«السيسى»: لا يستطيع أى جهاز بالدولة تجاوز القانون

الرئيس فى إطلاق مشروع «تنمية القناة»: «نتحدى التحدى.. ومحدش يعرف يعمل اللى بنعمله فى 10 سنين.. ولا نبدأ فى مشروع إلا بعد استيفاء الدراسات الخاصة به والتأكد من جديته»
وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى، العديد من الرسائل شديدة الأهمية إلى الشعب المصرى بكل أطيافه ومؤسساته، محدداً بشكل دقيق للغاية «خارطة التحديات»، التى تواجهها الدولة فى طريقها للانطلاق نحو المستقبل.
وقال الرئيس، خلال إطلاقه أمس إشارة البدء لتنمية محور قناة السويس، إن الشركات تعمل فى هذا المشروع منذ شهرين، مضيفاً: «قلت للمصريين من قبل لن نتحدث فى مشروع إلا إذا كنا نعمل فيه بالفعل».
وتابع: «المشروع كان يتعمل فى 3 سنين». وطالب الرئيس، اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالانتهاء من المشروع فى سنتين فقط، بدلاً من ثلاث سنوات، فما كان من الأخير إلا أن أجاب: «تمام يا أفندم».
وشدّد «السيسى» على أننا «لا نبدأ فى مشروع إلا بعد استيفاء الدراسات الخاصة، والتأكد من جديته»، مضيفاً بحزم: «لن نسعى لشىء إلا إذا كان مدروساً من كل مؤسسات الدولة». واستطرد: «لقد تم اتخاذ قرار بتنفيذ المشروع منذ 2002، لكن على مدى 12 سنة لم يتحقق منه إلا القليل جداً». وأكمل بثقة: «المصريون بيعملوا حاجة عظيمة، لأن الشركات تعمل ليل نهار فى أماكن محدش يعرف عنها حاجة».
وفى لهجة تحدٍّ بالغة الدلالة، قال الرئيس: «أتحدى أى حد يعمل اللى إحنا بنعمله فى 10 سنين، وأنا عارف باقول إيه، كل مشروع إيدينا وقلبنا وعقلنا فيه».
كان ممكن نختار الطريق السهل ونمنح كل شاب 10 أو 20 ألف جنيه.. ونغسل إيدينا منهم.. لكننا اخترنا الطريق الأصعب بضخ المليارات فى مشروعات التنمية
وعن الشباب، قال: «كان ممكن نختار الطريق السهل، ونمنح كل واحد من الشباب 10 أو 20 ألف جنيه قرض للمشروعات الصغيرة، ونغسل إيدينا منهم، لكن إحنا أخدنا الطريق الصعب، وبنضخ مليارات الجنيهات فى المشروعات. إحنا مش بنضحك على حد، وبنعمل بجد».
وشدد «السيسى» على أن مصر أمامها 3 تحديات هى الإرهاب والفساد والمشكلة الاقتصادية. وعن الإرهاب، قال: «إحنا بنبنى فى ظل تحدى الإرهاب، وفى ظل ناس لا بيعرفوا يبنوا، ولا عايزين حد تانى يبنى. هما بيعرفوا يهدوا بس، لكننا هنبنى بفضل الله». أما عن تحدى الفساد، فقال: «بنحارب.. وهنبنى».
وعاد إلى المشكلة الاقتصادية.. وتحدث بوضوح: «يجب أن تنتبهوا كويس لبلدكم. اتفقنا كلنا هناخد بالنا من مصر.. مش أنا لوحدى.. لأنى لوحدى لن أستطيع بناء مصر والحفاظ عليها». وفى جملة لافتة، تابع: «الدولة ما بتعملش شعب.. لكن الشعب هو اللى بيعمل دولة».
وذهب الرئيس بكلامه إلى المستقبل، موضحاً أنه خلال أيام سيتم افتتاح «نموذج» الفرافرة ضمن مشروع زراعة المليون ونصف المليون فدان، مشيراً إلى الانتهاء من بناء 1500 وحدة سكنية لبدء الانطلاق ضمن المشروع.
وتابع بقوة: «ازرعوا الأمل فى نفوس الناس».
وقال إننا نعد بنية أساسية متطورة لدولة محترمة من خلال الشبكة القومية للطرق (5 آلاف كيلومتر)، التى انتهت المرحلة الأولى منها بالفعل، وتهدف إلى الربط بين المدن والمحافظات المختلفة بشكل أكبر وأفضل، بالإضافة إلى ربط الموانئ بالمناطق الصناعية.
