- مدير محطة بنها: الوزارة لم تقرر عقوبات للمخالفين وبدأنا التطبيق منذ أيام - طالبة: القرار أراحنا من التحرش والمشاجرات.. وموظف: توجه خاطئ يزيد التكدس فى عربات الرجال - خدمات أمنية جديدة أمام عربة السيدات بعد تشغيلها.. ومطالبات بتعميم التجربة - مصدر: الوزير أمر بتخصيص عربتين للسيدات لكن السكك الحديدية لم تنفذه لأن القطار يتكون من 5 عربات فقط زحام.. مشاجرات.. مضايقات.. كلها مشاهد متكررة فى رحلة الركاب داخل قطار بنها منوف أحد خطوط قطارات الضواحى التى تخدم عشرات القرى والمدن الصغيرة فى الدلتا. ويزداد الأمر صعوبة مع السيدات والطالبات اللاتى يركبن القطار للذهاب إلى أشغالهن وكلياتهن، وهو ما دفع وزير النقل، سعد الجيوشى، أخيرا لإصدرار قرار بتخصيص عربة للسيدات على غرار مترو الأنفاق، وسط عدة تساؤلات عن مدى نجاح التجربة الجديدة ومدى التزام الركاب بها. «الشروق» رافقت عربة السيدات فى رحلتها واستطلعت آراء المواطنين والمسئولين حول التجربة الجديدة التى قد يتم تعميمها فى حالة نجاحها. بدأت الرحلة من رصيف خط منوف فى محطة قطارات بنها، حيث يتكدس الركاب على الرصيف انتظارا لقدوم القطار وبدء الرحلة إلى منوف. الرصيف يضم مزيجا ممثلا للمجتمع فهناك موظفون وموظفات وطلبة وطالبات وسيدات مسنات تحملن احتياجاتهن للتسوق والبيع فى مدينة بنها، حيث يتحرك القطار ليقف فى 9 محطات مختلفة، وينهى رحلته فى منوف. فى البداية، التقينا داخل القطار الطالبة بالمعهد الفنى الصحى ببنها، دعاء السيد، التى وصفت القرار ب«الجيد»، مطالبة بزيادة العدد إلى عربتين خاصة أن معظم مستقلى القطار من السيدات والطالبات. وقالت الطالبة فى كلية التجارة بجامعة بنها، دنيا باسم، إنها تستقل القطار يوميا للذهاب إلى الكلية من الباجور إلى بنها، فى رحلة لا ينقصها التحرش والمشاجرات من الركاب، بسبب الزحام وسوء سلوك البعض، حسب تأكيدها. أما الطالبة مها أحمد فتؤكد أنها تضطر إلى الذهاب إلى مخزن القطارات لحجز كرسى تجلس عليه خلال رحلتها من بنها إلى منوف، على الرغم من المضايقات التى تتعرض لها من الركاب. وتحكى مها قائلة «3 سنوات قضيتها أستقل القطار فى سفرى، وعلى الرغم من سوء أوضاعه لم أستطع استقلال وسيلة مواصلات سواه لأنه الأرخص ثمنا، وهذا ما يدفعنى إلى الذهاب مبكرا إلى مخزن القطارات لحجز كرسى قبل الزحام». على الجانب الآخر، يرى محمد السيد، موظف، أن القرار خاطئ لأن عربات القطار لا تكفى الأعداد الكبيرة التى تستقله يوميا، متسائلا: «ما العمل فى حالة وجود زحام، بينما توجد أماكن خالية فى عربة السيدات»، وخاطب وزير النقل قائلا «ليس كل ما يطبق فى القاهرة ينفع للأقاليم». ولحل هذه الأزمة، طالب السيد بعودة عربات «المصطبة» التى كان يعمل بها القطار قديما، والتى كانت تسمح باتساع الطرقات داخليا لأن الركاب يكونون فى مواجهة بعضهم البعض على غرار مترو الأنفاق، أما العربات الجديدة فهى عبارة عن كراسى متتالية تجعل الطرقات لا تسع للوقوف على الرغم من شدة الزحام الذى يتكرر يوميا. وأوضح مدير محطة قطارات بنها، معوض مليجى، أن القرار تم تنفيذه ابتداء من يوم الاثنين الماضى، حيث يتم التنبيه عبر الإذاعة الداخلية للمحطة بعدم استقلال أى شاب أو رجل هذه العربة، مع كتابة عبارات إرشادية على الأبواب لتنبيه الجميع. وأضاف مليجى فى تصريح ل«الشروق» أنه حتى الآن لم يتم فرض غرامات على المخالفين لأنها لم تصدر من الوزارة، بينما تنتظر إدارة المحطة صدور قرارات جديدة فى هذا الشأن لتفعيلها، مؤكدا أن الخط يشهد زحاما شديدا لأنه يخدم أكثر من مركز، فضلا عن أنه خط فردى ويعمل بواقع 12 رحلة طوال اليوم. وطالب جمال فتحى، مفتش تذاكر، بتعميم القرار على جميع الخطوط، لافتا إلى أنه لاقى إقبالا من السيدات ومستقلى القطارات، فيما كشف مصدر مسئول بالسكة الحديد فى بنها عن أن الوزير سعد الجيوشى خصص عربتين للسيدات، لكن القرار من الصعب تطبيقه بسبب وجود 5 عربات فقط فى القطار، وبالتالى سوف تتبقى 3 عربات فقط للرجال، وهو ما قد يؤدى إلى حدوث مشادات بين الركاب ويدفع بعضهم لعدم الالتزام بالقرار، لذلك تم تخصيص عربة واحدة فقط الآن لدراسة التجربة ولحين زيادة عدد العربات. وأشار المصدر إلى أن خط بنها منوف يطلق عليه «قطار الموظفين» لأن معظم ركابه من الموظفين فى محافظة المنوفية وقرى بنها الذين يستقلون قطار القاهرة من محطة بنها للذهاب إلى أعمالهم، مشيرا إلى أن من ضمن المشكلات التى تواجه آلية تنفيذ القرار أيضا عدم وجود خدمات متابعة من السكة الحديد خاصة فى المحطات الصغيرة، حيث تتركز فقط فى المحطات الرئيسية ببنها والباجور ومنوف، فإن الالتزام بالقرار سيكون صعبا خاصة فى أوقات الزحام. وفى سياق متصل، أكد مأمور شرطة محطة قطارات بنها، العقيد حسين سابق، أن الخدمات الأمنية موزعة على جميع الأرصفة للحفاظ على أمن وسلامة الركاب، موضحا أنه فور تطبيق قرار تخصيص عربة للسيدات يتم تعيين خدمات أمنية بها لمنع أى شاب من استقلالها، وضبط أى مخالف، بالتنسيق مع مسئولى السكة الحديد بالمحطة.