"هو مدرب يعشق روح كرة القدم الإنجليزية، دقة الإسبان في أسلوب لعبهم، والمعارك البدنية في إيطاليا" هكذا وصفت صحيفة ماركا الإسبانية المدير الفني لنابولي رافائيل بينيتيث والمرشح بقوة لتولي مهمة الإدارة الفنية لريال مدريد خلفا لكارلو أنشيلوتي. وعلى الرغم من كل الأنباء تشير إلى اقتراب المدرب الإسباني من تولي مهمة الإدارة الفنية للفريق الملكي، إلا أنه لا يعد مفضلا بالنسبة لجماهير اللوس بلانكوس حسبما أشار استفتاء الصحيفة الإسبانية. إذن كيف بدأ بينيتيث مسيرته التدريبية، وما هي قصة الحاسب الآلي ولماذا سمي بكاره النجوم؟ بداية متعثرة بدأ المدرب الإسباني مسيرته التدريبية مع فرق الشباب والرديف في ريال مدريد عام 1986، وظل كذلك لعدة سنوات حتى أصبح مدربا للمرة لفريق إيركوليس الذي كان يلعب في الدرجة الثانية آنذاك. ولكن بعد بضعة أشهر عاد بينيتيث لريال مدريد حيث أصبح مساعدا لفيسنتي ديل بوسكي مع الفريق الأول في عام 1994، قبل أن يعود مجددا للفريق المدريدي الرديف. وتجدر الإشارة إلى أن بينيتيث هو أول من جاء بحاسب آلي إلى ريال مدريد حيث كان يعتمد عليه في تحليل بيانات وإحصائيات الفريق الملكي بالإضافة لكل الفرق المنافسة وذلك حسبما أوضحت صحيفة ماركا وذلك عندما كان مدربا لفريق الشباب. بعد ذلك تولى بينيتيث مهمة تدريب فريق بلد الوليد في عام 1996، ولكن تمت إقالته بعدما لم يعرف طعم الفوز سوى مرتين فقط في 23 مباراة خاضها معهم، قبل أن ينتقل إلى ريال أوساسونا في الدرجة الثانية. ولكن مرة أخرى تمت إقالته بعد تسع مباريات فقط حيث حقق الفوز مرة واحدة فقط. بداية النجاح بعد مرحلة من التعثر ذهب بينيتيث إلى فريق إيكستريمادورا في الدرجة الثانية حيث نجح في قيادتهم للصعود إلى الدرجة الأولى عام 1997، وظل معهم لمدة عامين حيث هبطوا مجددا. بعد ذلك تولى المدرب الإسباني مهمة تدريب فريق تينيرفي وصعد بهم للدرجة الأولى عام 2000، ليخف آنذاك أنظار فالنسيا الذي قرر التعاقد معه خلفا للمدير الفني الحالي لمنتخب مصر هيكتور كوبر. الانفجار مع فالنسيا تولى بينيتيث مهمة الإدارة الفنية لفالنسيا خلفا لكوبر في عام 2001، ونجح في قيادتهم للفوز بلقب الدوري الإسباني للمرة الأولى بعد غياب دام 31 عاما وذلك في موسم 2002-2001. وذلك قبل أن يعيد الكرة موسم 2004-2003، مع فوزه في نفس الوقت ببطولة كأس أوروبا على حساب مارسيليا الفرنسي، ولكن بعد خلافات مع إدارة الخفافيش قرر بينيتيث الرحيل ليذهب إلى إنجلترا حيث تعاقد على تدريب ليفربول. ليفربول التاريخي مع ليفربول في موسمه الأول نجح بينيتيث في قيادة الفريق للفوز بدوري أبطال أوروبا على حساب ميلان في مباراة تاريخية بركلات الترجيح وذلك بعد قلبه لتأخره بثلاثة أهداف دون رد إلى تعادل وثم انتصار تاريخي في النهاية. وإجمالا ظل بينيتيث مع ليفربول ستة أعوام من 2004 حتى 2010 حيث توج أيضا بكأس إنجلترا، كأس