وتابع: الدولة اتخذت إجراءات سريعة لمواجهة الأمطار والسيول، ووضعنا خطة عاجلة لتحسين شبكة الرى والصرف الصحى، وهناك خطة أخرى ستنهى خلال عامين ونصف العام مشكلات الرى والصرف الصحى فى منطقة الدلتا بالكامل.
3 تحديات تواجه مصر: الإرهاب.. والفساد.. والمشكلة الاقتصادية
وعن الأسعار، قال الرئيس: «الأسعار قلّت فى كل مصر من خلال منافذ ثابتة ومتحركة. الدولة تدخلت بقوة، وكثير من رجال الأعمال فى هذا القطاع تجاوبوا بفهم ومسئولية لتخفيض الأسعار، وأنا أقول لهم شكراً». وشدد على الحكومة أن تستمر فى ضبط الأسعار، وأن الجيش سيوزع مليوناً ونصف المليون كرتونة على المناطق الأقل دخلاً خلال 10 أيام.
واستطرد: «أهلاً بالمستثمرين.. لدينا كل ما تحتاجونه من كهرباء وغاز وعمالة».
وتساءل: «لماذا دائماً هناك قلق وتشكك ونوايا غير صحية وكلام غير دقيق ينتشر، هدفه عرقلة المساهمة».
وخاطب الرئيس المستثمرين قائلاً: «اشتغلوا.. ابنوا.. عمروا».
وتابع: «لا أحد يجرؤ على فعل شىء فى مصر إلا بالقانون، ولا يستطيع أى جهاز فى الدولة أن يتجاوز القانون.. وهناك برلمان مقبل هيحاسبنا كلنا.. تعالوا نشتغل عشان خاطر بلدنا، ونحط إيدينا فى إيدين بعض عشان نبنى بلدنا».
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى أطلق إشارة بدء مشروع تنمية محور قناة السويس، أمس، مع عدد من الأطفال وأبناء الشهداء، من بورسعيد.
وتابع: «إحنا واخدين الطريق الصعب، وكل مشروع نتحدث فيه عن مليارات الجنيهات، ونحن لا نضحك على أحد ولا نكذب، فنحن ناس صادقين، عايزين نقول للناس أننا نفعل بجد لبكرة، وكان ممكن كل شاب يأخذ 20 ألف جنيه ويعمل مشروع ونقول له إننا ساعدناك، لكن بناء البلاد شرف وجهد وأمانة وليس حاجة ثانية».
واستهل «السيسى» كلمته بدعوة الحضور للوقوف دقيقة حداد على أرواح ضحايا الإرهاب، موضحاً أنهم يرسلون رسالة للعالم بهذا الافتتاح.
وأضاف: «إن المصريين يتحدون التحدى حتى يكون هناك مستقبل أعظم»، موضحاً أنهم يخططون لإقامة مدينة ساحلية شرق «شرق بورسعيد».
إحنا بنشتغل فى ظل ناس لا بيعرفوا يبنوا.. ولا عايزين حد تانى يبنى.. هما بيعرفوا يهدّوا وبس
وشدد على أنهم لن يفعلوا شيئاً إلا إذا كان مدروساً جيداً، لأن هذه موارد يدفعونها لكى يحققوا للمصريين حلماً، مشيراً إلى أنه يقول للناس ذلك حتى تفهم أنهم لن يفعلوا مشروعاً إلا إذا كان لديهم دراسة كاملة عنه.
وأكد أن من يعمل فى كل المشاريع مصريون بشركات مدنية حتى من تدرب على معدات الحفر الخاصة بالأنفاق للشركات الأربع من مهندسى هذه الشركات حتى نكتسب الخبرة ويكون لدينا عمل مصرى خالص.
وتساءل السيسى: «متى سيتم إنجاز الأنفاق الأربعة؟» ورد اللواء كامل الوزير، «النفق الأول سينتهى فى أول 2017، والباقى فى منتصف 2018، لأن كل الدراسات والمعدلات العالمية تقول ذلك حسب المعدلات الحسابية والإنشائية».
وعقب السيسى «هل من الممكن الانتهاء من أول نفقين بعد سنتين؟»، فأوضح «الوزير» أن أول نفق سينتهى بعد سنة ونصف منذ يوم التنفيذ الفعلى فى 25 أبريل.
وطالب «السيسى» بعمل رحلات ليتابع ما أُنجز فى المشاريع القومية، مشدداً على أنهم يتحدون الإرهاب الذى يحاول أن يهز مصر، وقال: «لا هم عارفين يبنوا ولا عايزين يخلوا حد تانى يبنى، فالإرهاب يهدم فقط، ونحن مع ذلك سنبنى رغم كل ذلك».
