"زحام" و"تكدس"، وأزمة كبيرة تتركها وجود السيدات وسط الرجال في عربات القطارات، وتزيد الأزمة مع التحرش الجسدي والتدافع بين الركاب، ما اضطر السيدات للمطالبة ب"عربة" خاصة لهن في قطار خط (بنها - منوف)، ليبدو للوهلة الأولى وكأنه "الحل السحري" الذي يقضي على الأزمة، إلا أن الحل لم يجد قبولا. "عايزين أمن يمنع الرجالة من ركوب عربة السيدات".. أحاديث قالتها السيدات لبعضهن، بعد التجربة الأولى لركوب عربة "السيدات فقط"، تقول "عائشة سمير" (27 عاما)، عاملة بأحد مصانع القليوبية: "العدد كبير، وعربية واحده لا تكفي، القطار نصفه سيدات". ترى الفتاه العشرينية، أن الكثير من السيدات يتعرضن للتحرش الجسدي في القطار، لافتة إلى أنه لم يتحرك أحد إلا بعد زيارة رئيس السكك الحديد للمحطة، ومشاهدته لما يحدث بعنيه، تقول عائشة: "يعني لو ماكنش جه وشاف اللي بيحصل في الستات مكانش خصص عربية للستات". تؤكد عائشة أن العربة "خطوة إيجابية"، لكن يجب أن يتم تنظيمها أكثر من ذلك، متسائلة: "ليه ميكونش عربيتين في كل قطر زي مترو الأنفاق". غياب للأمن واضح المعالم، حسبما تقول "منال محمد" (33 سنة): "الرجالة بيركبوا معانا بردو، وبيتسحبوا وسطينا، والمشاجرات لا تنتهي، ساعة كاملة وقفت على قدمي طيله الطريق، بينما أحد الرجال أخذ مكاني ولم يتحرك". تقول الفتاه الثلاثينية: "الخناقات مش نافعة معاهم، لازم قانون ورجاله أمن، مدام دي عربية خاصة بالسيدات، يبقى يلزموا الرجاله متركبش فيها". أحاديث جانبية تطرقت لها السيدة مع باقي النساء، حول ما يحدث في البرلمان، وكيفية تطوير السكك الحديدية، تقول: "شوفنا ستات كتير في البرلمان، ونفسنا الست تاخد حقوقها في البلد دي زيها زي الراجل ويمكن أكتر"، مضيفة: "السيدة التي تعمل وتعول أسرة بالكامل وتربي أبنائها، من حق المجتمع عليها أن يقدرها لا أن يزيد معاناتها"، تضيف: "إحنا متراقبين في كل خطوة، ومحدش سايبنا في حالنا، نفسي الست تمشي بحرية والدولة تحميها بالقانون وبالنظام". مصطفى عمر، كان أحد الركاب بمحطة بنها، يقول: "الموضوع اتنفذ تمام، والقطر اتغير، وفعلا اتخصص عربية للسيدات، والناس عملت وقفة وجت في الآخر الشرطة مقدرتش تسيطر على الناس، وسابت الوضع زي الأول واكتر"، مشيرا إلى أن القطر الجديد طرقته الخاصة "ضيقة للغاية"، حسب وصفه: "ناس كتير واقفة على الرصيف معرفتش تركب والقطر بيتحرك قدامهم". قرار بتخصيص عربة للسيدات بعد زيارة وزير النقل سعد الجيوشي إلى محطة بنها في ديسمبر الماضي، لكثافة مشغوليتها واستجابته لمطالب الركاب، وسعت الهيئة لتنفيذ القرار: "جهزنا القطارات بعد الزحام الشديد الذى لاحظناه"، هكذا يقول رئيس هيئة السكة الحديد، أحمد حامد ل"الوطن"، متابعا: "24 قطارا يوميا في الاتجاهين، ياريت الناس تنفذ التعليمات وتلتزام بالأماكن المخصصة للسيدات".