لا يكفون عن الثرثرة.. فى كل شىء يتحدثون وبإسهاب، يشهرون راية المغلوبين على أمرهم.. يقطنون فى ثوب المظلومين الباحثين عن طوق تبرئة ساحتهم مما لصق بهم، إنهم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، الذين نشأوا فى كنف جماعتهم على سياسة تعتمد على مهادنة الأحداث ومراودة الشعب. قيادات الجماعة يطلقون قذائفهم النارية على مسامع خصومهم، يبادرون بالاختباء فى جحورهم عند اقتراب كل حدث ينافسون عليه أو يدعون له، قبل بدء الجولة الأولى لاستفتاء الدستور.. نالت المعارضة نصيبها كاملاً من التصريحات الهجومية، وسرعان ما توقفت ألسنة رجال الجماعة عن «الذم والتوبيخ»؛ لأن مصلحة مرور الاستفتاء تقتضى ذلك، عصام العريان ومحمد البلتاجى وسعد الحسينى وصفوت حجازى - آلة الأزمات الإعلامية.. عاهدوا الجماعة على تهدئة المناخ، فأصواتهم تحولت للمهادنة وأجيجهم انقلب لصمت، فالمعارضة الآن تعمل بدون هجوم إخوانى.. لأن مرور الموقف يجعل الإخوان يدخلون مرحلة بيات شتوى مؤقت. السياسة نفسها اتبعتها الجماعة قبيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بواسطة التصريحات الإعلامية الوهاجة، وبعد أن انتهت الانتخابات عادت السهام الإخوانية لتستأنف عملها فى استهداف المعارضة المدنية. الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى، يرى الصمت الإخوانى قبل الفعاليات السياسية المشاركين بها أحد أنواع مراودة الشعب للحصول على التصويت المتوافق مع رغباتهم، مضيفاً أنهم يعتمدون على الشعارات الدينية فى الحشد والدعاية «بيكسبوا بيها بعض الأصوات خاصة فى المناطق الريفية»، يقول الدكتور صادق إن الإخوان يجيدون اللعب بالبيضة والحجر فى الرهان على إرادة الناس «دى لعبتهم اللى بيكسبوا بيها الانتخابات كل مرة»، موضحاً أنهم سرعان ما يعودون لطبيعتهم الصدامية مع المجتمع والرأى المعارض لهم.