تلعب الصفحات الإسرائيلية المكتوبة باللغة العربية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" العديد من الأدوار التي تتجسد في استغلال الأحداث لمصلحة الكيان الصهيوني، فمثلما كان للمطبِّعين دور تستغله تلك الصفحات في الفترة الماضية، كانت أيضًا المناسبات محل استغلال لهم سعيًا إلى الظهور بشكل راقٍ أمام العالم بعيدًا عن قتل الفلسطينيين يوميًا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي. "المولد النبوي الشريف" كان آخر ما استغلته الصفحات الإسرائيلية لتوجيه "التهنئة" للأمة الإسلامية، وكان على رأسهم المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، والذي لم تمر جمعة واحدة إلا وخرج زاعمًا تهنئة المسلمين على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، حيث خرج قائلًا: "بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف.. إليكم أجمل تحياتي وكل عام وأنتم بألف خير"، ناشرًا رسما لمسجد مدون تحته عبارة: "جيش الدفاع الإسرائيلي". أما "أوفير جندلمان" المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، فنشر صورة وعليه صورته فوقها كلمات: "بمناسبة حلول ذكرى المولد النبوي الشريف، أتقدم بأحر التهاني إلى الإخوة المواطنين المسلمين في البلاد، وإلى المسلمين عامة"، وذلك على خلفية لرسم مسجد. فيما وجهت صفحة "إسرائيل في مصر" وهي صفحة السفارة الإسرائيلية في القاهرة تهانيها إلى الشعب المصري مباشرة، قائلة: "سفارة إسرائيل في مصر تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بالمولد النبوي الشريف"، كما نشرت صورة لحلوى المولد مدون عليها عبارة: "مولد نبوي سعيد"، وفي الأسفل كلمة "إسرائيل". أما عن صفحة "إسرائيل تتكلم العربية" المعروفة على "فيس بوك"، فنشرت الصورة التي جاءت على صفحة السفارة الإسرائيلية قائلة: "بمناسبة حلول عيد المولد النبوي نهنئ المسلمين في البلاد والعالم قاطبة، عسى أن يعيده على الجميع بالخير والبركة والوئام". كما وجهت الصفحة الإسرائيلية سؤالا للمتابعين للتفاعل، وهو: "كيف يتم إحياء هذا العيد في كل بلد؟ شاركونا". من جانبه أكد الدكتور خالد سعيد، الخبير في الشأن الإسرائيلي، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، أن متابعة هذه الصفحات ضرر، وذلك لأنها تستخدم بعض المصطلحات التي تريد زرعها في أذهان الناس. وأضاف أن أسلوب التهنئة للمسلمين بمثابة "السم في العسل"، مشيرًا إلى أنهم يهدفون إلى التواصل بين الصهاينة والمسلمين.
