"بلاغ عاجل إلى كل من يهمه الأمر.. إسراء الطويل فين؟"، سؤال طرحته آلاء الطويل عبر حسابها على "فيسبوك" يوم 2 يونيو الماضي، مُعلنة اختفاء شقيقتها عقب خروجها وعدد من زملائها إلى كورنيش النيل في القاهرة. وأوضحت آلاء، أنّ شقيقتها توجّهت بصحبة اثنين من زملائها، هما صهيب سعد وعمر محمد، إلى كورنيش النيل في منطقة المعادي لتناول العشاء، ولم يعودوا، وأجهزتهم المحمولة مُغلقة، وعلى الرغم من توجّه الأسرة إلى عدد من أقسام الشرطة القريبة من المنطقة، فإنّ المسؤولين فيها نفوا وجودهم من بين المعتقلين. حالة من الصدمة سادت بين الناشطين على مواقع التواصل، بسبب اختطاف إسراء وصديقيها، ولا سيما أن الفتاة تعاني صعوبة في الحركة، ودشن ناشطون عبر موقع "تويتر" هاشتاج تحت اسم "إسراء الطويل"، الذي شهد تفاعلًا كبيرًا، في محاولة للضغط من أجل الإفصاح عن مكان الشباب الثلاثة. لم يكتف رواد مواقع التواصل بالهاشتاج فقط، حيث دشنوا صفحة تحمل اسم "إسراء الطويل فين"، التي نشرت بعد 18 يومًا تفاصيل ما جرى مع المصوّرة الشابة، منذ اختفائها في 1 يونيو وحتى ظهورها في نيابة أمن الدولة العليا وإحالتها للتحقيق. وقالت الصفحة، إنّ إسراء عُرِضت على نيابة أمن الدولة بالتجمع الخامس، في 15 يونيو، على ذمة القضية رقم 485 لسنة 2015 حصر أمن دولة، مشيرة إلى أنّ ذلك حدث من دون إخطار أو حضور أي من أهلها أو المحامين. وأضافت الصفحة: "تم ترحيلها (إسراء) إلى سجن القناطر الثلاثاء 16 يونيو، حيث شاهدتها إحدى الزائرات هناك وهي ترتدي نفس الملابس منذ يوم اختفائها، ويوم الأربعاء 17 يونيو توجّه أهل إسراء إلى سجن القناطر حيث تم إدراج اسمها في الكشوف الرسمية". العجز عن معرفة أخبار إسراء، وعجزها ذاته عن المشي رغم رحلة علاجها التي لم تستكمل بعد، زاد من الاهتمام بقصة الفتاة التي "لا تحمل أي توجه سياسي، وتهوى التصوير بجانب دراستها، ولديها قطة تحبها اسمها وودي"، كما تقول صفحة البحث عنها، التي دشنها أهلها وأصدقاؤها على "فيسبوك". بعد مرور 44 يومًا على اختفاء وسجن الشباب الثلاثة، نشرت أسرة إسراء الطويل رسالة من ابنتهم، كتبتها من محبسها في سجن القناطر عبر "فيسبوك"، قالت فيها إسراء: "أنا لابسة بنطلون وبلوزة وكارديجان وطرحة قصيرة ومخطوفة مع اتنين ولاد.. التهم الموجهة ليا الانضمام لجماعة الاخوان.. إمداد الجماعة.. فبركة الأخبار خارج وداخل مصر.. إيه الجنان ده؟ هوا أنا مين أصلًا؟!، طب الحاجات دي كلها محصلتش ومفيش أي حاجة عليا.. دخلت السجن.. أول مرة أشوف ناس كتير وستات كتير.. ودوني عنبر (الإيراد الجديد)".. معيش هدوم غير الجلابية الحقيرة بتاعت السجن اللي وكيل النيابة بعد كدا قاللي اسمها (الشُلّ).. مبطلتش عياط ومش ببطل.. أنا ضغيفة جدًا في الحقيقة وطول الوقت بعيط.. عادي.. الدموع جميلة.. أنا جالي جرب 17 يوم ماستحمتش.. أهلي عرفوا إني في سجن القناطر وجولي تاني يوم الموافق واحد رمضان.. الحمدلله.. الحمدلله.. الحمدلله.. كأنني ربنا أحياني من القبر". قبل نشر تلك الرسالة بأيام، كانت نيابة أمن الدولة العليا قررت تجديد حبس إسراء الطويل، 15 يومًا على ذمة التحقيقات المتهمة فيها بنشر أخبار كاذبة والانتماء لجماعة أسست خلافًا لأحكام القانون والدستور الغرض منها تعطيل مؤسسات الدولة ومنعها من ممارسة عملها. وطالبت هيئة الدفاع عن إسراء، بإخلاء سبيلها لانتفاء مبررات الحبس الاحتياطي، كما تقدم لجهات التحقيق بإفادة من مستشفى الحرية تفيد إصابتها بشلل في الأطراف، وأن حالتها تحسّنت بعد علاجها لمدة 6 أشهر، وأن أي إهمال في علاجها سيؤدي لتفاقم الحالة. كما قدّم الدفاع إفادة من الطبيب المعالج لإسراء توضح حالتها الصحية وتأثير الإصابة على الحركة بشكل طبيعي والعلاج المطلوب، بالإضافة إلى صورة من تقرير أشعة به تفاصيل عن الحالة العضوية. ورغم ذلك قررت نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المحامي العام الأول للنيابات المستشار تامر الفرجاني، 13 أكتوبر الماضي، تجديد حبس الطالبة الجامعية إسراء الطويل، للمرة التاسعة 15 يومًا على ذمة التحقيق، على خلفية اتهامها بالانضمام لجماعة إرهابية، أسست على خلاف القانون، وبث أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن والسلم العام. وفي 24 أكتوبر، تم تجديد حبس إسراء لمدة 15 يومًا للمرة العاشرة، وكانت الجلسة الماضية تسلّمت فيها النيابة تقريرًا من مستشفى السجن خاصًا بتوقيع الكشف الطبي على إسراء الطويل يتضمن شرحًا تفصيليًا عن حالتها الصحية، والذي زعم أن الحالة الصحيّة لها تسمح باستمرار حبسها. وجاء الكشف عليها بعد أن طلب دفاعها إخلاء سبيل موكلته على ذمة القضية نظرًا لظروفها الصحية، مشيرًا إلى أنّها تحتاج رعاية طبية خاصة لا يمكن توفيرها داخل مستشفى السجن، لتقرر المحكمة عرضها على مستشفى السجن لإعداد تقرير مفصّل بحالتها، ومدى إمكانية بقائها في الحبس أم لا، لتصدر النيابة قرارها في الجلسة السابقة بتجديد حبسها رغم ظروفها الصحية السيئة. 155 يومًا قضتها داخل السجن، بعد تجديد حبسها لمدة 15 يومًا على مدار 10 جلسات أمام محكمة أمن الدولة العليا. وفي أولى جلسات محاكمتها أمام محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بمعهد أمناء بطرة، جُدِّد حبس إسراء 45 يومًا على ذمة التحقيق.