بنحارب وهنبنى بلدنا كلنا مش لوحدى.. والدولة ما بتعملش شعب.. الشعب هو اللى بيعمل دولة
وشدد على أن هناك تحدياً اقتصادياً لمصر، وأضاف: «يجب عليكم أن تأخذوا بالكم من بلادكم، وتشوفوا اللى بيتخطط لكم، ونحن كلنا اتفقنا ناخد بالنا من مصر، ونحن معاً نبنى مصر ونحافظ عليها، ولا أحد يستطيع أن يفعل لوحده ذلك، فالدولة لا تعمل شعباً، الشعب هو من يعمل الدولة ويحافظ عليها».
ولفت إلى أن الريف المصرى بالفعل بدأوا فيه، والمبانى التى مخطط أن تفعلها الدولة بدأت فى الفرافرة، وسنفتتح خلال أيام أول جزء من مشروع المليون ونصف المليون فدان.
وقال: «إنه يجب توفير بنية تحتية جيدة للمساعدة فى جذب المستثمرين»، معلناً عن أن هناك مطارات بدأ العمل فيها، لكن لم يتم الإعلان عن ذلك بسبب «أهل الشر».
وأضاف: «أوشكنا على الانتهاء من تطوير المرحلة الأولى من الشبكة القومية للطرق»، موضحاً أن دول العالم تدفع ثمن عدم المواجهة الحقيقية للإرهاب، مشيراً إلى أن «المصريين» لا أحد يستطيع أن يمنعنا أن نبنى ونكمل بلدنا.
وتابع: «إن العالم كله فهم أن مواجهة الإرهاب ليست فقط عسكرياً ولكن أيضاً فكرياً، ونحن مستعدون أن نواجه الإرهاب المعادى للإنسانية والدين».
أقول للمستثمرين: لدينا كل ما تحتاجونه.. اشتغلوا وابنوا وعمّروا.. تعالوا نشتغل ونحط إيدينا فى إيدين بعض
وأوضح أن هناك خطة عاجلة لتحسين محطات الصرف والرى، وهناك خطة ستنتهى خلال عامين ونصف لتنهى مشكلة الرى فى منطقة الدلتا بالكامل.
وحول الأسعار، قال: «نحن حريصون أنه خلال شهر 12 سيكون حصل تقليل لأسعار السلع الحقيقية فى كل مصر، وهناك منافذ متحركة من أجل التغلب على ظاهرة ارتفاع الأسعار»، مشيراً إلى أن كثيراً من رجال الأعمال تجاوبوا لتخفيض أسعار السلع، وهناك استهداف لضبط الأسعار بصفة دائمة.
ولفت إلى أنه سيجد المصريون أسعاراً مناسبة خلال الأيام القليلة المقبلة، موضحاً أنه سيتم توزيع مليون ونصف المليون كرتونة على المناطق قليلة الدخل من القوات المسلحة.
ودعا كل المستثمرين للعمل، وقال: «لدينا فرصة عمل لشبابنا فى مصر»، وأضاف: «يأتى لى بعض القلق من رجال الأعمال»، وتساءل: «لماذا هناك قلق تجاه أهالينا المصريين، فهذا الكلام ليس صحيحاً، وأطالب رجال الأعمال بأن يبنوا ويعمّروا، وهناك قانون فى البلد فلا أحد يستطيع أن يفعل شيئاً دون قانون، ولا يليق بأى جهاز فى الدولة أن يتجاوز فى القانون، وهناك برلمان مقبل سيحاسبنا كلنا».
وطالب رجال الأعمال والمستثمرين بأن يزيلوا أى شكوك، مشدداً على أنها ليست صحيحة، وقال: «تعالوا نضع كلنا أيدينا مع بعض ونبنى بلدنا».
وتوجه «السيسى» بالتحية والشكر لكل من أسهم فى إنجاز مقدمة مشروع شرق التفريعة، وقال: «حتى نهاية ديسمبر سنذهب ونلتقى فى مشاريع أخرى»، وفى نهاية كلمته، قال: «نحتاج أن نبنى أنفسنا قبل أن نتحدى العالم»، مختتماً كلامه ب«تحيا مصر» 3 مرات.
وشاهد الحضور، خلال حفل الافتتاح، فيلماً تسجيلياً يوضح المخطط التفصيلى لمشروع شرق بورسعيد.
من جانبه، أكد المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، أنه جارٍ تنفيذ مجموعة أنفاق بشمال الإسماعيلية عند الكيلو 73 شرق قناة السويس لإيجاد محور مرورى يبدأ من قلب القاهرة، وحتى ميناء العوجة البرى على الحدود الدولية الشرقية.
