بروفايل| "الداعشي جون".. العازف بالسكين على رقاب الرهائن

بملابس سوداء تشير إلى انتمائه للتنظيم الإرهابي الأشهر "داعش"، وملامح أخفاها وشاح من اللون نفسه، يصبح الشيء المميز الوحيد في هيئته هو "الجفيرة" ذات اللون البني، حاملا فيها سكينا حادا إلى جوار قلبه، أعده جيدًا لذبح ضحاياه بعد التلذذ بتعذيبهم، في دراما مكرورة بطلها "جون" الإرهابي نجم مقاطع فيديو "داعش" الدموية التي يبتز بها العالم.
"قاطع الرؤوس".. هكذا اشتهر الداعشي "جون" الذي كان رمزًا لعمليات ذبح الرهائن، حيث يظهر الشاب ماسكًا للسكين إلى جانب ضحيته، ويبدأ المشهد الدموي.
الإرهابي اشتهر باسم "قاطع الرؤوس".. ودرس علم الحاسبات في بريطانيا
"جون الجهادي" أو "محمد إموازي" من مواليد الكويت عام 1988، انتقل إلى إنجلتر في سن السادسة عام 1994، ووفقًا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تلقى "جون" تعليمه في أكاديمية "كوينتين كيناستون كوميونيتي" ب"سانت جونز وود" شمال العاصمة البريطانية "لندن"، وتخرج في جامعة "وستمنستر" بعد دراسة "علم الحاسبات" عام 2009.
وقالت الهيئة إن الداعشي أثار انتباه الأجهزة الأمنية البريطانية فور تخرجه في الجامعة، بعد أن بدأت الاستخبارات البريطانية في مراقبة المتطرفين المشتبه بهم في علاقة بمسلحين أجانب انضموا لحركة "الشباب" الصومالية.
اُعتقل في "تنزانيا" وعند رجوعه إلى لندن حققت معه أجهزة الأمن الهولندية والبريطانية
لم توجه لإموازي أي اتهامات في بريطانيا تتعلق بالإرهاب، لكنه اعتقل في تنزانيا بعد سفره عام 2009، في نفس العام الذي تخرج فيه من الجامعة، وبعدها تنقل باسم "محمد بن معظم" وسافر إلى بريطانيا بصحبة بريطاني يعرف باسم "أبو طالب"، وألماني اعتنق الإسلام اسمه "عمر"، ولكن تم منعه من الدخول وخضعوا لاستجواب من الأجهزة الأمنية الهولندية والبريطانية، وفقًا لما كشفت عنه منظمة "cage" البريطانية لحقوق الإنسان، وذلك لرجوعه عن طريق هولندا.
وعاد "جون" في سبتمبر 2009 إلى الكويت للإقامة مع عائلة والده، وللاستقرار بعد حصوله على عمل جيد في مجال "الكمبيوتر"، وأثناء تلك الفترة زار بريطانيا مرتين، كما تم منعه من دخول الكويت بعد زيارته لندن عام 2010 ليتم احتجازه واستجوابه في مطار "هيثرو" لمدة 6 ساعات، وفقًا ل"بي بي سي".

ووفقًا لما قالته منظمة "كيج" الحقوقية، غيرت تجربته مسار حياته بعد أن كان يخطط للزواج في الكويت، ليعود مرة أخرى إلى لندن، ويغير اسمه إلى "محمد العيان" ويحاول العودة مرة أخرى إلى الكويت، ولكن يتم منعه مرة أخرى، ليختفي فترة أربعة أشهر وتقوم أسرته بإبلاغ الشرطة التي أخبرتهم أنه في سوريا، في الوقت الذي اعتقدوا فيه أنه يعمل في مجال الإغاثة في تركيا.
وبحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية، تشير التقارير إلى أنه دخل إدلب بسوريا عام 2013 للمساعدة في حراسة الرهائن الغربيين، إلى أن ظهر في عدة مقاطع فيديو كذابح للرهائن، أبرزهم فيديو مقتل الصحفي الأمريكي، جيمس فولي، مشيرة إلى أن لم يكن واضحًا إذا كان "جون" هو الذي ظهر في جميع المقاطع أم لا.
وفي نوفمبر 2014 ظهرت ملامحه في مقطع فيديو لقتل ضابط في الجيش السوري، وأيضًا ظهر مع رأس مقطوعة لعامل الإغائة الأمريكي "بيتر كاسيج" في مقطع آخر، وبعدها مع الرهينة الياباني "كينجي جوتو".
"جون" يراقص ضحاياه ويتلذذ بتعذيبهم
فيما كشفت "بي بي سي" بعد إطلاعها على بعض الوثائق السرية، أن جهاز الأمن البريطاني يقول إنه حقق في شبكة في بريطانية متورطة بتجهيز تمويل ومعدات إلى الصومال لأغراض لها علاقة بالإرهاب، كما تقوم بتسهيل انتقال الأفراد من بريطانيا إلى الصومال للانضمام جماعات إرهابية.
وفي تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية تحت عنوان: "كيف كان الجهادي جون.. سفاح داعش يراقص ضحاياه ويتلذذ بتعذيبهم"، يقول "دانييل راي" المصور الدنماركي البالغ من العمر 26 عاما، والذي تم احتجازه أكثر من عام من قبل داعش "اختارني من أجل رقص التانجو معه قبل تعذيبي، حيث رقص معي التانجو وبعدها قام بضربي، وأيضًا قطع أنفي بكماشة".
وكان الجيش الأمريكي شن، ليلة أمس، غارة جوية استهدفت الداعشي "جون" البريطاني، والذي ظهر في العديد من تسجيلات الفيديو لتنظيم "داعش" الإرهابي، حيث قالت وكالة "فرانس برس" للأنباء، التي أفادت بأن مقتله غير مؤكد، إن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "بيتر كوك" صرح في بيان قائلًا: "نحن بصدد تقييم نتائج العملية هذه الليلة، وسنعلن عن معلومات إضافية بطريقة مناسبة".