أكد عبدالرحمن الصادق المهدي، مساعد رئيس الجمهورية السوداني، أن سد الألفية الذي تبنيه أثيوبيا على نهر النيل لن يؤثر كثيراً على حصة مصر والسودان من المياه، موضحاً أن هدف بناء السد ليس استغلال واستهلاك المياه في الزراعة ولكن في توليد الكهرباء، بما لا يؤثر على كمية المياه الواردة لدولتي المصب. ورداً على سؤال حول تجربة تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان في عهد جعفر النميري والتي كانت أحد أسباب مطالبة الجنوبيين بالانفصال، وكيفية الاستفادة من تلك التجربة في مصر، قال المهدي: "نقول للمصريين إن الرأي والرأي الآخر يجب أن يفصل بينهم صندوق الانتخابات وليس صندوق الذخيرة، والانتخابات لم تعط الرئيس المصري تفويضا أبديا بالحكم، ونحن كأمة متقدمة لابد أن نقبل نتيجة الصناديق، والرئيس إذا نجح نؤيده لفترة ثانية او ننزع منه الحكم من خلال الانتخابات، وينبغي ألا يهمنا من يحكم ولكن كيف يحكم مصر". وقال "المهدي"، خلال اجتماعه بأعضاء المجلس المصري للشؤون الخارجية مساء أمس: أثيوبيا تعد هضبة كبيرة ولا تمتلك الكثير من الأراضي الصالحة للزراعة وسوف تستغل مياه السد في توليد الكهرباء وتصديرها، بما لا يؤثر على كمية المياه حيث لن يتم استهلاكها. وتابع: "الخبراء يقولون إن الحرب القادمة هي حرب المياه، ولا نريد ذلك. موقف السودان ومصر واحد، ونسعي سوياً لمنع تأثير السد الأثيوبي على حصة مصر والسودان. وحول علاقة جنوب السودان بأثيوبيا، أكد على عمق العلاقات بين البلدين بحكم الحدود والقبائل المشتركة بينهم، مشيراً إلى حرص اثيوبيا على إقامة علاقات متوازنة بين الشمال والجنوب واستضافة العاصمة الاثيوبية أديس أبابا لجولات التفاوض بينهما. وأكد أن جنوب السودان لا يسيطر سوى على 20% من مياه النيل أما بقية المياه فتأتي من النيل الأزرق الذي تسيطر عليه شمال السودان. وأكد مساعد الرئيس السوداني على أهمية استكمال مشروع قناة جونجلي والقضاء على المعوقات التي تقف أمامه، موضحا أن القناة يمكن أن تقلل بدرجة كبيرة من المياه التي يفقدها النيل عبر الكثرة الترع والمستنقعات، معتبراً أن المشكلة الرئيسية التي تواجه القناة هو تضرر الجنوبيون من إنشاءها نتيجة حرمانهم من الانتشار الأفقي للمياه، مما يدفع المتمردين إلى تدمير أي تقدم يتم إحرازه في إنشاء القناة.