كرة سلة - بداية النهاية.. وداعا كوبي براينت

"عزيزتي كرة السلة.
منذ اللحظة التي ارتديت فيها جوارب والدي السميكة وصرت أسدد تسديدات حاسمة خيالية عرفت أن ما أشعر به حقيقيا. لقد وقعت بحبك.
حب من قوته يجعلني أضحي بكل شيء بداية بعقلي وجسدي حتى التضحية بروحي.
"عندما كنت في السادسة وأشعر بالحب تجاهك لم أرَ أبدا نهاية النفق. رأيت نفسي أركض خارجا منه فقط.
أركض مهرولا في كل ملعب، خلف كل كرة طائشة. طلبتِ مني اللعب برجولة فأعطيتكِ قلبي وأعطيتِك معه الكثير.
لعبت رغم العرق والألم. ليس بسبب حبي للتحدي. ليس بسببكِ بالرغم من أني فعلت كل شيء لكِ. لكن لأن هذا ما تفعله عندما يشعرك أحدا بأنك حي كما أشعرتني.
لقد حققتِ لفتى في السادسة من عمره حلمه باللعب لليكرز وسأحبكِ دوما لهذا السبب. لكنني لن أستطيع أن أحبك بنفس القوة لمدة أطول فهذا الموسم هو الأخير.
قلبي قد يتحمل الجهد وعقلي قد يتحمل الإرهاق الذهني لكن جسدي يعرف أن الوقت قد حان لأقول وداعا.
حسنا. أنا مستعد للتخلِ عنك. أردتكِ فقط أن تعرفي الآن كي نستطيع الاستمتاع بكل لحظة متبقية لنا معا؛ السعيدة قبل الحزينة بعد أن أعطينا بعضنا البعض كل ما نملك.
كلانا نعرف أنه مهما كان ما سأفعله مستقبلا سأظل دوما نفس الطفل الذي يرتدي جورب سميك وينظر لسلة المهملات في ركن باحة منزله مع تبقي خمس ثوانِ على نهاية المباراة.
5 ... 4 ... 3 ... 2 ... 1.
سأظل أحبكم دائما.
كوبي بريانت"
Dear Basketball: https://t.co/KDecft6BO2 #KB20
— Kobe Bryant (@kobebryant) November 29, 2015
بهذه الكلمات التي كُتبت في مدونة تخص لاعبي كرة السلة بالأمس ودع الأسطورة كوبي بريانت على حسابه الشخصي في موقع تويتر جماهير لوس أنجلس ليكرز بشكل خاص وجمهور دوري الرابطة الوطنية لكرة السلة للمحترفين بشكل عام وأعلن أن هذا الموسم سيكون الأخير في مسيرته التي بلغت 20 موسما شهدت الكثير والكثير من الألقاب والإنجازات.
كوبي بين براينت الملقب بالمامبا السوداء "اسم ثعبان" يعتبر في نظر البعض من أعظم عشر لاعبين مروا في تاريخ كرة السلة. اسما سيتذكره الجميع جنبا إلى جنب مع أساطير مثل مايكل جوردان وكريم عبد الجبار والذين كثيرا ما قورن بهم سواء على مستوى الأداء أو الأرقام.
نشأته
كوبي. وهو الشقيق الأصغر بين ثلاثة أخوة ولد في مقاطعة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا. والده هو جو براينت لاعب كرة السلة السابق في فيلادلفيا سيفينتي سيكسرز وجولدن ستيت ووريورز ووالدته هي باميلا كوكس بريانت.
سُمي على اسم أحد اللحوم الشهيرة في اليابان بعدما رأى والداه اسم كوبي في قائمة الطعام. اسمه الأوسط "بين" مشتق من لقب والده "جيلي بين" الذي حمله وقت لعبه لكرة السلة في السابق.
عندما كان براينت بعمر السادسة انتقل إلى إيطاليا بصحبة والده الذي تلقى عرضا من إحدى الفرق هناك لاستكمال مسيرته الاحترافية في كرة السلة. تأقلم كوبي على الحياة في إيطاليا سريعا وتعلم الإيطالية والإسبانية وأصبح يتحدثهما بطلاقة.
بدأ كوبي لعب كرة السلة في سن الثالثة عندما كان جده يرسل له مباريات مسجلة بالفيديو ليشاهدها ويقلد من فيها. كان فريقه المفضل هو لوس أنجلس ليكرز والذي انتهى أسطورة له.
لعب براينت كرة القدم في شبابه في إيطاليا وكان فريقه المفضل هو إيه سي ميلان. ثم رجع للولايات المتحدة عام 91 بعدما اعتزل والده لعب كرة السلة.
