سيظل يوم 18 اغسطس موعداً رمزياً لعشاق المنتخب البرتغالى لكرة القدم لفترة ليست بالقصيرة، فهو التاريخ الذى أعلن فيه رمز كروى اسمه لويس فيجو اعتزاله اللعب الدولى، مع تركه الباب مفتوحاً للعودة إلى ارتداء قميص المنتخب البرتغالى فى المستقبل غير المنظور. إلا أن أبرز ما يميز مسيرة فيجو الكروية التى تتضمن 110 مباراة دولية برفقة المنتخب انها مسيرة خالية من المعجزات، و الملامح الملائكية القادرة على الهام محبى الكرة المستديرة، و الانجازات غير المسبوقة. بل إنها على العكس مسيرة وقودها الوحيد هو الكفاح المرير، مسيرة عامرة باللحظات المحبطة، و التصرفات الصبيانية، و المواقف العملية، لحظات التتويج الذهبية، و أيضاً التعرض للقذف بالبيض الفاسد. إنها مسيرة تليق بمحارب كان عليه أن يخوض حروبه دون كلل، مسيرة لا تخلوها السقطات، و اللحظات المجيدة أيضاً. إنه علامة برتغالية مسجلة للنجاح. لويس فيجو المولود فى احد أيام شهر نوفمبر من عام 1972 ينتمى لعائلة ذات خلفية عمالية متواضعة من الناحية المادية، اعطت لإبن مدينة المادا البرتغالية مؤشراً بأن طريقه لن يكون مفروشاً بالورود، حيث كان عليه ممارسة رياضتة المفضلة فى شوارع المدينة الخلفية اولاً. قبل أن يلتقطه نادى العاصمة سبورتينج لشبونة فى سن الحادية عشرة، لافتاً انظار جميع مدربيه خلال مختلف المراحل السنية، متمنياً فى يوم من الأيام أن يعرف مقعداً فى تشكيلة النادى الاساسية و اللعب فى دورى القسم الأول على أقصى تقدير. إلا أن قدر الكرة البرتغالية الذى كانت توضع ملامحه اراد لفيجو دوراً اكبر، و اكثر محورية كقائد لجيل جديد صنع عصر نهضة للكرة الوطنية لم تعرفه منذ عصرها الذهبى فى ستينات القرن الماضى برفقة ازيبيو و فريقه الذهبى، ليصبح رمزاً لكل مراهق يلعب كرة القدم فى شوارع لشبونة.
كان لإنضمام فيجو إلى جانب مجموعة كاملة من السحرة ضمن تجربة فريق الناشئين عام 1989، تأثيراً كبيراً فى استيعاب دورهم خلال المرحلة القادمة ، خاصة بعد فوزهم ببطولة اوروبا فى ذلك العام، و احتلالهم للمركز الثالث فى كأس العالم للناشئين فى اسكتلندا. و هو الانجاز الذى اجبر مراقبى اللعبة فى البرتغال على ملاحظة أن هناك رياحاً جديدة تهب على الملاعب الوطنية، إلا أن الرياح اكتسحت البلاد تماماً فى كأس العالم للشباب التى استضافتها البرتغال عام 1991، و ذلك بالفوز باللقب بعد عروض استعراضية جذابة، و نتائج مبهرة تضمن التغلب على البرازيل فى المباراة النهائية. لتصبح أسماء روى كوستا و فيرناندو كوتو و جورجى كوستا و كابوتشو اسماء متداولة فى الشارع الكروى المحلى، إلا أن الأنظار كانت دوماً تبحث عن قائد ملهم لتجده فى لويس فيجو، بشخصيته الجادة التى تفوق سنه، و ملامحه الحادة، و حساسية مركزه فى الملعب، الذى يتطلب قدراً لا بأس به من تحمل المسئولية. توقع الجميع أن يشغل فيجو و رفاقه موقعاً متميزاً على الصعيد المحلى بعد اللقب العالمى للشباب، إلا انه كان على لزاماً على فيجو البحث عن مقعد اساسى اولاً فى فريق سبورتينج لشبونة، و هو ما تحقق بصعوبة بالغة فى مطلع موسم 1991 -1992 ،و الذى شهد تكرار اسم فيجو بقوة على على اسماع جمهور المتابعين، من خلال مشاركته فى 34 مباراة بالدورى، شهدت احرازه هدفاً واحداً. مما مهد لخظة بالغة الأهمية أيضاً بانضمامه للمرة الأولى للمنتخب الوطنى أمام لوكسمبورج فى من عام 1992، صانعاً لنفسه اسماً بارزاً فى مفكرة مدربى المنتخب الأول. إلا أن المقعد الاساسى لم يقم بحجزه فيجو منذ اليوم الأول، خاصة فى ظل حالة تجديد الدماء و عدم الاستقرار الذى حلت بالمنتخب خلال سنوات التسعينات الأولى، و التى حرمت الفريق لاحقاً من تأهل ممكن لأمم اوروبا 1992، إلى جانب إقصاء كارثى من تصفيات كأس العالم 1994، و هى حالة اخفاق تسببت فى تأجيل نجومية جيل فيجو لسنوات تالية. كان على سفينة فيجو أن تصل إلى مرفأ بعد رحلة حافلة بالأحلام المؤجلة برفقة سبورتينج لشبونة، حيث عرف ذلك الشاب البرتغالى خلال موسم 1995/1996 حصاداً لبعض ما زرعه فى الأعوام الماضية، و الذى شمل قيادته منتخب بلاده لنهائيات كأس الأمم الاوروبية 1996 فى انجلترا، فى أول ظهور برتغالى على الصعيد الدولى بعد عشرة اعوام عجاف، ليقود فريقه فريقه المكون من ابناء جيله إلى تقديم عروض مبهرة فى بلاد الانجليز، انتهت بتصدر مجموعته فى الدور الأول، قبل الخروج الحزين أمام جمهورية التشيك فى دور الثمانية، بعد أن وضع الخبراء اسم البرتغال كبطل مستقبلى للكرة الاوروبية فى المستقبل القريب. كانت المواسم الثلاثة التالية للويس فيجو عامرة بالتصرفات الصيبيانية، المفرطة فى عمليتها، و باللحظات التاريخية أيضاً، فبدأها بتوقيعه لناديي بارما و اليوفنتوس الايطاليين فى نفس التوقيت صيف ع