(إفي): طالب وفد دولي من النقابات العمالية السلطات القطرية اليوم بتحسين اوضاع العمال، كما أدان معاناة قطاع كبير منهم بسبب ما وصفها بالانتهاكات. جاءت زيارة الوفد الى الدوحة كرد فعل على التقرير الذي نشرته صحيفة (جارديان) البريطانية في ال26 من سبتمبر الماضي، وكشف عن مقتل 44 عاملا نيباليا خلال الاسابيع الماضية ضحية للانتهاكات أثناء القيام بأعمال تشييد الملاعب التي ستستضيف مونديال كرة القدم 2022. وأصدر الوفد بيانا يستنكر فيه خلق مناخ من "الترهيب والرعب" للعمال دون تهيئة ظروف مناسبة للعمل. وأجرى خبراء النقابات الدولية مناقشات مع عمال من نيبال والهند وبنجلاديش والفلبين أجمعوا خلالها أنهم يتمنوا لو لم يحضروا الى قطر بسبب المعاملة القاسية. واشتكى العمال من عدم تنفيذ الوعود بتقاضي أجر مريح وتخصيص عدد ملائم لساعات العمل وتقييد حركتهم بسبب حجز المسؤولين على جوازات سفرهم، كما يتم تسكينهم في اماكن مكتظة. وأفاد البيان أن قوانين العمل في قطر لا تلائم المعايير الدولية، ولا توفر حقوق العمال، كما انتقد عدم تدخل السلطات باتخاذ اجراءات صارمة لوقف "استغلال آلاف العمال". وتشكل الوفد من 15 شخصا ينتمون لألمانيا وبلجيكا وفرنسا وسويسرا والنرويج والهند ودول أخرى. وطالب الوفد بتوفير ظروف ملائمة للعمالة الأجنبية في قطر، التي يقدر عددها ب1.2 مليون شخص، والتأمين على حياتهم وصحتهم. ويعتمد تشييد المباني والبنى التحتية المختلفة في قطر بنسبة 99% على العمال الاجانب، أغلبهم من دول جنوب آسيا، وفقا لبيانات الاتحاد الدولي لعمال البناء. ونظم المنتمون لتلك النقابات مظاهرات احتجاجية تطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بسحب تنظيم بطولة كأس العالم من قطر عام 2022. وكانت (جارديان) قد ذكرت أن طوال فصل الصيف سقط قتيل واحد على الأقل يوميا من العمال بمنشآت البطولة، معظمهم من الشباب الذين تعرضوا لأزمات قلبية، واصفة ما يتعرض له العمال ب"العبودية". وخصصت قطر ميزانية تقدر ب100 مليار دولار (73 مليار و900 مليون يورو) من أجل البنى التحتية للمونديال.