بعد أزمة الطائرة المنكوبة.. خبراء يضعون "خارطة طريق" لعودة السياح إلى مصر

وضع عدد من خبراء السياحة "خارطة طريق" لخروج القطاع السياحي من أزمته الحالية، مصحوبة بخطط التحرك اللازمة لاستعادة حركة السياحة الوافدة إلى مصر. وقال عادل الحجار عضو اتحاد الغرف السياحية، إن الأزمة الحالية "معقدة" للغاية، ومن الضروري العمل على محورين أساسيين، الأول: إعطاء الثقة للمستثمر السياحي المصري وتشجيعه على الاستمرار في العمل، وعلى إبقائه للعمالة الموجودة لديه رغم الانخفاض في "الإشغالات"، وذلك عن طريق إصدار الدولة قرار سيادي يؤجل تسديد فوائد البنوك لمدة عام، حتى تستعيد السياحة جزء من عافيتها، فضلا عن تأجيل المديونيات المستحقة على القطاع السياحي من "تأمينات" و"رسوم الكهرباء" و"المياه" ومستحقات المحليات، لافتا إلى ضرورة عدم تسريح أيا من العمالة الحالية، حتى لا ينضموا إلى طوابير البطالة، ويصبحوا فريسة للجماعات الإرهابية والمتطرفة.
وأضاف الحجار، ل"الوطن"، أن المحور الثاني يعتمد على تصحيح الصورة الذهنية لمصر خارجيا بشكل إيجابي، ومحو آثار التقارير السلبية، التي انتشرت حول مصر خلال الفترة الماضية، ويكون ذلك عبر عدة وسائل تتمثل في تنظيم رحلات لوفود إعلامية وأمنية، للوقوف على حالة الآمان بالمدن السياحية والمطارات، وتنفيذ كافة الإجراءات الأمنية المطلوبة بالمطارات بحذافيرها، وتنظيم العديد من الفاعليات الفنية والرياضية داخل مصر، واستضافة الشخصيات العالمية المشهورة.
وأشار عضو اتحاد الغرف السياحية، إلى ضرورة التواجد بجميع المعارض السياحية العالمية، وعدم الانسحاب من جميع الدول التي تصدر سائحين لمصر، لأن ذلك حاليا يساوى "الانتحار"، ويؤدي لغياب السائحين لمدة لن تقل عن 5 سنوات، لافتا إلى ضرورة تنظيم زيارات مكوكية إلى الدول المصدرة للسائحين، ولقاء صناع القرار بها، فضلا عن الاتصالات المباشرة مع شركات السياحة العالمية، وحثها على استمرار رحلاتها.
وأكد جهاد الغزالي عضو المجلس الاستشاري للسياحة، ضرورة ضخ الدولة نحو مليار جنيه في صندوق السياحة لاستخدامها في التسويق، وكذلك تسيير قوافل سياحية موجهة إلى دول العالم؛ لإقناعهم بضرورة استئناف رحلاتهم إلى مصر، فضلا عن عمل دعاية إعلامية لمصر بجميع وسائل الإعلام الغربية والعربية، منوها إلى ضرورة التواجد بالسوق الأمريكي بصفة مكثفة نظرا لرغبة الأمريكان في زيارة مصر، مطالبا وزارة الطيران المدني بتسخير كافة الإمكانات التي تمتلكها شركة مصر للطيران لخدمة القطاع السياحي، واستخدام أسطولها الجوي في تعويض انسحاب العديد من شركات الطيران الأوروبية عن تنظيم رحلات من وإلى مصر، على أن تنظم مصر للطيران رحلات "شارتر" لجميع دول العالم.
وشدد على ضرورة قيام الدولة بإعفاء الفنادق من سداد الضرائب والتأمينات الاجتماعية لمدة عامين فى مقابل تعهد الفنادق بعدم تسريح العمالة والمشاركة فى خطة التنشيط السياحى خارجيًا.
وكشف الغزالي، عن أن الهدف الحالي للقطاع السياحي، ليس في تحقيق أرباح بل جذب السائحين وتواجدهم بمصر حاليا، كأكبر رد عملي عن حالة الاستقرار السياسي الذي تتمتع به البلاد حاليا، لافتا إلى ضرورة استهداف دول جديدة لجذب السائحين منها كالدول "الاسكندنافيا"، والتي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي السابق كأوكرنيا وجورجيا، خاصة أن المقصد المصري هو الأنسب في فصل الشتاء لقضاء إجازات سائحي تلك الدول به، مضيفا أن على الدولة تعيين نحو 5 آلاف شاب من محترفي برامج الإنترنت للترويج لحملة "هي دي مصر" (this is Egypt) على صفحات التواصل لجميع أنحاء العالم حتى لا يتراجع اهتمام السائح بمصر.
وشدد عاطف عبداللطيف عضو جمعية مستثمري السياحة بمرسى علم، على ضرورة العمل على تنمية السياحة العربية وتنشيطها والاهتمام بالسياحة الداخلية وفتح أسواق جديدة لزيارة مصر غير أوروبا، مع مراجعة الإجراءات الأمنية في المطارات ودعوة كل المسؤولين عن الطيران المدني في العالم وأوروبا لتشكيل لجنة لعمل مراجعة أمنية شاملة لخطط لتأمين المطارات ودعوة وفود أمنية من مختلف دول العالم لمتابعة الوضع الأمني في مصر على الطبيعة، والاستجابة لكافة الملاحظات التي يدونوها إن وجدت بهدف طمأنة الجميع.
وأكد أن تراجع نسب الإشغالات سيتراجع بمعدل 90% في الفنادق المصرية نتيجة لمغادرة 79 ألف روسي من مصر و20 ألف إنجليزي، فضلا عن مغادرة السائحين الألمان والبلجيك وهو ما لا يجب أن يرعبنا بل يجعلنا نجتهد في التسويق وفتح أسواق جديدة تعوض جزء من هذا التراجع.