قرر أولياء أمورهم الابتعاد بهم عن أزمات التعليم الحكومي، وخصصوا آلاف الجنيهات شهريا ليجلس أولادهم في فصول غير مكتظة، ودفعوا بهم بحسب ما ظنوا لمجتمع التعليم الأجنبي الراقي، حيث تعلم المناهج الحديثة متعددة اللغات والثقافات، إلا أنهم فوجئوا بصغارهم يحيّون أعلام دول "الحلفاء"، ويقفون حدادا على ضحاياها في الحرب العالمية الأولى بساحات تلك المدارس. 11 نوفمبر من كل عام، هو الذكرى السنوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى وانتصار الحلفاء، وقبله بيوم دعت إحدى المدارس الدولية الخاصة تلاميذها وأولياء أمورهم للاحتفال بالذكرى، بحجة "مشاركة الجيش المصري في تلك الحرب"، وجاء في نص الرسالة التي كتبت بالإنجليزية: "الآباء الأعزاء الكرام، يوم قدامى المحاربين هو عطلة رسمية على مستوى جميع الولاياتالمتحدة، الذي يحتفل به سنويا يوم 11 نوفمبر، وتكريم الأشخاص الذين خدموا في القوات المسلحة الأمريكية، ويحتفل به أيضا في دول أخرى من العالم، مثل يوم الذكرى في كندا، والذي يصادف ذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى، وبالتالي إدارة المدرسة تود أن تغتنم هذه الفرصة لإحياء ذكرى الجنود المصريين الذين شاركوا في تلك الحرب، وكذلك الجنود الشجعان الذين قاتلوا وتوفوا من أجل بلدانهم"، داعية تلاميذها الحضور في يوم الذكرى بغطاء رأس وسراويل وقمصان عسكرية. قبل الذكرى بيوم دعت إحدى المدارس الدولية الخاصة تلاميذها وأولياء أمورهم للاحتفال بها صلاح عمارة، رئيس قطاع التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم، أكد في مداخلة هاتفية لبرنامج "صوت الناس" على قناة "المحور" وجود شكاوى من أولياء أمور، بوجود مدارس خاصة تجبر الطلاب على تحية أعلام بلدان أجنبية، وأن لجان الوزارة ستتوجه إلى تلك المدارس يوم الأحد المقبل، للتأكد من صحة تلك الشكاوى، قائلا: "المدارس الأجنبية في مصر تعمل وفقا للقانون المصري، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يجبر أي طالب أن يحيي علما غير علم مصر، إلا في حالة واحدة إذا كانت المدرسة تابعة لسفارة البلد التي تم تحية علمها، ولا يوجد بها مصريون، وأنه حال ثبوت صحة تلك الوقائع، سيتم توقيع العقوبات على أي مدرسة يثبت فيها تحية أي علم غير المصري، وفقا للقرار الوزاري رقم 422 لسنة 2014، والتي تبدأ العقوبات فيه من الإنذار وحتى إلغاء ترخيص المدرسة". الواقعة التي حدثت في عدد من المدارس الدولية في ذكرى الحرب العالمية الأولى ليست الأولى من نوعها، فسبق وأن صدر قرار في فبراير 2010 من وزير التربية والتعليم، وكان يشغل المنصب وقتها الدكتور أحمد زكي بدر، وزير التنمية المحلية الحالي، ينص على: "إلزام المدارس الخاصة الدولية والأجنبية بترديد النشيد الوطنى وتحية العلم المصري أثناء طابور الصباح اليومي"، كما شدد "بدر" فى بيان إعلامي على التزام المدارس الأجنبية بتطبيق هذا القرار بالنسبة للطلبة المصريين بها، منوهاً بأن جميع المدارس والجهات المعنية عليها تنفيذ القرار بدءا من تاريخ صدوره، وإلغاء كل ما يخالفه أو يتعارض معه. المندوه الحسيني رئيس اتحاد أصحاب المدارس الخاصة، أكد في تصريح خاص ل"الوطن"، على أن رفع مدارس دولية أو أجنبية أعلامها، وإجبار الطلاب على تحيتها أمر مرفوض شكلا وموضوعا، ومخالف للوائح والقوانين المعمول بها، ويجب اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك. وفيما يخص إجبار تلك المدارس للطلاب على الاحتفال بأحداث تخص الدول التابعة لها، أو الاحتفال بذكرى الدول التي شاركت في الحرب العالمية الأولى، والوقوف حدادا على ضحاياها، قال الحسيني: "الطلاب المصريون يحيون علم بلادهم فقط، ويقفون حدادا على شهدائهم من أبناء الجيش المصري والشرطة فقط، وغير ذلك أمر غير مقبول". نص الدعوة التي أرسلتها مدرسة خاصة لأولياء أمور للاحتفال بذكرى الحرب العالمية الأولى: