حياته هادئة مثل ملامحه تماماً، شاب قصير القامة ذو جسد لا يظهر منه تفوقه الرياضى، إن قابلته فى الشارع وكنت لا تعرفه لن تتخيل للحظة واحدة أنه أحد أباطرة كرة القدم عبر التاريخ. ولد أندرياس إنيستا لوخان فى مدينة الباسيتى الإسبانية فى الحادى عشر من مايو عام 1984، ظهرت عليه علامات حب كرة القدم منذ نعومة أظافره، فالتحق بمدرسة الكرة فى نادى الباسيتى المحلى عام 1994، قبل أن تلتقطه أعين كشافى فريق برشلونة ليبدأ رحلة المجد من أكاديمية (لا ماسيا) عام 1996، والتى استمر فيها حتى لعب مباراته الأولى مع فريق برشلونة الرديف عام 2000، ثم انتقل إلى عالم الأضواء بارتداء قميص الفريق الأول للنادى الكتالونى عام 2002. كان يوم السادس من مايو عام 2009 هو الانطلاقة الحقيقية للنجم ذى الوجه الطفولى الذى شهد العالم بموهبته الكبيرة لكن لم يكن أحد يثق به بعد، وذلك حينما هز شباك تشيلسى الإنجليزى بهدف التعادل لفريقه برشلونة فى نصف نهائى دورى أبطال أوروبا، معلناً صعود البلوجرانا للمباراة النهائية للفوز على مانشستر يونايتد بثنائية إيتو وميسى، ثم جاء يوم الحدث الأكبر فى تاريخه والذى حفر اسمه فى تاريخ إسبانيا بحروف من ذهب، وذلك حين سجل هدف فوز إسبانيا بأول بطولة كأس عالم فى تاريخها، ليعود إلى بلاده بطلاً قومياً ترفع له القبعات فى سانتياجو برنابيو (ملعب ريال مدريد) والميستايا (ملعب فالنسيا) قبل الكامب نو معقل فريقه. وجهت لإنيستا انتقادات واسعة قبل بدء بطولة يورو 2012، بعدما أخفق مع فريقه فى الفوز بالدورى أو دورى الأبطال، لكنه استعاد مستواه خلال اليورو، وعاد للرقص بالكرة على أطلال الخصوم، بلمساته الساحرة وتمريراته المتقنة، ليقود المنتخب الإسبانى لتحقيق اللقب الأوروبى للمرة الثانية على التوالى لتختاره اللجنة المنظمة للبطولة كأفضل لاعب فيها، ليخطف اللقب من زميله ورفيقه الدائم تشافى هيرنانديز صاحب لقب أفضل لاعب فى أمم أوروبا 2008.. وهكذا عاد الرسام للعرش الأوروبى.