تتجه أنظار محبي كرة اليد في العالم وبينهم قلوب أكثر من 70 مليون مصري يوم الأحد إلى تونس ، حيث تقام بطولة كأس العالم التاسعة عشرة لكرة اليد في الفترة من 23 يناير إلى السادس من فبراير المقبل بمشاركة 24 منتخبا من بينهم منتخب "الفراعنة". وعلى الرغم من أن المنتخب المصري ليس بالضيف الحديث على هذه النهائيات ، فإن مشاركته في هذا المونديال تختلف بشكل كبير عن باقي المشاركات ، إذ يضع "الفراعنة" نصب أعينهم ضرورة استعادة سابق مستواهم وسمعتهم الدولية بعد آخر ظهور دولي لهم ، والذي شهد انتكاسة كبيرة بحلولهم في المركز الثاني عشر والأخير في أوليمبياد أثينا 2004 بعد أن وصلوا للمركز السادس في سيدني 2000 ، بالإضافة إلى حلولهم في المركز الرابع عشر في آخر مونديال 2003 بالبرتغال. ويدرك المنتخب المصري جيدا أن التاريخ وحده لا يكفي لحصد الألقاب والفوز بالبطولات وهو ما سبق أن أثبتوه بأنفسهم بعد أن حققوا إنجازات عالمية من قبل بعد أن وصلوا للمركز الرابع على العالم في مونديال فرنسا 2001 وقبلها في مونديال مصر 99 الذي حقق فيه المركز السابع ، وأيضا تحقيقهم للمركز السادس في مونديال اليابان 1997. وللوقوف على حقيقة ما يمكن أن يصل إليه المنتخب المصري من خلال مشاركته في مونديال تونس 2005 يجب علينا أولا التعرف على المجموعة التي يلعب بها "الفراعنة" وهي المجموعة الرابعة التي تقام مبارياتها بمدينة سوسة والتي تضم منتخبات ألمانيا وصربيا والجبل الأسود "يوجوسلافيا" والبرازيل وقطر والنرويج. ويرى البعض أنه من سوء حظ المنتخب المصري أن يستهل مشواره في البطولة بمباراة منتخب ألمانيا الذي يعد أقوى المرشحين للصعود إلى الدور الثاني بل للفوز باللقب حيث من المتوقع أن يخسر "الفراعنة" المباراة مما قد يؤثر سلبا على معنويات اللاعبين ، ويرى أصحاب هذه النظرية أن إرجاء مباراة ألمانيا إلى الجولة الأخيرة كان سيعطي المنتخب المصري الفرصة لاستعاد مستواه المعهود مباراة بعد مباراة حتى يصل للقمة بحلول موعد اللقاء. وعلى النقيض يرى الكثيرون أن لقاء ألمانيا في البداية من شأنه أن يدخل "الفراعنة" إلى أجواء المونديال عن طريق الصدمة لينطلق بعدها بمنتهى القوة خلال المباريات التالية وعلى الترتيب مع صربيا ثم البرازيل ثم قطر وأخيرا النرويج. ولنأتي للمباراة الثانية أمام صربيا والتي تعد هي الأخرى مباراة قوية أمام أحد أقطاب كرة اليد في أوروبا وهي الأخرى غير مضمونة في ظل كثرة الإصابات التي يعاني منها منتخب مصر مثل مروان رجب الذي استبعد من التشكيل لحاجته إلى العلاج لفترة تناهز الثلاثة أشهر وشريف مؤمن وهاني الفخراني ومحمد عبد السلام حمادة الروبي. ويخوض المنتخب المصري بعد ذلك لقائين سهلين نسبيا أمام كل من البرازيل التي لا تتمتع بنفس المستوى والشهرة التي تحظى بهما في كرة القدم ، ثم قطر التي يعتبر مستواها متواضعا أمام قدرات "الفراعنة" وخبرتهم ، وإن كان المنتخب القطري قد حقق نتائج جيدة نسبيا خلال المونديال الأخير 2003 في البرتغال الذي تأهل إلى دوره الثاني. ويختتم المنتخب المصري مبارياته في الدور الأول بلقاء النرويج والذي يتوقع الكثيرون أن يحدد هوية صاحبي المركز الثالث والرابع في المجموعة باعتبار أن ألمانيا وصربيا سيحجزان البطاقتين الأولى والثانية ، وفي حالة عدم تحقيق منتخب البرازيل وقطر أي مفاجآت. ومن المعروف أن المنتخبات الأربعة الأولى في كل مجموعة سوف تصعد تلقائيا إلى الدور الثاني من البطولة. ولنأتي إلى قائمة المنتخب المصري المختارة لخوض النهائيات حيث اختار الالماني اوفي لوميل المدير الفني ل"الفراعنة" تشكيلة تضم بين صفوفها اللاعبين أصحاب الخبرة وهم الرباعي حمادة الروبي وحمادة النقيب (حارسا المرمى) وشريف مؤمن وصابر حسين وهؤلاء فقط هم آخر جيل العمالقة وجميعهم شاركوا في منتخب مصر للشباب الفائز ببطولة كأس العالم للشباب العام 91. كما ضمت القائمة المختارة ثلاثة لاعبين من جيل الوسط هم حسين زكي المحترف الوحيد في أوروبا الذي يلعب لنادي ثوسيداد ريال الإسباني ، وهو غير ريال سوسيداد المعروف ، وأحمد هتلر ووائل فهيم العائد بعد غيبة طويلة للمنتخب المصري. أما الجدد فهم حسن يسري ورامي يوسف ومحمد كشك وهاني الفخراني وعبد الله محمد ومحمد عبد الوارث ومحمد عبدالسلام "ريشة" وإيهاب محسن وبلال عواض. وتبقى نقطة أخيرة حاسمة في تحديد مدى ما يمكن أن نحكم من خلاله على نتائج المنتخب المصري في البطولة وهو الإعداد والمباريات الودية التي خاضها الفراعنة قبل هذه البطولة. فقد شارك المنتخب المصري في دورة سويسرا "الكأس الصفراء" وفاز بها بعد تغلبه على منتخبات الكويت 24-16 وكوريا 25-17 وسويسرا 23-19 وتعادله مع اليونان 17-17 ، إلا أن نت