(إفي) - توج النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بلقب أفضل لاعب في العالم للمرة الثانية في تاريخه، وذلك تكليلا لتقدمه المستمر في موسم حقق فيه رقما قياسيا شخصيا وأصبح فيه قائد ريال مدريد عن جدارة ومنقذا للمنتخب البرتغالي. وليس هناك حد لطموح كريستيانو، الذي يعتبره الكثيرون أفضل لاعبي البرتغال خلف الراحل إزيبيو، في الريال الذي حط إليه الرحال في 2009 بعد أن فاز بكل الألقاب مع مانشستر يونايتد الإنجليزي، ليحقق حلم طفولته باللعب في صفوف النادي الملكي. وولد كريستيانو في ماديرا في الخامس من فبراير 1985 لأسرة متواضعة، إلا أن حياته كانت لفتى قدر له التألق في عالم كرة القدم، حيث تملكه الشغف بممارسة اللعبة. ولم تتوقف طموحات كريستيانو، الذي أصبح مثالا يحتذي به الكثير من زملائه في تفانيه في كل تدريب والمجهود الاضافي الذي يقوم به فضلا عن النظام الغذائي الذي يتبعه. وبدأ كريستيانو مسيرته الاحترافية وهو ابن 17 عاما فقط في صفوف ناسيونال البرتغالي، الا أن موهبته لم تستغرق وقتا كثيرا لتجذب إليه سبورتينج لشبونة، الذي تعاقد معه بعد أن اجتاز اختبارا صعبا استمر ثلاثة أيام، ليفوز بأول تحدي في قائمته الطويلة. وانتقل بعدها (الدون) إلى العاصمة البرتغالية لتبدأ أسطورة استعان في بداياته بخبراء في علم النفس لمساعدته على تجاوز مرحلة المراهقة فضلا عن الاشراف الطبي على نموه البدني. وشارك للمرة الأولى أساسيا في صفوف سبورتينج في بطولة الدوري البرتغالي في أكتوبر 2001 ليترك انطباعا جيدا في نفوس عشاق النادي، الذي توج بلقب الدوري المحلي في ذلك الموسم. ولفت كريستيانو أنظار "كبار" أوروبا، لينتقل إلى صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي، ليتبناه السير أليكس فيرجسون كرويا. وأبهر كريستيانو المدرب السابق ل"لشياطين الحمر" بسرعته خلال افتتاح ملعب جوزيه ألفالادي استعدادا لكأس الأمم الأوروبية 2004 في كأس الأمم الأوروبية 2004، ليصدر "فرمانا" بالتعاقد مع اللاعب، الذي سعى يوفنتوس الإيطالي للاستعانة بخدماته. فقد وجد المدرب المخضرم في كريستيانو البديل المناسب لديفيد بيكهام، الذي انتقل حينها إلى ريال مدريد الإسباني. ولم يخيب كريستيانو آمال فيرجسون، حيث سجل في أول ظهور له ثلاثة أهداف "هاتريك" في مرمى بولتون واندررز. وسريعا ما خاض كريستيانو أول لقاء دولي له مع منتخب بلاده في كأس الأمم الأوروبية 2004، البطولة التي تألق فيها مع الإنجليزي واين روني. وكلل المجهود الذي بذله كريستيانو بالعديد من الانجازات التي حققها مع الشياطين الحمر، حيث فاز بالدوري الإنجليزي الممتاز ثلاث مرات وكأس رابطة الأندية الإنجليزية مرتين وكأس الاتحاد مرة واحدة ودرع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم مرة واحدة ودوري الأبطال مرة واحدة ومونديال الأندية مرة واحدة، ليتوج حينها بجائزة الكرة الذهبية الأولى له في 2008. وبعد نجاحه الكبير مع مانشستر، قرر فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد الاستعانة بخدماته، ليحتشد أنصار الفريق الملكي في سانتياجو برنابيو في حفل تقديم صاحب أغلى صفقة في التاريخ (94 مليون يورو)، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف طموح "صاروخ ماديرا". وفي 2009 وخلال أربعة مواسم فقط بدأ في صناعة التاريخ بقميص ريال مدريد، ليحتل مكانة بين أساطير بحجم باكو جينتو وبوشكاش وراؤول جونزالز وألفريدو دي ستيفانو، أبرز هدافي النادي الملكي. وتبرز من بين انجازات كريستيانو مع الفريق الملكي تسجيل أسرع 100 هدف (في 92 مباراة) وكونه أول لاعب في تاريخ الليجا الذي يهز شباك كل منافسيه في موسم واحد بالبطولة المحلية، واللاعب الوحيد الذي تمكن من هز شباك البرسا في ست مباريات "كلاسيكو" متتالية أقيمت في برشلونة.