وأوضح خلال حفل تدشين الرئيس السيسى لمشروعات شرق بورسعيد، أن المحور يتضمن طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوى الذى تم تطويره لمواكبة الزيادة ليكون 5 حارات مرورية فى كل اتجاه وإنشاء «كبارى» علوية، ويمر الطريق بالعاشر من رمضان إحدى قلاع الصناعة بالشرق الأوسط بجانب تطوير وصلة أبوسلطان، وطريق تحيا مصر شمال الإسماعيلية الذى يتكون من كوبرى ودائرى مرورى بمنطقة تقاطع أنفاق شمال الإسماعيلية.
وأضاف: «جارٍ تجهيز سحارة أسفل قناة السويس لنقل المياه لشرق القناة، وإنشاء سحارة أخرى لمرور مياه مصرف المحكمة لاستغلالها ومعالجتها لزراعة 60 ألف فدان شرق منطقة سرابيوم. وتابع: «إن تطوير المنطقة الثالثة فى السويس والعين السخنة، يشمل إنشاء رصيف جديد للغاز الطبيعى المسال، والتخطيط لتطوير الموانئ وإنشاء خدمات بحرية ولوجيستية ومحطات لتوليد الطاقة، والتخطيط لربط شرق القناة بالغرب، وإنشاء نفقين للسيارات وواحد للسكة الحديد، وتطوير طريق طابا شرق القناة بطريق القاهرة السويس غرب القناة يمر الطريق بمناطق التجمعات بمدينة الشروف وبدر، ويمر كذلك بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وأشار رئيس الوزراء، إلى أنه من المخطط أن تستوعب العاصمة الإدارية الجديدة 6.5 مليون نسمة، لافتاً إلى أن تخطيط العاصمة الجديدة يتم على أعلى مستوى تعليمى وسكنى وطبى، لافتاً إلى أنه قد تم البدء فى تنفيذ المرحلة الأولى منها على مساحة 10 آلاف و500 فدان بإجمالى 15 ألف وحدة سكنية.
وقال إنه سيتم إنشاء مدينة الإسماعيلية الجديدة كاملة المرافق والخدمات، لافتاً إلى أنها ستكون أول مدينة متاحة لذوى الاحتياجات الخاصة.
وأضاف أنه تم التوقيع مع الجانب الروسى على إنشاء محطة الضبعة النووية، والتى تتضمن 4 مفاعلات نووية سيتم تشغيلها طبقاً لمعايير الأمان الدولية، بتكاليف منخفضة، لافتاً إلى أنها ستوفر فرص عمل للشباب خلال عملية الإنشاء، كما أنه جارٍ إنشاء مدينة سكنية لأهالى الضبعة، وتشمل 1500 منزل بدوى.
وتابع: «إننا نسعى لربط شرق القناة بغربها عبر توسيع الطريق على جانبى القناة»، مؤكداً أنه سيتم توسعة الطرق شرق القناة بطول 500 كليو متر فى الاتجاهين كل اتجاه 3 حارات مرورية منها طريق الأمل شمال الإسماعيلية.
وأضاف «إسماعيل» أيضاً أنه سيتم توسعة طريق الإسماعيلية بورسعيد غرب القناة بطول 104 كيلومترات فى الاتجاهين 4 حارات مرورية فى كل اتجاه، مضيفاً أنه جارٍ إنشاء محور 30 يونيو يبدأ من الطريق الدولى الساحلى جنوب بورسعيد حتى طريق الإسماعيلية الصحراوى عند العلامة 90 ومخطط استكمال الطريق حتى يصل لطريق جبل الجلالة. وشرح رئيس الوزراء عملية تحديث منتجع الجلالة السياحى، والذى يجرى إنشاؤه على شاطئ خليج السويس بمساحة 100 فدان حتى مارينا لليخوت، موضحاً أنه يربط الجلالة بالمنتجع طريق صاعد إلى أعلى الجبل، وذلك لتكوين محور مصر أفريقيا.
وفى نهاية كلمته بمراسم الاحتفال بإعطاء إشارة البدء لتنمية منطقة شرق بورسعيد، قال رئيس الوزراء: «أؤكد أن المشروعات جزء من المخطط العام للتنمية الشاملة للانطلاق لمصر المستقبل، والتى لن تُبنى إلا بأيدى وسواعد أبنائها»، موجهاً الشكر للهيئة الهندسية للقوات المسلحة وجميع الشركات العاملة بالمشروع.