على مستوى المرشحين المحسوبين على نظام حكم المخلوع - أقصد عمرو موسى والفريق أحمد شفيق - سوف تتفتت الأصوات بينهما.. وأعتقد أن أيا منهما لن يستطيع حسم المعركة من الجولة الأولى.. كما أنه ليس من المتوقَّع بحال أن يتم اختيار الرجل الذى أسقطته الثورة رئيسا. يتوجه المصريون اليوم لاختيار رئيس الجمهورية فى انتخابات غير مسبوقة فى تاريخ مصر.. ومن الأمانة أن نقول: إن عملية الاختيار لم تستند فى الغالب الأعم إلى برامج المرشحين بقدر ما ارتكزت على عوامل أخرى، خاصة أن البرامج فى مجملها العام تكاد تكون متشابهة، فضلاً عن أنها أقرب إلى الشعارات والتمنيات منها إلى قضايا موضوعية واقعية يمكن ترجمتها وتجسيدها على أرض الواقع.. هذا إضافة إلى أن الجماهير لم تعتَد بعدُ على دراسة برامج المرشحين والمقارنة أو المفاضلة بينها على أسس علمية وقواعد منهجية.. فإذا وضعنا فى الاعتبار نسبة الأمية لدى المصريين، وتجريف الحياة السياسية الذى حدث طيلة عقود، علاوة على تخريب العقل المصرى، لأدركنا أننا ما زلنا بعدُ بعيدين عن هذا النمط من التفكير والتقويم. على مستوى المرشحين المحسوبين على نظام حكم المخلوع - أقصد عمرو موسى والفريق أحمد شفيق - سوف تتفتت الأصوات بينهما، وأعتقد أن أيا منهما لن يستطيع حسم المعركة من الجولة الأولى.. كما أنه ليس من المتوقَّع بحال أن يتم اختيار الرجل الذى أسقطته الثورة رئيسا.. ولعل ما لاقاه فى أسوان خير دليل، وأعتقد أن فوزه أو حتى دخوله مرحلة الإعادة سوف يجر إلى ما لا تُحمد عقباه. على مستوى المرشحين المحسوبين على التيار الإسلامى، وهم: د. محمد سليم العوا ود. عبدالمنعم أبوالفتوح ود. محمد مرسى، سوف يحدث الشىء ذاته، أى تفرق الأصوات بينهم.. بالطبع يعتبر أبوالفتوح ومرسى فرسى رهان.. صحيح أن الثانى يقف وراءه تنظيم قوى، سعى جاهداً وبكل ما أوتى من طاقة وجهد لاكتساب أرض جديدة كل يوم، بل كل ساعة، على أمل تحقيق الفوز من الجولة الأولى، أو على الأقل تعويق أبوالفتوح عن حسم المعركة لصالحه أو حتى الإعادة مع آخر، وبالتالى يمكن لمرسى فى هذه الحالة أن يدخل إعادة مع موسى أو أبوالفتوح.. لكن ما حدث من مواقف وممارسات من الجماعة خلال الأشهر الماضية خصم من رصيدها على المستوى الشعبى العام، ولا أعتقد أن نسبة الأصوات التى حصلت عليها فى انتخابات مجلس الشعب سوف تتكرر، خاصة فى انتخابات الرئاسة.. كذلك أظن أن الشعب المصرى لن يقبل بسهولة احتكار الإخوان لكل مواقع السلطة، وأنه سيفكر طويلاً قبل أن يختار مرسى. خلال أكثر من عام استطاع أبوالفتوح أن يحشد وراءه أعداداً كبيرة من الشباب.. وكانت النواة الأولى من هؤلاء من شباب الإخوان ممن كانت لهم مشكلات مع الجماعة.. وقد لحقت بهم مجموعات أخرى قناعةً منها بشخص أبوالفتوح كمناضل قديم وقامة كبيرة كان لها إسهامها خلال عقود طويلة، خاصة أن الجماعة لم يكن لها آنذاك مرشح.. ومع الوقت كان الحشد، خاصة من جمهور المتدينين العاديين، يتراكم حول أبوالفتوح كما كرة الثلج.. وفى الآونة الآخيرة أعلن فصيل كبير من التيار السلفى، إضافة إلى الجماعة الإسلامية وحزب الوسط، دعمهم له.. فإذا أضفنا إلى ذلك أن كتلة من داخل الإخوان سوف تصوِّت له، لأدركنا أن فرصة أبوالفتوح كبيرة، خاصة فى مرحلة الإعادة. فى تصورى فرص حمدين صباحى فى الإعادة محتملة وإن كانت قليلة، وأقل منها فرص سليم العوا، رغم ذلك فقد يفاجئنا الشعب المصرى بما لم يكن فى التصور أو الحسبان.