"النهائي أمام يونايتد كان مجرد حفلة لبرشلونة، كانوا يعلمون ذلك جيدا"..ربما هذا التصريح من رئيس برشلونة السابق خوان لابورتا، يعكس كيف كان يذل برشلونة خصومه باستخدام طريقة "التيكي تاكا". "وقتك انتهى يا رونالدينيو.. أنا ذاهب إلى ميسي ليتولى هو الأمور" جيرار بيكيه"لا أصدق أنني ألعب مع ميسي، إنيستا، وشابي". شابي "مع برشلونة، المهم ليس فقط الفوز، بل تقديم أداء جيد وجعل الجمهور فخورا بهذا الفريق". "التيكي تاكا" هي مقولة سمعناها كثيرا عن أسلوب اللعب الذي يتبعه برشلونة. ولكنه ليس أسلوبا للعب فحسب، وإنما هي طريقة يسحق بها برشلونة خصومه فوق المستطيل الأخضر، ويجعلهم يتفرجون عليه وهو يستعرض قدرات لاعبيه المذهلة داخل أرضية الملعب. يقدم FilGoal.com لزواره سلسلة حلقات تستعرض قصص الإنجازات التاريخية التي حققتها مختلف الفرق على مستوى العالم في أزمنة مختلفة. وبعد قصة الثلاثية التي حققها مانشستر يونايتد عام 1999، وإنجاز ريال مدريد بالعودة للتتويج الأوروبي بعد 32 سنة، وهيمنة ميلان على أوروبا في عهده الذهبي مع أريجو ساكي. يحين موعدنا الآن مع برشلونة، الفريق الذي أبهر العالم في السنوات الأخيرة بإذلال خصومه وحرمانهم من التحكم بالكرة أثناء المباريات. نسترجع ذكريات ثلاثة ألقاب حققها النادي الكاتالوني في دوري الأبطال خلال خمس سنوات، عن طريق فيلم وثائقي تم تسجيله بواسطة شركة "بيتش إنترناشيونال". "لا ماسيا" برشلونة عاد مرة أخرى للعرش الأوروبي مع المدرب الهولندي فرانك ريكارد معتمدا على أكاديمية الناشئين الخاصة بالنادي..والمعروفة ب"لا ماسيا". هذه الأكاديمية هي صاحبة الفضل الأول في إنجازات نادي برشلونة، والتي أهدت الفريق الأول العديد من اللاعبين الممتازين أمثال كارليس بويول، شابي هرنانديز، أندريس إنيستا، ليونيل ميسي وغيرهم. عن طريق هؤلاء اللاعبين، عزف برشلونة أجمل الألحان من خلال طريقة لعب عرفت بإسم "تيكي تاكا"، والتي تعتمد على الاحتفاظ بالكرة والقيام بتمريرات قصيرة وسريعة لإرهاق المنافس. بهذه الكتيبة من النجوم ومعهم الساحر البرازيلي رونالينيو والفهد الكاميروني صامويل إيتو، استعاد برشلونة لقب الدوري الإسباني بعد ستة مواسم كاملة فشل فيها في التتويج بالليجا (موسم 2004-2005)، وحافظ على لقبه في مسابقة الدوري في العام التالي أيضا. ولم يكتف برشلونة بلقب الدوري موسم 2005-2006 وحسب، بل تأهل أيضا لنهائي دوري الأبطال في العاصمة الفرنسية باريس لمواجهة أرسنال مع نجمه الأول عبر التاريخ، الفرنسي تييري هنري. وفي مباراة لعبها أرسنال بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 18، توج برشلونة بلقبه الثاني في دوري الأبطال عن طريق الفوز 2-1 بهدفي إيتو ولوشيانو بيلليتي..على الرغم من الأداء المتواضع الذي قدمه نجم الفريق رونالدينيو.
"وقتك انتهى يا رونالدينيو.. أنا ذاهب إلى ميسي ليتولى هو الأمور" في الموسمين التاليين فقد برشلونة لقب الدوري لصالح غريمه التقليدي ريال مدريد، وعانى المدرب فرانك ريكارد كثيرا من سوء النتائج ومن تردي مستوى اللاعبين.. وكان الهولندي قد صرح في تلك الفترة أن اللاعب الوحيد الذي مازال لديه الرغبة في الفوز هو كارليس بويول.. الأمر الذي أدى إلى رحيل المدرب الهولندي عن البلوجرانا. ومع تكرار ذهابه لحفلات الرقص، تراجع مستوى نجم الفريق رونالدينيو، بل وأصبح لا يتدرب بشكل جيد ولا يولي الاهتمام الكافي لناديه وزملائه بالفريق.. وعندما كان يذهب إلى الجيمانزيوم، كان يقضي معظم الوقت نائما! يقول رئيس النادي في ذلك الوقت خوان لابورتا: "كان علي إخبار رونالدينيو أن وقته قد انتهى مع برشلونة.. ذهبت إلى منزله وأخبرته بذلك". "ثم توجهت إلى منزل ميسي لأنه كان يسكن بالقرب من رونالدينيو، وطلبت منه أن يتولى الأمور وأخبرته أننا نثق به كثيرا". وقام رئيس النادي باتخاذ قرار آخر به الكثير من المخاطرة، هو تعيين جوسيب جوارديولا مدربا للفريق.. وكان تبريره لذلك القرار هو أن جوارديولا يعلم جيدا الفلسفة التدريبية لبرشلونة والتي بدأها يوان كرويف، إلى جانب مروره بكل المراحل التدريبية بأكاديمية "لا ماسيا". جوارديولا لم يأخذ الكثير من الوقت حتى يتأقلم اللاعبون مع فلسفته التدريبية، وبدا ذلك واضحا من خلال