الملعب بالمياه ليكون إلى جوار الأمطار عاملا لهزيمتنا.. لكن على مين؟" ونضيف هنا، أن الزمالك قد لعب بطريقة دفاعية بحتة، ثلاثي قلب دفاع شمل مدحت عبد الهادي وبشير التابعي وحسام عبد المنعم (الذي يتقدم أحيانا للوسط)، ومعهم وائل القباني كليبرو، كلهم خلف حسام حسن ووليد صلاح عبد اللطيف اللذين يتقدمان محمد أبو العلا وتامر عبد الحميد. "ما تشوطش يا تامر" حازم إمام لا ينسى حتى الآن "العلم الكبير الذي يحمل رقم 14، والذي ظهر لأول مرة من جمهور الزمالك في مدرجات حلمي زامورا قبل مباراة العودة، ثم ظهر في مباراة التتويج". لكن الطريف، أن القائد الذي كان بجوار تامر عبد الحميد قبل أن يطلق قذيفته، قال لتامر "يا تامر ما تشوطش، يا تامر ما تشوطش". ويروي ضاحكا لFilGoal.com "تامر عمره ما كان بيشوط في حياته، كان طبيعي أقول له (ماتشوطش)، لكن هي راحت، ولقيت الجهاز الفني بيحتفل بي عشان كنت جنب الخط، قبل ما نجري كلنا على تامر". هذه التصويبة كانت ربما الأولى لتامر في مسيرته مع الزمالك، لكنها منحته ثقة كبيرة في نفسه فسجل أهدافا أخرى بتسديدات في المباريات المحلية التالية، بحسب حازم إمام. قال نجل حمادة إمام أسطورة الزمالك "أحسن حاجة إن يكون عندك دفاع محترم، تامر عبد الحميد لما كان بيشوفني راجع كان بيقول لي (ادخل انت مالكش دعوة، ماحدش هيعدي من نص الملعب، هاجم إنت)". الزمالك لم تهتز شباكه طوال البطولة سوى خمس مرات، ثلاث في دور المجموعات وواحد في دور ال16 في تعادله أمام نكانا ريد ديفلز الزامبي وهدف أمام مازيمبي في التعادل 1-1 في نصف النهائي. كما لم يخسر سوى مرة أمام آسيك ميموزا الإيفواري. "ماحدش يجيب جون بعدي" كان مصابا وتحامل على كاحله، كسر الصف العلوي لأسنانه قبل المباراة وتحامل على نفسه، وسجل هدف التتويج القاري الأخير للزمالك حتى الآن، تامر عبد الحميد. قال عبد الحميد لFilGoal.com إنه شعر أن الأرض تهتز من تحت أقدامه بعد الهدف، لم يشعر بنفسه وهو يطير مع الكرة في انتظار أن تهتز الشباك بها. وأضاف المدير الفني السابق لبني عبيد "تعرضت لإصابة قوية قبل المباراة في الكاحل، وحاول الدكتور عبد الله جورج علاجي، فتحاملت على إصابتي لأشارك في المباراة". تامر سقط على الأرض بعد الهدف ليتلقى العلاج، فاستوضح FilGoal.com منه، فقال "أسناني كانت قد كسرت قبل المباراة في لقاء بالدوري، فركبت أسنانا تدعم الصف العلوي، وخلال الاحتفال بالهدف ضربني أحدهم بكوعه فكسرت الدعامة.. بصراحة نسيت الهدف ولم أقم من الأرض إلا بعدما وجدت الأسنان.. شكلي كان وحش قوي من غيرها". عبد الحميد كان في حيرة بعد الهدف، "والله كنت هتجنن، مش عاوز حد يسجل جون بعدي عشان أبقى صاحب هدف التتويج، وفي نفس الوقت نفسي نجيب جون تاني عشان نرتاح من الضغط بتاع الرجاء". الرجاء – الذي كان يدربه وقتها والتر ميوس الذي قاد وادي دجلة بعدها بسنوات - كان قد فتح خطوطه بعد الهدف على أمل تسجيل التعادل الذي يمنحه اللقب الرابع في تاريخه، ليعادل الزمالك تاريخيا، لكن الفريق الأبيض سبقه إلى الخامسة، ليوسع الفارق بينه وأقرب منافسيه إلى لقبين.. وقتها. أفضل لاعب الكل كان ينتظر أن تتحول تصويبة تامر عبد الحميد إلى الشباك، ما عدا شخص واحد.. أفضل لاعب في البطولة، وليد صلاح عبد اللطيف. قال عبد اللطيف لFilGoal.com ضاحكا "الكرة كانت ذاهبة للعارضة، كنت في انتظارها لتسجيل الهدف في المرمى الخالي لأتوج مجهودي في البطولة وأحصل للزمالك على اللقب.. لكنها سكنت الشباك، مكتوبة لتامر بقى". عبد اللطيف شارك في كل مباريات البطولة، لم يستبدل سوى في الدقيقة 83 من مباراة النهائي "تحاملت على نفسي في أي مباراة، لكن إصابة النهائي ماقدرتش، فنزل مكاني عبد الحليم علي". وأضاف عبد اللطيف الذي يعمل حاليا كمحلل للمباريات في الإذاعة "كنا جيلا واثقا في نفسه، ندخل المباريات ونعلم أننا سنفوز، كنا مترابطين ونحب الخير لبعضنا البعض". الزمالك واجه الرجاء في المغرب وسط أجواء جماهيرية عصيبة، عنها قال عبد اللطيف "كنا ممكن نفتح الشباك قبل الماتش نلاقي واحد واقف لنا بيشتمنا، غير إننا في الماتش نفسه ماكناش بنسمع بعض، لكن كنا هادئين جدا، كانت أياما رائعة". هنا يضيف محمد أبو العلا، واصفا الأجواء الجماهيرية وهو يضحك "خصوصا حسام وإبراهيم، كان الجمهور المغربي يأتي لتدريباتنا خصيصا كي يهتفوا ضدهما ويرحلوا" وليد عبد اللطيف سجل في البطولة هدفين، وصنع معظم أهداف عبد الحليم علي الخمسة، فاستحق لقب أفضل لاعب في البطولة متغلبا على منافسه هشام بو شروان مهاجم الرجاء.