لم يجد خبر براءة المسئولين عن ملف مصر لاستضافة كأس العالم 2010 موقعا في الصحف المصرية سوى في صفحات الحوادث دون أن ينال اهتماما من أحد رغم "الهوجة" التي صاحبت "صفر المونديال" الشهير والذى كلفنا الحصول عليه 43،1 مليون جنيه. وورد فى نص قرار النائب العام ببراءة المتهمين : "انتهت النيابة العامة إلى استبعاد شبهة كل جرائم العدوان على المال العمدية وغير العمدية في كل الوقائع موضوع القضية عدا مبلغ 631 ألف و373 جنيه ، وقد تمت إحالة المسئولين عن إهدار المبلغ إلى المحاكمة التأديبية". وكشفت التحقيقات عن أن قيمة الإهدار جاءت نتيجة التعامل مع شركات الطيران الأجنبية وعدم السفر على خطوط شركة مصر للطيران ، وحجز تذاكر البعثات الرياضية على الدرجتين الأولى ورجال الأعمال بدلا من الدرجة السياحية ، وهو ما يعد مخالفا للوائح. ولا تعني البراءة التي حصلت عليها لجنة الترويج لملف استضافة مصر لمونديال 2010 أنهم أنفقوا 42،6 مليون جنيه من إجمالي ما تم إنفاقه على حملة الدعاية بطريقة نموذجية. لقد أدى رجال القانون مهمتهم على أكمل وجه ، وهي النظر في الأوراق والمستندات الخاصة بالقضية وفحص الدلائل القانونية للتحقق من اتهام المسئولين بالتعدي على المال العام ، ولذلك حصل المتهمون على البراءة لعدم كفاية الأدلة ، لأن القضية لا تتعلق بسرقة أموال عامة ، لكنها تندرج تحت قائمة الإهمال الجسيم. كنت أتمنى أن نحاكم من تسببوا في "صفر المونديال" بتهمتي الجهل والفهلوة الرياضية ، فكيف يمكن لنا أن ننفق 42،6 مليون جنيه دون الحصول على صوت واحد ، في حين حصلت جنوب أفريقيا على 14 صوتا وحصلت المغرب على الأصوات العشرة الأخرى؟! ألا يعنى هذا فشلا ذريعا لمجلس اتحاد الكرة السابق وللجنة الترويج للمونديال؟ ألا يكشف هذا عن خلل بشع فى احترافية كل منهما وجهل رهيب بأبسط القواعد التي يفترض خبرتهم بها بحكم المناصبهم التى "يتطوعون" لشغلها؟! لقد برر المسئولون عن ترويج المونديال فشلهم باستخدام المنافسين لأساليب غير شرعية وملتوية .. فبماذا يسمون تصرفهم عندما تم اختيار ترينداد وتوباجو للعب مع منتخبنا الوطني وديا ومنح اتحادها مبلغ 86 ألف دولار لإرضاء العضو التريندادي فى اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)؟ مع ملاحظة أن بيان النائب العام قال إن المبلغ تم تحويله من بنك مصر إلى بنك أمريكي لحساب اتحاد الكرة التريندادي باسم "مهرجان 2006"!!
"ومن المؤسف أن أعضاء اتحاد الكرة السابق ممن يتحملون الجانب الأكبر من المسئولية يستعدون حاليا للترشح من جديد في انتخابات اتحاد الكرة في مارس أو أبريل القادمين". إلى أى مدرسة كروية تنتمي ترينداد حتى يتم استضافة فريقها ويحصل منتخبها على مقابل مادى للعب معنا .. ألا يعد هذا نوعا من الرشوة المقنعة؟ .. وابتعادا عن الفضيلة المزعومة التي حاولوا ارتداء عباءتها؟ وكيف برروا خسارتهم بوجود "تربيطات" بين الدول المتنافسة وأعضاء اللجنة التنفيذية .. أليسوا هم "أساتذة" التربيطات الانتخابية في الجمعية العمومية لاتحاد الكرة المصري؟! ومن المؤسف أن أعضاء اتحاد الكرة السابق ممن يتحملون الجانب الأكبر من المسئولية يستعدون حاليا للترشح من جديد في انتخابات اتحاد الكرة في مارس أو أبريل القادمين. وأعتقد أنه لم يكن من المقنع إحالة المسئولين عن ملف المونديال إلى النيابة من الأصل ، لأن التحقيق معهم جاء كمحاولة لإرضاء الرأى العام الغاضب ، أما الآن وبعد حصول المسئولين على البراءة ، لم يعد هناك من تشغله القضية. حتى السادة كتاب الأعمدة والمقالات في الصحف من غير الصحفيين الرياضيين الذين صدعوا رءوسنا بعد "فضيحة" الصفر في مقالاتهم تعبيرا عن غضبهم ، تناسوا موضوع المونديال تماما رغم أنهم لم يكتبوا حرفا قبل الفضيحة لدعم الملف. إن أبسط ما يمكننا اتخاذه ضد المسئولين عن "فضيحة" الصفر هو أن نحرمهم من حق الترشح لانتخابات اتحاد الكرة المقبلة ، وإذا كان القانون يمنحهم هذا الحق ، فيجب أن يسقطهم أعضاء الجمعية العمومية لاتحاد الكرة. وفى النهاية أتساءل : هل أصاب "الصفر المونديالى" المسئولين عن الرياضة فى مصر بالشلل؟ .. وهل يمكننا الاستفادة من استضافة جنوب أفريقيا لكأس العالم 2010 بدلا من البكاء على اللبن المسكوب؟! .. الفرصة ما زالت أمامنا ، بشرط حسن النوايا. .. وللحديث بقية إن شاء الله