واصلت الغالبية العظمى من مجتمع الأعمال دعمها بقوة للفريق أحمد شفيق المرشح الرئاسى، الذى من المقرر أن يخوض الإعادة مع مرشح الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى، وشددوا على ضرورة احترام نتائج الصناديق الانتخابية والعملية الديمقراطية، وأكدوا أن الشعب فى النهاية هو من سيختار رئيسه، رافضين فى الوقت ذاته الاتهامات بتوجيههم للعاملين بمصانعهم لمرشح دون غيره. وقال محمد المرشدى رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات إنه سيختار مرشح التيار المدنى، الذى سيحقق الأمن فى الشارع المصرى بأسرع وقت، ومن سيحقق العدالة، موضحا أنه ضد تقسيم المجتمع المصرى إلى تيارات وفئات، وأكد المرشدى أن الطريقة التى تمت بها إدارة الجولة الأولى من الانتخابات دليل على الشفافية والحيادية اللتين كانتا السمة المميزة للمشرفين على العملية الانتخابية، بدءا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة وانتهاءً بالقضاء، لافتا فى الوقت ذاته إلى أن التيار الإسلامى ارتكب العديد من الأخطاء خلال الفترة الماضية، من خلال ممارستهم الإقصاء لفئات بعينها من الشعب، قائلا: إن الكتلة الصامتة أكدت أنها قادرة على تغيير موازين العملية الانتخابية فى مصر. ونفى المرشدى قيام أصحاب المصانع بتوجيه العمال لاختيار مرشح رئاسى أو آخر، مؤكدا أن العامل قد يقتنع بأفكار صاحب العمل أو يثق فيه وفى اختياراته وبالتالى يقتدى به فى التصويت، لكن ذلك لايعنى بالضرورة أن يجبر أحد أى فرد على الاختيار. ويدعم شريف عفيفى رئيس غرفة صناعة مواد البناء الفريق أحمد شفيق، مشيرا إلى أن الرجل يمتلك خبرات إدارية هائلة ولديه من الكفاءة ما يرجح كفته فى الفترة المقبلة. وأكد محمد المهندس نائب رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، أنه سيختار الفريق شفيق، الذى يرى فيه خبرة سياسية وإدارية جيدة، قائلاً: «أنا أعذر من يقولون على شفيق إنه من الفلول، لكن من غير المنطقى أن نحكم على الرجل من 18 يوما شغل خلالها منصب رئيس الوزراء»، مضيفا: أتوسم فى شفيق الخير، خاصة فيما يتعلق بمسألة إعادة الأمن الذى افتقدناه على مدار العام ونصف الماضيين. وأشار إلى أن وجود شفيق فى السنوات الأربع لحكم مصر قد يسهم فى إعادة تنظيم البلاد، بما يمكنها من الانطلاق بعد ذلك، ولفت المهندس إلى أن هناك تخوفات واضحة داخل مجتمع الأعمال من التيار الإسلامى الذى يبدو غير واضح لكثيرين من رجال الأعمال، منوها فى الوقت نفسه إلى عدم إمكانية التنبؤ بنتائج الإعادة بين مرسى وشفيق. وعلى الرغم من رفض محمد البهى وكيل اتحاد الصناعات الإفصاح عن مرشحه الذى سيصوت له فى جولة الإعادة، لكنه أكد أن هناك حالة «سيولة انتخابية»، مشيرا إلى ضرورة الأخذ فى الاعتبار مسألة أن هناك 30% من القوة التصويتية لم تنزل إلى التصويت بعد، وقال إن جولة الإعادة ستكون صراعا بين جناحين أحدهما سيلعب على عنصر إعادة الأمن، والآخر سيستخدم المدخل العاطفى الدينى، كاشفا عن عزم اتحاد الصناعات عمل مناظرة بين شفيق ومرسى فى الفترة المقبلة، استكمالا لدور الاتحاد فى سلسلة المؤتمرات التى عقدها مع مرشحى الرئاسة للتعرف على توجهاتهم. وأكد البهى أنه مهما كانت نتائج جولة الإعادة فلن يتمكن أحد من إعادة الزمن إلى الوراء، مضيفا: كلنا فى مركب واحد ونحن سنتعاون مع من سيأتى أيا كان. واعتبر محمد جنيدى رئيس نقابة المستثمرين الصناعيين أن المجتمع المصرى بين خيارين أحلاهما مر، موضحا أنه لن يتمكن من تحديد خياره بشأن المرشح الرئاسى فى الوقت الحالى، لافتا فى الوقت ذاته إلى أن سيطرة الإسلاميين على كافة مؤسسات الدولة يعنى سلطة مطلقة ستؤدى فى النهاية إلى مفسدة مطلقة، وفقا لقوله، معتبرا أن رجال أعمال كانوا أعضاء سابقين فى الحزب الوطنى ساهموا فى دعم المرشح أحمد شفيق.