لعب براينت في المرحلة الثانوية لإحدى المدارس في مقاطعة فيلادلفيا وكان أداؤه مبهرا إذ لعب في جميع المراكز وقاد فريقه لسجل بلغ 77 انتصارا مقابل 13 هزيمة في سنواته الثلاث في المدرسة مما جذب إليه أنظار أشهر الجامعات التي تقدم منحا للمتميزين في كرة السلة لكن براينت. وبعمر السابعة عشر فقط قرر أن ينتقل مباشرة للعب في دوري المحترفين دون المرور بمرحلة دوري الجامعات.
NBA
عام 1996 تم اختيار كوبي براينت في الترتيب الثالث عشر في الدرافت الخاص بلاعبي الجامعات والمدارس الثانوية من قبل فريق تشارلوت هورنتس ليتم مبادلته مع فريق ليكرز مقابل لاعب الارتكاز الصربي فلادي ديفاك. والباقي مجرد تاريخ.
إنجازاته
لعب كوبي براينت مع لوس أنجلس ليكرز 1280 مباراة في الدوري الاعتيادي و220 مباراة في الإقصائيات. سجل للفريق 32670 نقطة ليصبح هدافه التاريخي على مر العصور ويحفر رقما في السجلات يصعب كسره على أي من لاعبي الفريق المستقبليين.
فاز براينت مع الأصفر والأرجواني "لقب فريق ليكرز" بخمس نهائيات أعوام 2000. 2001. 2002. 2009. 2010.
وفاز بلقب أفضل لاعب في النهائيات عامي 2009 و2010 كما فاز لقب أفضل لاعب في الدوري عام 2008.
تم اختياره لتمثيل فريق كل نجوم الدوري عن القطاع الغربي 17 مرة وفاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة أربع مرات أعوام 2002 و2007 و2009 و2011.
اختير أساسيا في فريق الموسم في الدوري 11 مرة معادلا رقم أسطورة يوتا جاز كارل مالون.
يحتل المركز الثالث بين كل من لعبوا في إن بي إيه في عدد النقاط المسجلة بعد الأسطورتين كريم عبد الجبار وكارل مالون برصيد 32670 نقطة.
اختير في فريق الموسم من المدافعين تسع مرات أولهم كانت عام 2000 وأخرهم عام 2011.
فاز مرتين بجائزة صاحب أكثر معدل تسجيل نقاط في الموسم عامي 2006 بمعدل 35.4 نقطة و2007 بمعدل 31.6 نقطة في المباراة.
فاز بالميدالية الذهبية مع المنتخب الأمريكي عامي 2008 في أوليمبياد بكين و2012 في لندن. كما فاز بالميدالية الذهبية في البطولة الدولية لفرق أمريكا الجنوبية عام 2007 في البطولة المقامة بلاس فيجاس.
وفاز بجائزة بطل مسابقة الدانك عام 1997 في موسمه الثاني في الدوري.
يحتل المركز الثاني في قائمة أكثر اللاعبين الذين سجلوا نقاطا في مباراة واحدة برصيد 81 نقطة سجلها في الثاني والعشرين من يناير لعام 2006. والرقم القياسي مسجل باسم الأسطورة والت تشامبرلين برصيد 100 نقطة.
ثنائيات
شكل براينت على مدار تاريخه ثنائيات لا تقهر مع أحد لاعبي ليكرز ربما يكون شاكيل أونيل لاعب الارتكاز الأسطوري أبرزهم.
إذ هيمن ليكرز في فترة أونيل وبراينت وتحت قيادة المدرب الأسطوري فيل جاكسون الفائز ب11 لقب في نهائيات البطولة على ملاعب كرة السلة وفاز بالنهائيات لثلاث سنوات متتالية في الفترة من عام 2000 حتى 2002 قبل أن يسقط أمام سان أنطونيو سبيرز في نهائيات المجموعة الغربية عام 2003 وأمام ديترويت بيستونز في نهائيات عام 2004.
وانتهت رحلة الثنائي أونيل وبراينت بعد شجارهما عام 2004 بإرسال أونيل لفريق ميامي هيت مقابل عدة لاعبين والإبقاء على براينت. فاز أونيل بعدها باللقب عام 2006 وفاز براينت بلقبين عامي 2009 و2010.
في فترة ما بعد أونيل انهار فريق ليكرز وفقد سيطرته على القطاع الغربي وتأخر ترتيبه وصار ضعيفا للدرجة التي أدت ببراينت للتشكيك في طموح الفريق والمطالبة بالرحيل عام 2007 والمطابة بعودة جيري ويست لإدارة الفريق قبل أن يقدم مالك النادي وعودا ببناء فريق قوي يستطيع المنافسة على اللقب من جديد وقد كان.
في 2008 استقدم الفريق لاعب الارتكاز الإسباني باو جاسول من ممفيس جريزليز والذي شكل مع براينت ثنائي خارق بالإضافة للاعب الارتكاز الشاب أندرو باينم والبديل الرائع لامار أودوم وصانع الألعاب ديريك فيشر ليصعد الفريق للنهائيات 3 مرات متتالية خسر الأولى أمام الغريم التقليدي بوسطن سيلتيكس ثم فاز باللقب عامي 2009 و2010 في مواسم استثنائية لبراينت.