الدرع الخيرية، وكأس السوبر الأوروبية، ولكنه فشل في الفوز بالدوري الإنجليزي مطلقا، وأبرز إنجاز له هو إنهاء موسم 2009-2008 في المركز الثاني. إنتر ميلان وتشيلسي ونابولي تولى بينيتيث مهمة تدريب إنتر ميلان خلف جوزيه مورينيو الذي كان قاد الفريق لثلاثية تاريخية، لكنه لم يلبث مع الفريق سوى ستة أشهر فقط توج خلالهم بكأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي، لتتم إقالته لسوء النتائج في ديسمبر 2010. وذهب بعد ذلك إلى تشيلسي حيث كان مدربا مؤقتا لنهاية موسم 2013-2012 خلفا لروبرتو دي ماتيو، ونجح في الفوز بلقب الدوري الأوروبي مع الزرق. وشهدت فترة توليه تدريب تشيلسي عداء واضحا مع جماهير الفريق التي كانت ترفض وجوده لتعليقاته السابقة ضدهم حينما كان مدربا لليفربول، حيث كانوا يطالبونه دائما بالرحيل غير راغبين في وجوده في ناديهم. بعد رحيله عن تشيلسي تعاقد بينيتيث مع نابولي على تدريب الفريق لمدة عامين وذلك في صيف عام 2013 ونجح في الفوز مع الفريق بكأس إيطاليا والسوبر الإيطالي، وبلغ معهم دوري أبطال أوروبا لكنه خرج من دور المجموعات في مرة، والتصفيات في مرة أخرى، وودع الدوري الأوروبي الموسم الجاري من نصف النهائي. خلافاته مع النجوم اشتهر بينيتيث بكثرة وقوعه في خلافات مع أبرز لاعبيه خلال تدريبه للعديد من الفرق، أولهم كان تشابي ألونسو حينما كان الثنائي في ليفربول. بينيتيث أراد التعاقد مع جاريث باري وذلك أدى لشعور ألونسو بالرغبة في الرحيل بعدما لم يكن يعتمد عليه بشكل كبير، ليقرر الانتقال إلى ريال مدريد، وأكد اللاعب الإسباني في تصريحات لشبكة سكاي سبورتس أن قرارات مدربه لعبت دورا كبيرا في رحيله عن ليفربول. نفس الأمر انطبق على إسباني آخر في ليفربول وهو ألبرت رييرا الذي اتهم بينيتيث بعدم التحدث مع لاعبيه مطلقا، وأنه يعتقد أنه طالما هو المدرب فلن يستمع لأي رأي آخر، ولن يلقي بالا بالأزمات التي يمر بها لاعبي فريقه. وهذا نفس ما سار عليه مدافع إنتر ميلان ماركو ماتيرازي الذي أكد أنه كان مدربا يخاف من ظله. وأوضح"لقد جعلني أزيل صوري مع مورينيو ومارتشيلو ليبي من ضمن أشيائي الخاصة في غرف خلع الملابس، هو كان يعتقد أنه يعرف كل شيء، لقد كان يخاف من ظله". وعندما كان بينيتيث مدربا لتشيلسي لم يشرك جون تيري كثيرا وشدد على أنه أصبح غير قادرا على خوض مباراتين متتاليتين في أسبوع واحد، ولكن الأخير شارك في أغلب مباريات فريقه خلال الموسم المنصرم والذي قاد فيه الزرق للفوز بلقب الدوري الإنجليزي. وتحدث تيري عن بينيتيث بعد الفوز باللقب لصحيفة ديلي ميل قائلا:"شخص واحد فقط لم يؤمن بقدرتي على لعب مباراتين في أسبوع واحد، هو يعرف من هو جيدا، أود أن أقول له أنا مازلت هنا، مازلت أقاتل مع فريقي". وتسائل موقع بليتشر ريبورت عن ماذا سوف يحدث في ريال مدريد حال حدث خلاف بين بينيتيث وكريستيانو رونالدو؟ من منهما سوف ينتصر؟