أعطت إسرائيل، اليوم، الضوء الأخضر للمضي في خطة مثيرة للجدل لبناء 1500 وحدة سكنية استيطانية في القدسالشرقيةالمحتلة، فيما أعلنت السلطة الفلسطينية أنها بصدد اتخاذ خطوات لوقف الاستيطان، منها اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي. وأعلنت متحدثة باسم وزارة الداخلية الإسرائيلية أن الوزارة وافقت على بناء 1500 وحدة سكنية استيطانية في رمات شلومو بالقدسالشرقيةالمحتلة، وهو مشروع كانت نددت به واشنطن عام 2010. وقالت المتحدثة إيفرات أوبراخ "إنه تم تخفيض الخطة من 1600 إلى 1500 وحدة، والآن يجب إعادة تقديم الخطة لتلائم الشروط للحصول على الموافقة النهائية"، مشيرة إلى أن الأمر "قد يستغرق شهورا أو سنوات". وأشارت أورباخ إلى أن اللجنة استمعت في الاجتماع إلى اعتراضات الجمهور وأمر التعديلات. وسببت هذه الخطة أزمة دبلوماسية مع واشنطن عند إعلانها للمرة الأولى في 2010، تزامنا مع زيارة نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى القدس، ولقائه كبار المسؤولين الإسرائيليين وقتها لتعزيز محادثات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية. وبقيت الخطة مجمدة منذ أغسطس 2011، لكن قبل أسبوعين أعلنت وزارة الداخلية الإسرائيلية إعادة إطلاقها. وإعلان اليوم سيزيد من الاستياء الدولي الذي سببه قرار منفصل من إسرائيل لبناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية، ردا على منح الجمعية العامة للأمم المتحدةفلسطين صفة دولة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية، الشهر الماضي. ومن جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة: "ندين بشدة القرار الإسرائيلي، وستكون السلطة الفلسطينية بصدد اتخاذ خطوات كبيرة ضرورية قريبا جدا ضد الاستيطان، منها في مجلس الأمن الدولي، وخطوات أخرى ضرورية لمنع تنفيذ هذه القرارات الاستيطانية في أراضي دولة فلسطينالمحتلة من قبل إسرائيل". واعتبر أبوردينة هذا القرار "الاستيطاني استهانة بالمجتمع الدولي، الذي صوَّت لدولة فلسطين وضد الاستيطان، وهو استفزاز غير مقبول". وأضاف: "على إسرائيل أن تتحمل مسؤولية هذا التصعيد الخطير، لأنها لا تدمر فقط حل الدولتين، وإنما تدمر احتمالات الأمن والاستقرار في المنطقة". ومن جهته، طالب كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، الإدارة الأمريكية بأن "تصوت لصالح القرارات الفلسطينية التي ستقدم لمجلس الأمن ضد الاستيطان الإسرائيلي". وقال عريقات: "لا يمكن أن تبقى إسرائيل فوق القانون، ويجب أن تلتزم به، ونحن ندرس خياراتنا، حيث لا بد من وضع حد للعبثية الإسرائيلية بأمن واستقرار المنطقة، وتحديها للعالم وللشعب الفلسطيني الذي تحتل أراضي دولته". وأضاف: "رغم أننا ندين بشدة هذا القرار الاستيطاني ونطالب العالم بوقفه، إلا أنه أصبح مطلوبا أن نتخذ خطوات أخرى لوقف هذا السرطان الاستيطاني الذي تصعده حكومة إسرائيل". واحتلت إسرائيل القدسالشرقية عام 1967، وتعتبر القدس بشطريها "عاصمتها الأبدية والموحدة"، ولا تعتبر البناء في الجزء الشرقي منها استيطانا، في حين يطالب الفلسطينيونبالقدسالشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، وينددون دائما بالاستيطان في الشطر الشرقي من المدينة. ويقيم أكثر من 340 ألف مستوطن إسرائيلي في مستوطنات بالضفة الغربيةالمحتلة، وهو رقم في تزايد مستمر، كما يقيم نحو مئتي ألف آخرين في أكثر من عشرة احياء استيطانية في القدسالشرقيةالمحتلة.