بعد الفوز باللقب الخامس له صار هدف كوبي براينت الأوحد هو معادلة رقم الأسطورة مايكل جوردان المقدر بستة ألقاب ولما لا كسره. لكن هبوط مستوى ليكرز لم يساعده في تحقيق حلمه. كما أن الإصابات التي أنهكنه آخر موسمين "قطع في وتر أكيلس وكسور في عظام القدم والكتف" كانت بداية النهاية لرحلة استمرت عشرين عاما من النجاح والتألق.
تعليقات ما بعد خبر اعتزاله
بعدما أعلن كوبي براينت عن نيته الاعتزال بنهاية الموسم غرد الكثير من زملاؤه السابقين معبرين عن شكرهم له للفترة التي لعبوا فيها سويا أو حزنهم لرؤيته يغادر الملاعب.
فقال باو جاسول: "عشنا الكثير من اللحظات الرائعة سويا داخل وخارج الملعب. شكرًا أخي على كل شيء"
We have lived incredible moments together on and off the court. Thanks for everything brother! @kobebryant #ThankYouKobe
— Pau Gasol (@paugasol) November 30, 2015
وقال ريك فوكس زميله السابق: "لقد أحببت اللعبة وأحبتك هي في المقابل. أنا فخور بمعرفتك وتشرفت كثيرا باللعب معك بألوان ليكرز الصفراء والأرجوانية"
You loved the game @kobebryant and the game loved you back! Proud to know you and honored to have represented the #PurpleandGold together!
— Rick Fox (@RickFox) November 30, 2015
وغرد سكوتي بيبين أسطورة شيكاجو بولز قائلا: "من الصعب مشاهدة كوبي براينت يعتزل. إنه أحد أعظم أبطال اللعبة. استمتع بما تبقى من هذا الموسم يا صديقي"
Hard to believe @kobebryant is finally going to hang it up. One of the NBA's great champions. Enjoy the rest of this season my friend.
— Scottie Pippen (@ScottiePippen) November 30, 2015
فيما علق رئيس اتحاد الرابطة الوطنية لكرة السلة الأمريكية آدم سيلفر عن خبر اعتزال براينت قائلا: "كوبي براينت واحد من أعظم اللاعبين في تاريخ اللعبة.
سواء كان ينافس في النهائيات أو يصوب في صالة تدريب خالية بعد منتصف الليل فحب براينت للعبة كان واضحا قويا للغاية وغير مشروط.
كما يسعدني الانضمام للملايين من عشاق كوبي حول العالم لتهنئته بمسيرة مدهشة في NBA وشكره على كل تلك الذكريات الرائعة"
لعب براينت طوال مسيرته البالغة عشرين عاما لفريق واحد فقط هو لوس أنجلس ليكرز. رفض أن يلعب موسما أو اثنين في أوروبا بعد اعتزاله وفضل أن ينهي مسيرته مع الفريق الذي لطالما أحبه.
لعب برقمين فقط هما 8 و24. رقم 8 هو الذي بدأ به مسيرته الاحترافية قبل أن يغيره فجأة عام 2006 وبسؤاله عن ذلك قال "24 كان رقمي في المرحلة الثانوية وبداية حبي لكرة السلة. 24 هو الرقم الذي أود أن اعتزل به ويكرمه ليكرز بعد اعتزالي ويعلقه على جدران الملعب وفي صالة التدريب"
وسيخلد رقم 24 في سجلات NBA وليكرز للأبد كما أراد براينت.
وأرسل كوبي خطابا لكل الجماهير التي حضرت لقاء الأمس أمام إنديانا بيسرز قال فيه:
"عندما تقابلنا كنت مجرد طفلا.
بعضكم أحبني. بعضكم لم يحبني. لكن كلكم ساعدتموني لأصبح اللاعب والرجل الواقف أمامكم اليوم.
لقد أعطيتموني الثقة لأحول غضبي لشيء نافع. شكوككم أعطتني الدفاع لإثبات خطأكم. شاهدتم خوفي يتحول لقوة ورفضكم لي علمني الشجاعة.
سواء كنتم تروني بطلا أم فاسدا. أرجو فقط أن تتيقنوا أني بذلت كل ما املك. وظفت عاطفتي وحياتي نفسها لأكون لاعبا لليكرز.
ما فعلتموه لي أعظم بكثير مما فعلته لكم. أدرك أني في كل دقيقة في كل مباراة لعبتها بالقميص الأصفر والأرجواني أني أتشرف بحمله مثلما أفعل اليوم وسأفعل لبقية هذا الموسم.
حبي لهذه المدينة، لهذا الفريق ولكم لم ولن يفتُر أبدا.
شكرًا لكم على تلك الرحلة الرائعة."