استضافت "الوطن"، ندوة موسعة لأطراف مبادرة "بداية جديدة" لدمج المتعافين من الإدمان في المجتمع، تتيح للشخص المتعافي أخذ قرض من بنك ناصر الاجتماعي، في حدود 50 ألف جنيه كحد أدنى، و75 ألف جنيه كحد أقصى بفائدة بسيطة، للبدء في مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر، هي خطوة من جانب الحكومة، ممثلة في وزارة التضامن، وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، وبنك ناصر، أدار الندوة الكاتب الصحفي محمود مسلم رئيس تحرير جريدة "الوطن"، وطارق صبري. وقال معتز عمر (32 عاما)، وأحد المتعافين من الإدمان والمستفيدين من قرض الصندوق: "الإدمان بدأ مع تزايد الفضول بداخلي أن أخوض تجربة جديدة، بالأساس أخي كان مُدمنا، الحكاية بدأت معايا بسيجارة، ثم توالت السهرات الأسبوعية، التنقل بين المراحل التعليمية المختلفة جعلني أجرب كل أنواع المخدرات، حتى وصلت لأسوأ مخدر (الهيروين)، أتذكر أني كنت أوهم أسرتي أني أحصل على دروس إضافية في المرحلة الثانوية، وأحصل على الأموال لشراء المخدر". وتابع عمر، قائلا: "الجميع سواء من أهلي أو أصدقائي نبذوني، حتى حينما حصلت على عمل، كنت أسرق صاحب المحل، سرقت أختي، وصل الأمر أني بدأت بيع مخدرات لزملائي حتى أحصل على أموال لشراء المخدر، الأمر وصل لدرجة أني أصبحت غير قادر على جلب أموال لشراء المخدر، وتعرضت لمواقف اجتماعية محرجة". وأوضح المتعافي من الإدمان، أن رحلة العلاج تضمنت عدة مراحل، مثل أي مدمن غير مقتنع بالعلاج، تركيزه على التعاطي فقط، دخلت أحد المستشفيات في مدة علاج استمرت أياما فقط، وخرجت، وعدت مرة أخرى للتعاطي، وبدأت مجددا البحث عن حيل جديدة للحصول على المخدر، ولا أنسى إلقاء القبض علىّ أثناء بيع المخدرات، وللأسف لم أتعلم، بمجرد الإفراج عني عدت مجددا للتعاطي والإتجار. وأكد عمر: "كل تركيزي (ازاي اشرب)، من حوالي 3 سنوات، أخيرا قررت أتعافى بجدية، لأن الجميع (يكرهني ويرفضني)، لدرجة أن أهلي رفضوا يفتحوا لي الباب عشان أدخل الشقة، خلاص مش عايزيني، وقتها اتجهت لمستشفى المعمورة، وسلمت نفسي للمعالجين، هناك تعلمت مبادئ التعافي، التي أهمها أن تكون أمينا ولا تكذب، الأخصائيون أيضا كانوا يعقدون معنا جلسات تأهيلية يومية، وعلى مدار سنوات العلاج الثلاث، كنت أرى حفلات تكريم المستشفى للمُتعافين، وأقول لنفسي: (هل يا ترى هييجي اليوم اللي هبقى زيهم فيه)، وحاليا أعمل كمساعد في الخط الساخن لعلاج الإدمان، لعلاج الحالات المستحدثة". وأوضح المتعافي من الإدمان، أن مشاركته في علاج المدمنين، أثّر فيه على المستوى الشخصي، قائلا: "طلبوا مني أعمل مساعد في العلاقات الخارجية لعلاج الإدمان، بخاصة وأن هناك حالات تخضع لعلاج خارجي دون الحاجة لدخول المستشفى، أكتر حد ممكن يصدقك هو المدمن اللي زيك، ثم عدت مجددا للعمل في مستشفى المعمورة كمشرف، وشاركت في المؤتمر السنوي للمستشفى، وقمت بإلقاء كلمة (المُتعافين)". وعن بدايته تفكيره في الحصول على قرض من بنك ناصر، قال عمر: "دراستي بالأساس كانت سياحة وفنادق، فكرت في البداية أن أحصل على قرض لفتح كافيتريا، لكن لاحقا تغيرت الفكرة بعد دراسات لفتح مشغل ملابس، بخاصة وأن والدي يمتلك مصنع ملابس، وحصلت على مساعدة كبيرة من أعضاء الخط الساخن للإدمان، لأن المشغل سيساهم في تشغيل أسر، والدي يساعدني في المشروع، وأنا دوري فيه مجرد (عامل)، الآن أنا أشارك في فيلم تسجيلى للصندوق عن المتعافين، هذا شيء عظيم بالنسبة لي أن أصل لتلك اللحظة، حصلت على قرض بمبلغ 50 ألف جنيه لمشروع مشغل ملابس، وأسدد 1375 جنيها على 4 سنوات". حضر الندوة، سمير علم الدين نائب مدير بنك ناصر، والدكتور أحمد الكتامي المشرف المساعد على الخط الساخن بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، ممدوح سيف المسؤول عن الجوانب المالية لمشروعات المتعافين، حسن حجاج أخصائي نفسي ومشرف على علاج المتعافين، تامر حسني أخصائي نفسي ومشرف على علاج المتعافين، وهادي مصطفى ممثل العلاقات العامة لصندوق الإدمان، كما حضر 5 شباب من إجمالي 7 منحوا قروضا من البنك.