أداء برشلونة الرائع موسم 2008-2009.. والذي هزم فيه منافسه ريال مدريد في ملعب سانتياجو برنابو 6-2 ببطولة الدوري. وبلغ برشلونة الدور قبل النهائي من دوري أبطال أوروبا بعد تخطيه بايرن ميونيخ الألماني، بالفوز 4-0 ذهابا والتعادل 1-1 إيابا.. ليضرب موعدا مع تشيلسي. وبعد انتهاء لقاء الذهاب في إسبانيا بالتعادل السلبي، استطاع برشلونة التأهل للمباراة النهائية بفضل هدف إنيستا على ملعب ستامفورد بريدج، في مباراة كان محظوظا فيها فريق البلوجرانا بعدم استقبال هدفا ثانيا من تشيلسي، والذي أضاع العديد من الفرص على مرمى الحارس فيكتور فالديز. "مانشستر كان يعلم أن النهائي كان مجرد حفلة لبرشلونة" برشلونة توج بعدها بلقب الأبطال بالفوز على مانشستر يونايتد 2-0 بهدفي إيتو وميسي.. وكانت مباراة سهلة، تلاعب فيها لاعبو البلوجرانا برجال السير أليكس فيرجسون. يقول لابورتا:"هذا النهائي كان مجرد حفلة لنادي برشلونة، الصحافة الإنجليزية ونادي مانشستر كانوا يعلمون هذا الأمر جيدا". ولم يقف الأمر عند التتويج بالدوري والكأس المحليين ودوري الأبطال فقط، فقد حقق النادي ست بطولات من أصل ستة هذا الموسم بفوزه ببطولتي السوبر الإسبانية و السوبر الأوروبي، بالإضافة لكأس العالم للأندية في دولة الإمارات. جوارديولا قرر التخلي عن إيتو في صيف 2009، لأنه لا يحب الأشخاص متقلبي المزاج على حد قوله آنذاك..
واستبدل النادي اللاعب الكاميروني بالنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والذي ساهم في فوز الفريق ببطولتي الدوري والكأس المحليتين للموسم الثاني على التوالي. وفي صيف 2010، امتد تأثير البلوجرانا لبطولة كأس العالم للمنتخبات.. وذلك بفضل مشاركة سبعة لاعبين من نادي برشلونة في تشكيل منتخب إسبانيا الأساسي، والذي توج باللقب العالمي في المباراة النهائية على حساب هولندا بهدف الفنان إنيستا في الوقت الإضافي. هؤلاء اللاعبين إلى جانب الساحر ميسي ومع قوم ديفيد بيا للفريق، استمروا في تحقيق الإنجازات، عن طريق بلوغهم نهائي دوري الأبطال للمرة الثالثة خلال خمس سنوات.. 2011 أمام مانشستر يونايتد. يقول بيكيه: "كان علينا الفوز بالنهائي، وإلا سيغضب الجمهور.. وفي الحقيقة، الأمر كان أشبه بالحلم، لأننا قدمنا مستوى رائعا في اللعب". ملعب ويمبلي في مدينة لندن كان مسرحا لنهائي الأبطال أمام يونايتد.. وحمل التوجه إلى العاصمة الإنجليزية وقتها، ذكريات رائعة للمدرب جوارديولا. فلقد حقق جوارديولا لقب الأبطال عام 1992 كلاعب مع برشلونة على هذا الملعب، حين سجل الهولندي رونالد كومان هدف الفوز على سامبدوريا الإيطالي في الوقت الإضافي. بيكيه "كنت محظوظا للعب في ويمبلي، إنه أمر لا يصدق أن تلعب مع ميسي، إنيستا، وشابي.. وأنت تعلم أنك المرشح لدى الجمهور عند دخولك أرضية الملعب لخوض النهائي". بيدرو افتتح التسجيل لبرشلونة في الدقيقة 27 بعد تمريرة ساحرة معتادة من شابي، سددها مباشرة في شباك الحارس فان دير سار. يقول بيدرو عن هذا الهدف: "هذا الهدف يجعلني أشعر بالفخر والسعادة دائما، لأنه هدفا لا ينسى.. وسيبقى خالدا معي حتى بعد اعتزالي". وبالرغم من إدراك يونايتد لهدف التعادل عن طريق واين روني، استمر برشلونة في السيطرة الكاملة على المباراة.. وعاد للتسجيل في الشوط الثاني، وهذه المرة، تقدم بفضل تسديدة لا ترد من الساحر ميسي. بعد هدف ميسي ب15 دقيقة، سجل بيا الهدف الثالث..والذي أجهز تماما على يونايتد وكرس عقدة جوارديولا للسير فيرجسون، وهزمه مرة ثانية في نهائي الأبطال. بيكيه "عندما تكون لاعب كرة قدم، فأنت محظوظ جدا بالفوز بتلك الألقاب.. وعندما تفوز، تشعر بأنك كامل من الداخل". داني ألفيش "هو شعور مميز أن تكون جزء من هذا التاريخ". شابي "في النهاية، كل ما يهمنا هو الفوز.. ليس فقط الفوز، بل تقديم أداء جيد وجعل الجمهور فخورا بهذا الفريق". على مدار ثماني سنوات، استطاع برشلونة تحقيق 20 لقبا، ويعود الفضل لهذا النجاح المذهل لأكاديمية "لا ماسيا"..والتي تتطور فيها المواهب الكروية الصغيرة، بالإضافة إلى سوق الانتقالات الناجحة التي يقوم بها النادي دائما. ولكن الأمر الأهم في انتصارات برشلونة، هو فلسفة كرويف الجوهرية التي جعلت النادي واحدا من الأفضل على الإطلاق.