«التعليم» تنتدب 50 ألف مصحح للثانوية العامة.. والمدرسون: بدأت رحلة العذاب

«لاوندى»: «ظهرى بيتقطم عشان 30 جنيها فى اليوم».. و«أنور»: «المعاملة غير آدمية ووقت التصحيح لا يكفى»

تبدأ اليوم وزارة التربية والتعليم، إرسال خطابات، انتداب 50 ألف مصحح للثانوية العامة، التى تنطلق امتحاناتها 9 يونيو المقبل، فى وقت تتواصل فيه مخاوف المدرسين، من تكرار الأزمات السنوية التى تواجههم أثناء قيامهم بمهام التصحيح والمراقبة.
وأكد الدكتور رضا مسعد، رئيس قطاع التعليم العام بالوزارة، انتهاء الوزارة، من طباعة أسئلة الامتحانات، مضيفاً: «الأسئلة ستكون واضحة، مراعاة للظروف التى تمر بها البلاد، والوزارة أصدرت تعليمات للمصححين، بالتعامل المرن مع إجابات الطلبة، بهدف الحفاظ على مستقبل الطلاب».
وتضمن خطاب الندب، مجموعة من التعليمات، منها ضرورة التزام كل مصحح بالسؤال الذى يصححه فقط، ومعاينة اللجنة والتأكد من سلامتها وإعداد الأماكن المخصصة، لكل منها طبقاً لأعداد المنتدبين والتحقق من شخصية المصحح قبل دخوله واستخراج بطاقة خاصة به.
وشددت الوزارة على إخلاء جميع غرف التصحيح بعد نهاية العمل يوميا، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتأمين اللجنة، بالاتفاق مع الشرطة والمطافئ، وتبدأ مواعيد العمل من الثامنة صباحا وحتى الثالثة ظهرا، ويمكن تقاضى أجر يومى فى حالة الحاجة.
وانتهت لجنة إدارة الأعمال الخاصة بامتحانات الثانوية العامة من حصر، أعداد المنتدبين النهائية، الملاحظين، والمراقبين والمعاونين، والمقدرين، الذين كلفوا، بالقيام بأعمال الامتحانات، وبلغ عدد الملاحظين فى جميع القطاعات، 72700 ملاحظ مقسمين إلى 29200 فى قطاع القاهرة و14680 فى قطاع الإسكندرية و15510 فى قطاع المنصورة، و13310 فى قطاع أسيوط، بينما بلغ عدد المراقبين، 11200 مراقب مقسمين إلى 3450 فى قطاع القاهرة و2800 فى قطاع المنصورة و3180 فى قطاع الإسكندرية و1770 فى قطاع أسيوط، و12921 معاوناً مقسمين إلى 3431 فى قطاع القاهرة و3500 فى قطاع الإسكندرية و3430 فى قطاع المنصورة و2560 فى قطاع أسيوط، وقد وصل عدد المقدرين إلى 17900 فى قطاع القاهرة و9500 فى قطاع الإسكندرية و9400 فى قطاع المنصورة و8500 فى قطاع أسيوط.
قال هانى لاوندى، مدرس لغة عربية فى مدرسة حكومية: «مكان التصحيح غير آدمى، وغالبا يكون فى إحدى المدارس القديمة فى السيدة زينب، حيث يجلس المدرسون، على مقاعد مكسورة وغير نظيفة بالمرة، والمقابل الذى يحصل عليه المدرس لا يوازى الجهد المبذول، ونحصل على 300 جنيه فى 10 أيام، يعنى ظهرى بيتقطم عشان 30 جنيها فى اليوم».
ويضيف «لاوندى»: الواحد لو بيدى دروس كان يجيبهم فى حصتين، وأغلبنا يسكن فى أماكن بعيدة عن مكان لجان التصحيح، ولا توفر لنا الوزارة أى وسائل مواصلات، وكذلك لا تعطينا بدل انتقالات أو وجبات غذائية.
ويعبر لاوندى عن شعوره بالمرارة أحياناً عندما يظلم الطلبة بدون قصد بسبب قرارات الوزارة المتأخرة، قائلاً: «بنبدأ تصحيح من أول يوم على نماذج إجابات معينة، وبنكتشف تانى يوم إن الوزارة غيرتها دون أدنى اعتبار للورق اللى اتصحح، فى طلبة كتير بيتظلموا بدون داع، أتمنى الاعتذار عن التصحيح هذا العام، لكنى لا أستطيع ذلك؛ لأن الاعتذار يكون لأسباب محددة وضئيلة جداً».
ويضيف ياسر أنور مدرسة بمدرسة نبوية موسى الثانوية بمدينة نصر: «المعاملة غير آدمية، الوقت المخصص للتصحيح لا يكفى، الوزارة تهتم بالكم وليس بالكيف، وكل مجموعة قوامها عشرة مصححين ومدرس للمراجعة، مطلوب منها أن تنجز ما يزيد على 200 امتحان، وقد يصل الأمر فى بعض الأحيان إلى 400 امتحان، لا يوجد ما يسمى، إتقان عمل، المهم مظاريف الامتحانات تخلص»، ويتمنى ياسر ألا يتم انتدابه هذا العام للتصحيح، قائلاً: «تُستنزف قوانا دون أى مقابل مادى محترم».