عشر سنوات مرت على آخر تتويج للزمالك ببطولة الدوري، وكعادة الفريق الأبيض، حصوله على بطولة لا يأتي بشكل عادي، بل بدراما حقيقية التقى FilGoal.com بأبطالها. سيد عبد النعيم: جمهور الأهلي حتى الآن يكرهني بسبب الهدف الذي سجلته، وصنعه أسامة حسن. أسامة حسن: كابتن حسام البدري قالي إنت بتلعب جامد لي كده، ده انت ابن الأهلي.. كان غاضبا طبعا بسبب فوز الزمالك بالدوري. حسام عبد المنعم: سأظل فخورا بأني صاحب أخر هدف للزمالك في موسم تتويجه بالدوري. لم يكن يتخيل سيد عبد النعيم أن هدفا في مرمى عصام الحضري سيجعل اسمه محفورا لعشر سنوات على الأقل، ليرد به جمهور الأبيض على ذكرى تسبق يوم 23 مايو بأسبوع واحد، يتغنى بها الجمهور الأحمر بقسوة كل عام. تفاصيل يوم 23 مايو 2003 يرويها لFilGoal.com مخرج الدراما، سيد عبد النعيم ومساعداه أسامة حسن صانع هدف الفوز، وحسام عبد المنعم الطرف الثاني من الفرحة. سيد عبد النعيم "أنا كنت تعبان شوية الفترة اللي فاتت فكنت قاعد في البيت وعملت تحاليل عشان خايفين يطلع عندي حاجة خطيرة، لكن الموضوع طلع نفسي وهرجع قريب إن شاء الله". الجملة السابقة هي إجابة عبد النعيم الذي يقطن إمبابة على سؤالنا "أين أنت الآن؟"، وهو بحسب ما قال كان مدربا فريق البراعم بإنبي حتى قبل عامين. وبدأ سيد عبد النعيم يحكي قصة المباراة التاريخية، وقال: "قبل الماتش بيوم قلت لكابتن طه بصري أنا هجيب جون، مش عارف هنكسب ولا لأ، بس أنا هجيب جون". إنبي في هذه الأثناء كان ينافس حرس الحدود على حجز المركز الرابع المؤهل للبطولة العربية، ومهمة الأخير كانت سهلة في مواجهة المنصورة، لهذا صرح عبد النعيم "عشان كدة كان لازم نكسب الأهلي". ويستطرد عبد النعيم "وبصراحة مش هاخبي، أنا زمالكاوي جدا ودي حاجة معروفة، فغير إني عاوز إنبي يكسب، كنت عاوز الزمالك ياخد الدوري، وده اللي قالهولي كابتن طه قبل الماتش كمان". كان يشعر لاعب الوسط المتقدم أنه في حلم بعد الهدف الذي سجله في مرمى الحضري من عرضية يسارية لزميله أسامة حسن، حتى خرج مستبدلا في الدقيقة 82. ويقول "خرجت ونزل مكاني لعيب إفريقي اسمه مايكل بيلعب باك ليفت (ظهير أيسر) عشان يقفل نص الملعب ويسيب عبد الحميد حسن لوحده قدام" ويروي وهي يضحك "سألت إبراهيم هيصة الحارس البديل وأنا على الخط وهو زمالكاوي زيي (الزمالك عامل إيه؟) فقال لي كسبانين الإسماعيلي 1-0". وماذا كان رد فعلك؟ يرد "ابتسمت بهدوء عشان الجمهور ماكانش طايقني، ده لحد دلوقتي الأهلاوية في منطقتنا مش بيحبوني". لعبد النعيم أخ يصغره بأعوام يلعب في صفوف ناشئي الزمالك يدعى إسلام، كان قد صعده حسام حسن المدير الفني السابق للأبيض، لكنه لم يجد طريقه للمباريات لوجود شيكابالا وحسين ياسر وقتها. عبد النعيم قال إن أسامة حسن الذي صنع الهدف ظل يبكي بعد اللقاء "يمكن عشان أهلاوي ومتربي في الأهلي، مش عارف". أسامة حسن ختام تصريحات عبد النعيم أجبرنا على سؤال أسامة حسن "لماذا بكيت بعد المباراة؟" ورد المدرب بقطاع ناشئي إنبي حاليا لFilGoal.com "وأنا خارج من الماتش، لقيت كابتن طارق سليم فاقد الوعي والجهاز الطبي بالكامل يحاول إسعافه". وتابع "مش عاوز أشوف يوم في حياتي زي ده، كنت حاسس إني هكون سبب في موت إنسان.. أنا كنت هموت". - السبب إنك كنت أهلاوي؟ يرد اللاعب الذي انتقل للزمالك بعدها بخمسة مواسم ضاحكا "لا طبعا، أنا كنت عاوز نكسب عشان كانت مكافأة الفوز 10 آلاف جنيه". ويستطرد "في وسط الماتش كابتن حسام البدري (مساعد بونفرير وقتها) زعق لي وقال لي (مالك بتلعب بقوة كدة ليه؟ ده ناديك)، فرددت قائلا (اكسبنا بشرف يا كابتن)". حسام عبد المنعم مدرب مواليد 97 في الزمالك، يفتخر بأنه "صاحب آخر هدف سجله الفريق الأبيض في موسم حصل فيه على الدوري" من عشر سنوات، لكنه "سيكون أسعد شخص في الدنيا" لو تنازل عن اللقب لغيره. صاحب رأسية قاتلة في شباك الإسماعيلي قال لFilGoal.com "والله انت حزنتني، مش متخيل من سؤالك إنه بقالنا 10 سنين مش بناخد دوري". وتابع "أنا فخور إني صاحب هدف آخر بطولة، لكن أقسم بالله نفسي الزمالك ياخد الدوري كل يوم، نفسي السنة دي أحمد عيد أو أحمد جعفر ياخد مني اللقب ده". وشدد عبد المنعم على أنه كان يتوقع أن يسجل هدفا في مرمى الإسماعيلي، حتى وإن كانت فرصة قنص اللقب صعبة "أنا محظوظ على الإسماعيلي" وأوضح "من فترة قريبة قابلت محمد عبد الله (لاعب الإسماعيلي وقتها) وقال لي أنه تحدى زملاءه أن حسام عبد المنعم هيجيب فينا جون". وكان قلب دفاع الزمالك قد سجل في مرمى الدراويش في كأس مصر 98، وبعدها في مباراة بالدوري، قبل أن يسجل هدف 2003. ويكمل عبد المنعم "قد لا يعلم الكثيرون أنني تربيت في الأهلي ولعبت تسع سنوات في صفوف الناشئين، بل وكان مصطفى يونس هو سبب تغيير مركزي من ظهير أيمن إلى مساك". وأتم "أفرح بشدة عندما أقابل زمالكاوية من صغار السن، فهم متمسكون بأمل رغم غياب طويل عن البطولات، وأطالبهم بالتفاؤل لأنني أرى فريقا متماسكا حاليا يتسم بالعزيمة.. كحال جيل 2003".